سيناقش الوزراء الأوروبيون إجراءات استثنائية لكبح جماح تكاليف الطاقة المرتفعة، تمتد من وضع حدود قصوى لأسعار الغاز الطبيعي إلى تعليق تداول مشتقات الطاقة، حيث تسابق الكتلة الأوروبية الزمن للاستجابة للأزمة المتفاقمة.
ارتفعت أسعار الغاز بأكثر من 30% يوم الاثنين، بعد اتخاذ روسيا في وقت متأخر من يوم الجمعة قراراً عبر شركة “غازبروم” بالإبقاء على خط أنابيب “نورد ستريم” الهام مغلقاً. تتزايد أيضاً الضغوط الناجمة عن أزمة الطاقة بشدة، إذ انخفض اليورو إلى أقل من 99 سنتاً أمريكياً وهو أدنى مستوى له منذ عام 2002.
وفقاً لمسودة وثيقة اطلعت عليها “بلومبرج نيوز”، من المقرر أن تدرج جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، تلك الآليات ضمن قائمة خيارات “التدخل الطارئ” التي ستتم مناقشتها في اجتماع لوزراء الطاقة يوم الجمعة.
صعود تكاليف الطاقة
تكافح أوروبا جاهدةً لدرء كارثة طاقة تهدد بالتحول إلى أزمة اقتصادية واجتماعية وحتى مالية. إذ تحركت حكومات دول شمال أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه لتعزيز سيولة شركات الكهرباء تعاني من شروط الضمان، قائلة إن هناك خطر حدوث لحظة مماثلة لأزمة “ليمان براذرز”.
يعمل القادة الأوروبيون منذ شهور لمحاولة تعويض تأثير الضغط الناجم عن إجراءات روسيا لتضييق الغاز – وهي خطوة يصفونها على أنها استخدام الطاقة كسلاح. لكن الخطوة الروسية عبر وقف “نورد ستريم” جلبت شعوراً جديداً بالإلحاح.
من المقرر أن تدفع خطوة روسيا بوقف الإمداد أسعار الغاز الطبيعي نحو مستويات قياسية في أوروبا، وكذلك في آسيا، وتكديس المزيد من الضغط على مولدات الكهرباء.
ذكر متعاملون أن شركات الكهرباء في آسيا تكثف بالفعل جهودها يوم الاثنين لتأمين شحنات الغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى تزايد المنافسة مع المنافسين في أوروبا للحصول على كمية متضائلة من الوقود المتاح، ما يهدد برفع الأسعار أكثر.
مخاطر اجتماعية محدقة
بدورها كشفت ألمانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع – الدولة الأكثر تأثراً بوقف “نورد ستريم” – عن حزمة تصل إلى 65 مليار دولار لحماية المستهلكين، وفرضت ضريبة على الأرباح غير المتوقعة. بينما لعب احتجاج آلاف التشيكيين في الشوارع خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع دور التذكير بالمخاطر الاجتماعية والسياسية المحدقة.
وفقاً لمسودة وثيقة الاجتماع الطارئ تخطط الرئاسة التشيكية لإخبار الدول الأعضاء أنه “من الواضح أن موسم التدفئة القادم سيختبر مرونة سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي… من الأهمية بمكان تقييم تطورات السوق وتحديد التدابير الممكنة لمعالجة ارتفاع أسعار الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار الغاز”.
ستكمّل الخيارات التي من المقرر أن تقترحها الرئاسة التشيكية الإجراءات التي طرحتها المفوضية الأوروبية في مذكرة سياسات اطلعت عليها “بلومبرج” الأسبوع الماضي. تشمل خفض الطلب على الكهرباء، وتحديد سقف لأسعار مصادر الطاقة المتجددة، والنووية، والفحم.
سوق الكربون
من المقرر أيضاً أن تقترح الرئاسة التشيكية تقييماً لكيفية استخدام الاتحاد الأوروبي لسوق الكربون الخاص به لمعالجة ارتفاع أسعار الكهرباء، وضمان صفقة سريعة بشأن اقتراح المفوضية في وقت سابق من هذا العام الداعي لبيع بعض التصاريح المسحوبة من السوق المحتفظ بها في احتياطي خاص. من شأن مثل هذه المبيعات أن تعزز المعروض من تصاريح الانبعاثات، مما يساعد على خفض أسعارها.
يتعين أن يتم تصميم التدخل المخطط له بطريقة تتجنب زيادة استهلاك الغاز أو تعرض جهود خفض الطلب على الغاز للخطر. وقالت الرئاسة في مسودة الوثيقة إنه يجب أن يكون سهل التنفيذ والتنسيق عبر الكتلة وأن يكون متسقاً مع الأهداف المناخية للكتلة الأوروبية.