تتبنى شركة إتش سي لتداول الاوراق المالية والاستثمار رؤية طموحة على صعيد قطاع السمسرة ونشاط بنوك الاستثمار في مصر، وذلك حسبما كشف عنه عدد من مسئولي الشركة على هامش منتدى “الاندماج والاستحواذ والاستثمار المباشر”، الذي نظّمته شركة ميرجير ماركت، اليوم الأربعاء.
وتعد ميرجير ماركت الشركة الرائدة في مجال توفير الدراسات البحثية ومعلومات وبيانات صفقات الاندماج والاستحواذ حول العالم، ويعتبر هذا المنتدى الثاني لها في مصر.
قال حسين شكري، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لإتش سي للأوراق المالية، إن السوق المصرية تشهد نشاطًا لصفقات الاندماج والاستحواذ أكبر من العام الماضي، مشيرًا إلى أن التوقعات الإيجابية للاقتصاد الكلي والسياسات المالية والنقدية الناجحة وبيئة الأعمال المتفائلة جعلت مصر في مصافّ وجهات الاستثمار في العالم خلال الـ12 شهرًا الماضية.
وأوضح شكري أن شركة إتش سي شهدت نشاطًا ملحوظًا في عمليات الاندماج والاستحواذ، سواء في مصر أو منطقة الخليج، إذ قامت بدور المستشار المالي لعدد من المستثمرين الاستراتيجيين في قطاعات مختلفة، منها التعبئة والتغليف، والبترول والغاز، والأغذية والمشروبات، والرعاية الصحية.
في سياق متصل قال شوكت المراغي، رئيس قطاع الوساطة بإتش سي لتداول الأوراق المالية، إن الاستراتيجية العامة لقطاع السمسرة تركز على التوسع في تعاملات المستثمرين الأفراد، بالتزامن مع خطة التوسع الجغرافي للوصول إلى فئات أكبر من المتعاملين.
وأشار المراغي إلى أن شركته وصلت بعدد الفروع الحالية إلى 7 فروع، ومن المخطط رفعها إلى 10 أو 15 فرعًا بنهاية العام المقبل، موضحًا أن الشركة تسير بخطى توسعية هادئة، بالتزامن مع الأداء الحالي الضعيف للبورصة.
ولفت إلى أن شركته حصلت على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية للتعامل عبر آلية “الشورت سيلنج”، وفي انتظار تفعيلها رسميًّا من قِبل الجهات التنظيمية، موضحًا أن شركته أطلقت “الموبايل أبليكشين” أيضًا للمتعاملين لديها.
ويرى رئيس قطاع الوساطة بإتش سي أن معدلات السيولة الحالية بالبورصة غير مُرضية، مؤكدًا أن المحفز الأساسي للسوق خلال الفترة المقبلة هو حسم ضريبة الأرباح الراسمالية على أرباح البورصة.
في سياق آخر قال إن الدولة خرجت بأفكار جيدة لتنشيط الاستثمار، في مقدمتها الصندوق السيادي “ثراء”، مؤكدًا أنه من المبكر الحكم على تأثيره على الاقتصاد المحلي بشكل عام، وهو الأمر الذي سيتوقف على الخطة الاستثمارية وأداء مدير استثمار الصندوق.
وأكد أن مركز الثقل الحقيقي في الصندوق هو توافر صلاحيات قوية بعيدة عن الإجراءات والقوانين الحكومية المتعارف عليها، والتي تستنزف وقتًا كبيرًا في الغالب، مشيرًا إلى أن استثمارات الصندوق طويلة الأجل، ومن ثم فإن مدى انعكاسها على البورصة وسوق الأوراق المالية سيحتاج بعض الوقت.
من جانبه قال محمد أبو راوي، المدير التنفيذي بقطاع بنوك الاستثمار بشركة إتش سي لتداول الأوراق المالية والاستثمار، إن الاقتصاد المصري شهد اهتمامًا كبيرًا من قِبل المستثمرين الأجانب خلال الفترة الماضية، خاصة في القطاع الاستهلاكي والغذاء.
وأضاف راوي أن أرقام الاستثمار في القطاع الاستهلاكي لم تنعكس على مجمل عمليات الاستثمار المباشر التي تمت في مصر؛ بسبب استحواذ قطاع الاتصالات والبترول على كعكة الاستثمار المباشر في مصر، والذي تبنّته الدولة بشكل كبير.
وأوضح المدير التنفيذي بقطاع بنوك الاستثمار بشركة إتش سي أن قانون التأمين الصحي الشامل دعم الرؤية الإيجابية للمستثمرين للقطاع، سواء الماليون أو الاستراتيجيون، وهو الأمر الذي نرجح استمراره الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الدولة مؤخرًا قوية وكافية لجذب مزيد من الاستثمار للسوق المحلية، لكن يتبقى الاهتمام بالتصدير وحل مشكلات دعم الصادرات وتحويل مصر كبوابة الاستثمار الإقليمي للمنطقة.
يُذكر أن “إتش سي” فازت بجائزة أفضل مدير استثمار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2018 من مؤسسة MENA Fund Manager، وذلك من خلال إدارتها 14 صندوقًا استثماريًّا للبنوك، بالإضافة إلى المحافظ المالية للمؤسسات والصناديق السيادية بحجم أصول يصل إلى 6 مليارات جنيه.
من جانبها قالت ميرجر ماركت، خلال المنتدى، اليوم، إن مصر حققت 75.1% من قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ بشمال أفريقيا، و58.3% من حجم الصفقات في 2019، مقارنة بـ48.4% و39.5% في العام السابق على التوالي.
وذكرت ماركت أن صفقتين بقطاع الطاقة والاتصالات قد استحوذتا على النصيب الأكبر من قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ منذ بداية 2019 وحتى تاريخه، موضحة أن الصفقة الأولى كانت استحواذ شركة دراجون أويل على حصة في شركة بترول خليج السويس (جابكو) بقيمة 600 مليون دولار.
وأضافت: “الصفقة الثانية كانت فيما بين شركة فيون الهولندية لخدمات الاتصالات وشركة جلوبال تليكوم القابضة بقيمة 578 مليون يورو، حيث تقدمت شركة فيون بعرض شراء إجباري لجميع الأسهم شركة جلوبال تليكوم.
وأشارت إلى أن تزايد عمليات الاندماج والاستحواذ الواردة إلى مصر يعود إلى انخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية، مما أدى إلى انخفاض التقييمات، مما جعل الشركات المصرية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
وأوضحت أن قطاع الاندماج والاستحواذ في مصر يشهد انتعاشًا ملحوظًا من بداية العام محققًا 14 صفقة بقيمة 1.3 مليار دولار، مقارنة بـ15 صفقة قيمتها الإجمالية 1.9 مليار دولار في عام 2018، رغم التباطؤ العالمي في هذا النشاط الذي انخفض بنسبة 11.4% في الربع الثالث من 2019.
وتابعت: “آثر المستثمرون مبدأ (فلننتظر لنرى) في محاولة لتقييم الوضع الاقتصادي في أعقاب قرار تحرير سعر الصرف في مصر عام 2016. تغير هذا المنحى في 2018 مدفوعًا باستقرار سعر العملة المحلية مقابل الدولار والنتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي التي تمثلت في ثقة المستثمرين والتحسن في نشاط الاندماج والاستحواذ”.
شريف عمر ومصطفى طلعت