توالت المواقف اللبنانية والدولية التي تدين واقعة اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم (59 عاما) الذي عثر عليه قتيلا الخميس، داخل سيارته في منطقة العدوسية بجنوب لبنان.
اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية أنه عثر على جثة الناشط مصابة بخمس طلقات نارية، 4 في الرأس وواحدة في الظهر، في وقت تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة.
وجاء العثور على جثة سليم عقب ساعات على اختفائه بعد زيارته لمنزل صديق في إحدى قرى جنوب لبنان، بحسب شقيقته رشا سليم الأمير عبر حسابها على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي.
وقد شدد الرئيس اللبناني ميشال عون في بيان صدر عن الرئاسة على “ضرورة الإسراع في التحقيق لجلاء الظروف التي أدت إلى وقوع الجريمة والجهات الواقفة خلفها”.
من جانبه، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في بيان صدر عن مكتبه إن “جريمة اغتيال سليم النكراء، يجب أن لا تمر من دون محاسبة”.
وشدد على أنه “لا تهاون في متابعة هذه التحقيقات حتى النهاية، والدولة ستقوم بواجباتها في هذا الصدد”.
بدوره اعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي في تصريح أن “ما حصل يشكل جريمة مروعة ومدانة”.
واعتبر رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري في تغريدة على موقع “تويتر” أن “لقمان سليم شهيد جديد على درب حرية وديمقراطية لبنان، واغتياله لا ينفصل عن سياق اغتيالات من سبقه”، مشددا على أن “الشجب لم يعد كافيا والمطلوب كشف المجرمين لوقف آلة القتل الحاقدة”.
استنكار جريمة الاغتيال
واستنكرت “حركة أمل” بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي جريمة اغتيال سليم وطالبت بإجراء التحقيق الأمني والقضائي بسرعة وكشف الفاعلين ومعاقبتهم.
كما أدان “الحزب التقدمي الاشتراكي” بزعامة الوزير السابق وليد جنبلاط في بيان جريمة قتل سليم ودعا الأجهزة الأمنية الى أقصى درجات الملاحقة والمتابعة والتحقيق الفعلي والشفاف لكشف المرتكبين.
واعتبر الحزب أن “مثل هذه العمليات الخطيرة، تبعث على قلق مضاعف على الكيان اللبناني الذي قام في جوهره على حرية الرأي وحق التعبير والاختلاف”، مشددا على “مواجهة حالات التفلت الأمني التي تزداد لأكثر من سبب اجتماعي ومعيشي وسياسي، ولترسيخ ثقافة التنوع مقابل منطق الإلغاء مهما كانت الظروف”.
العودة لمسلسل الاغتيالات السياسية
من جهته وصف “حزب الكتائب” بزعامة النائب المستقيل سامي الجميل اغتيال لقمان سليم بأنه “إعدام” معتبرا الجريمة “عودة لمسلسل الاغتيالات السياسية، ومحاولة بائسة لضرب التنوع”.
وأدان “حزب القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع في بيان “اغتيال الناشط السيادي لقمان سليم”، وطالب القوى الأمنية بـ “الاسراع في كشف ملابسات هذه الجريمة المروعة وسوق المجرمين إلى العدالة”.
من جهته أدان “تيار المستقبل” بزعامة سعد الحريري في بيان اغتيال سليم محذرا مما سماه بـ”مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين”.
كذلك أدان “التيار الوطني الحر” بزعامة النائب جبران باسيل جريمة قتل الناشط وحض الأجهزة القضائية والأمنية على “إنهاء التحقيقات بالسرعة اللازمة، تحقيقا للعدالة وإنصافا للحقيقة”.
ودعا التيار إلى “عدم استغلال هذه الجريمة لإثارة الفتنة”، مؤكدا أن “الاغتيال والعنف السياسي أمران لا يمكن السكوت عنهما لبنانيا، لأنهما يتنافيان مع معنى تنوع اللبنانيين”.
وعلى الصعيد الروحي استنكر المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان في بيان جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم وحذر “من الاتجار بدمه، إذ أن البعض يوزع الاتهامات بطريقة مدانة ومستنكرة”.
مخابرات العالم تمرح في لبنان
ولفت إلى أن “جيوش مخابرات العالم تسرح وتمرح في لبنان، وتعمل لتمزيق البلد وناسه، وبالأخص الطائفة الشيعية التي عاشت وتعيش بالعلم والثقافة والتنوع” ناصحا ب”التفتيش عن القاتل بين أعداء لبنان والأيادي التي تعمل لتمزيق البلد وتهديد مشروع الدولة واستقرار شعبنا وناسنا”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي في لبنان وصف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في تغريدة على موقع “تويتر” اغتيال لقمان سليم بأنه “خسارة مأساوية”.
وطالب كوبيتش، من السلطات اللبنانية “التحقيق في هذه المأساة بشكل سريع وشفاف واستخلاص النتائج اللازمة”.
من جهتها اعتبرت نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي في بيان اليوم أن “مقتل مفكر شجاع وملتزم يشكل خسارة للشعب اللبناني بأجمعه”.
وحثت نجاة رشدي على ” إجراء تحقيق وملاحقة قضائية شاملة وسريعة وشفافة لتطبيق العدالة بحق جميع المسؤولين عن هذا العمل الشائن”، مضيفة أن “الشعب اللبناني يستحق قضاءً مستقلا وفعالا للوصول إلى نتائج بالسرعة المطلوبة ولضمان المساءلة وللحد من التلفت من العقاب”.
تقاعس الدولة
بدورها اعتبرت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية لين معلوف في تصريح اليوم أن “مقتل لقمان سليم يثير مخاوف خطيرة من العودة إلى عمليات القتل المستهدفة في ظل تقاعس الدولة عن تحقيق أي عدالة في قضايا مروعة ومماثلة سابقا”.
وطالبت السلطات اللبنانية أن “يكون التحقيق الذي أعلنته في جريمة قتل لقمان سليم شفافا ومحايدا ومستقلا”.
من جهته أدان سفير الاتحاد الأوروبي في بيروت رالف طراف في تغريدة على موقع “تويتر” “ثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان التي تسمح بوقوع تلك الأعمال المشينة” مطالبا بالتحقيق في الحادث.
وبدورها دعت سفارة كندا في لبنان في بيان إلى “تحقيق موثوق وشفاف” في جريمة الاغتيال لكشف الحقيقة ووضع حد للإفلات من العقاب”.
يذكر أن سليم لطالما عرف بمواقفه السياسية بأنه من الناشطين المعارضين لـ “حزب الله” ، وهو نجل النائب السابق محسن سليم وناشر “دار الجديد”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.