إحياء الذكرى العاشرة لـ«محرقة بنى سويف»

إحياء الذكرى العاشرة لـ«محرقة بنى سويف»

إحياء الذكرى العاشرة لـ«محرقة بنى سويف»
جريدة المال

المال - خاص

1:13 م, الخميس, 3 سبتمبر 15

سلوى عثمان


فى الخامس من سبتمبر الجارى، تمر 10 سنوات على ما عرف بـ«محرقة بنى سويف» التى مات فيها حرقًا 18 مسرحيًا وناقدًا من كبار نقاد المسرح.. هزت الحادثة البشعة عرش وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، وعلت الأصوات المنادية بمحاكمته وإقالته لكن ذلك لم يتم.

على رأس الذين لقوا حفتهم فى تلك المحرقة د. محسن مصيلحى، ود. صالح سعد، والمخرج المسرحى حازم شحاته، وأستاذ المسرح مؤمن عبده، والعديد من شباب المسرحيين المستقلين، وطلبة من المعهد العالى للسينما.

لا أحد يستطيع أن ينسى هذا اليوم الكابوس .. حينما شاهد الجميع على شاشات التليفزيون فنانى مصر يهرولون خروجًا من بوابة قاعة المسرح المشتعلة، وقد أمسكت النيران بهم وبملابسهم، وهم يستغيثون من هول الجحيم الأرضى الذى أسقطهم فيه الإهمال المصرى العريق، كانوا قد تكبدوا عناء السفر إلى الصعيد حبًا فى الفن، لكن الأقدار- أو بالأحرى الإهمال- أبى أن يكبدهم عناء العودة، فرجعوا محمولين داخل توابيت.

هذا العام، قررت إدارة المهرجان القومى للمسرح أحياء ذكراهم بإطلاق هذه الدورة من المهرجان فى يوم ذكرى محرقة بنى سويف، كما ستعقد ندوة يتحدث فيها العديد من المسرحيين حول دور وإسهامات الفنانين الراحلين فى الحركة المسرحية المصرية.

وعن هذا الحادث وأسلوب تعامل الدولة معه، قال الناقد المسرحى احمد عبد الرازق أبوالعلا إن أهم التوصيات التى كان يجب الاهتمام بها هى إدراج أسماء الضحايا كشهداء، لأنهم بالفعل شهداء، فقد كانوا يقومون بتأدية عملهم بتكليف من وزارة الثقافة، كما أنهم راحوا ضحايا للإهمال الجسيم، و قد قدموا للمسرح والثقافة إسهامات لا تنكر، موضحا ان ادراج اسمائهم كشهداء سيمكن ذويهم من الحصول على حقوقهم كاملة.

وشدد أبوالعلا على أن أعمال هؤلاء الفنانين، وغيرهم، هى حائط الدفاع الاول عن الوطن وقضاياه، كما ان بعضهم قدم عروضا مسرحية من سنوات عدة تعتبر ارهاصات للثورة.

وطالب أبوالعلا كذلك بأن تعترف الدولة بان يوم 5 سبتمر هو يوم المسرح المصرى، واضاف ان تزامن المهرجان القومى للمسرح هذا العام مع ذكراهم يعنى ان المسرحيين مازالوا يتذكرونهم، لكن وزارة الثقافة مازالت لم تقدم على هذه الخطوة.

و أشار إلى أن قرار اعتبار هذا اليوم هو يوم المسرح المصرى اتخذ بالفعل فى عهد وزير الثقافة الاسبق عماد ابوغازى، لكنه لم يحظ بالاهتمام الحقيقي؛ فلولا اننا نذكرهم ونصر على احياء ذكراهم لكان مكانهم النسيان، أما آخر المطالب فهو ان يتم اطلاق اسمائهم على قاعات عرض، وهو ما حدث، لكن فى اضيق الحدود.

وأوضح أبوالعلا أنه سيتحدث خلال ندوات المهرجان عن اثنين من المسرحيين اللذين أثرا بشكل واسع فى مسرح الثقافة الجماهيرية وهما نزار سمك وبهائى الميرغنى.

من جانبه، أوضح الكاتب والشاعر محمد عبدالحافظ ناصف، أنه سيتحدث هو أيضًا خلال المهرجان حول تأثير ثلاث من ضحايا هذا الحادث، وهم الدكتور محسن مصيلحى والدكتور صالح سعد وحازم شبل، فى تكوين ودعم أجيال التسعينيات والألفينيات فى المسرح المصرى.

وأوضح ناصف أن الثلاثة كانت لهم أفضال نقدية عليه شخصيًا، كما كانوا أطرافًا فى لجان تحكيم أجازت له عروضا وأعطته جوائز أيضًا، موضحًا ان لهم اعمالا فنية ونصوصا مسرحية وكتبا نقدية أثرت فى الوسط الثقافى كله، وهو ما جعله يطالب بأن أى عمل يقدم لهؤلاء الثلاثة على اى جهة انتاجية ان يتم استقبال هذه الاعمال بشكل محترم يليق بالاحتفاء بهم، مؤكدا أن أكثر ما يمكن أن يحيى ذكرى المبدع هى استمرار عرض اعماله والاحتفاء بها، معتبرا ذلك هو التكريم الدائم الذى يمكن تقديمه لهم ولأسرهم.

جريدة المال

المال - خاص

1:13 م, الخميس, 3 سبتمبر 15