أعلنت إدارة الدولة لتنظيم السوق «SAMR» فى الصين بداية هذا الأسبوع أنها منعت شركة «تينسينت هولدينجز» الصينية للتكنولوجيا من تنفيذ خطتها التى تستهدف دمج هويا Huya مع دويو DouYu أكبر منصتين لألعاب الفيديو الأونلاين فى البلاد بسبب مخاوف من احتكار سوق المواقع الترفيهية.
وترى إدارة SAMR أن الاندماج المرتقب بين شركتى هويا و دويو سيجعلهما يهيمنان على %80 من سوق ألعاب الفيديو على الانترنت فى الصين التى تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار وتسجل نموا مستمرا، وسيرفع أيضا إجمالى القيمة السوقية لهما معا إلى أكثر من 5.3 مليار دولار.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة «تينسينت» تسعى للسيطرة على سوق الألعاب الترفيهية فى أنحاء الصين من خلال دمج أكبر موقعين لألعاب الفيديو الإلكترونية فى البلاد لأنها أكبر مساهم فى شركة «هويا» حيث تملك فيها حصة تقدر بحوالى %36.9 كما تملك أيضا أكثر من %33من دويو.
كانت شركة تينسينت التى تسيطر على أكثر من %40 من سوق ألعاب الفيديو الأونلاين فى الصين أعلنت العام الماضى عن اندماج هويا التى تتصدر هذه السوق فى الصين مع دويو التى تحتل المركز الثانى لكى تعزز سيادتها فى قطاع الألعاب الترفيهية الذى يحقق إيرادات مرتفعة.
وتتميز شركتا هويا و دويو المدرجتان فى بورصتى الصين ونيويورك بأنهما الأكثر انتشارا بين الشباب الصينى حيث تقدمان مباريات رياضية على الانترنت تحاكى البطولات الدولية التى تجذب المشجعين من أنحاء العالم سواء فى كرة القدم من أوروبا وأمريكا اللاتينية أو كرة السلة الأمريكية وبأسماء النجوم المحترفين مثل ميسى ورونالدو.
وأكدت شركة «تينسينت» أنها ملتزمة بقرار إدارة SAMR وستنفذ المتطلبات التنظيمية وستعمل وفقا للقوانين والقواعد التى تطبقها حكومة بكين وستتحمل أيضا المسئوليةالاجتماعية تجاه الشعب الصينى
وجاء فشل صفقة الاندماج مع إتجاه حكومة بكين لمكافحة تضخم شركات التكنولوجيا الصينية لدرجة أنها فرضت فى بداية هذا العام على «على بابا» عملاق التجارة الإكترونية غرامة قياسية بلغت 2.5 مليار دولار لتورطها فى ممارسات احتكارية وغير تنافسية.
وقال زانج شينينج عضو لجنة مكافحة الاحتكار فى إدارة SAMR إن الاندماج بين هويا ودويو سيجعل المنافسة غير عادلة بين الشركات العاملة فى نفس المجال لأن شركة تينسينت ستمنحهما امتيازات إضافية باعتبارها أكبر مساهم فى هاتين الشركتين.
ومن ناحية أخرى أعلنت أيضا هيئة تنظيم الفضاء الإلكترونى فى الصين – ضمن تدابير مكافحة تضخم شركات التكنولوجيا، أن أى شركة لديها بيانات أكثر من مليون مستخدم لابد وأن تخضع لمراجعة أمنية قبل إدراج أسهمها فى بورصات عالمية فى الخارج لتحديد مدى مخاطر تأثير الحكومات الأجنبية على البيانات الصينية أو السيطرة عليها أو التلاعب بها بعد الإدراج فى الخارج.
وظهر هذا الإعلان الأخير بعد أن أطلقت السلطات الصينية تحقيقا مع شركة «ديدى جلوبال» العملاقة لخدمات نقل الركاب بتطبيقات الموبايلات بزعم انتهاكها خصوصية المستخدمين بعد أيام من إدراجها أسهمها فى بورصة نيويورك.
وتبذل حكومة بكين جهودا هائلة لمراجعة القواعد الخاصة بالإدراج فى البورصات العالمية والتى كانت سارية المفعول منذ عام 1994 وذلك من خلال اللجوء إلى تعديل قواعد الحصول على الموافقة قبل طرح الشركات الصينية للاكتتاب العام فى هونج كونج أو الولايات المتحدة بهدف منع الشركات الصينية من الإدراج فى الخارج فى تحد واضح لعمالقة التكنولوجيا رغم أن الشركات الصينية جمعت حوالى 76 مليار دولار من خلال الاكتتابات العامة فى بورصة نيويورك خلال العقد الماضي.