كشف محمد أبو راوى رئيس قطاع بنوك الاستثمار بشركة إتش سى للأوراق المالية والاستثمار عن وجود شهية إستثمارية جيدة تجاه السوق المحلية فى الفترة الراهنة، إذ ظهر فى الفترة الأخيرة لاعبون جدد مهتمون بالاستثمار فى مصر، والذين لم يكونوا متواجدين من قبل.
وأوضح فى حوار مع «المالى أن شركة إتش سى تتولى العمل على حزمة صفقات بقيمة تتجاوز 4 مليارات جنيه، وكلها فى مجالات الاستهلاكى والأدوية والصحة والأغذية والمشروبات والتعبئة، ويوجد بعضها داخل مصر وأخرى فى الخارج.
فى البداية أكد محمد أبو راوى أن الأنشطة الإقتصادية تأثرت بالإغلاق الجزئى الناتج عن انتشار فيروس كورونا، وهذا ظهر فى أداء القطاعات خلال الربعين الثانى والثالث من العام الماضى، اذ إنخفض الطلب وتراجع الأداء المالى قبل أن تبدأ الامور فى التحسن تدريجيا خلال النصف الثانى من 2020.
وتابع أن من أبرز القطاعات التى تأثرت بالطبع مجال السياحة والذى كان عند مستويات جيدة قبل انتشار الفيروس، وكان يوجد مخططات لتطوير القطاع، ولكن كل هذه الأمور تأثرت جراء الفيروس، ومن ثم سيستغرق مجال السياحة بعض الوقت قبل أن يتعافى.
وذكر أن مصر تعاملت مع الأزمة بحكمة وتوزان وإتخذت ردة فعل متوازنة مقارنة بدول أخرى تجمع بين إتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الجائحة دون غلق كلى الاقتصاد، وهو الأمر الإيجابى، إذ إن الأغلاق لفترات طويلة لا يحل الأزمة ولكن يضر الاقتصاديات بشدة، متابعا أن وقف عجلة الاقتصاد سينتج عنه خسائر فادحة.
ولفت إلى أن مصر مقارنة بالأسواق الأخرى تعد وجهة استثمار جاذبة جدا، خاصة أنها الاقتصاد الوحيد الذى تمكن من تحقيق نمو فى الناتج المحلى وهو الأمر الذى لم يحدث فى أغلب الاسواق المناظرة.
واستكمل: «كما توجد فرص نمو واعدة فى قطاعات مختلفة، فضلا عن استثمارات الدولة فى البنية التحتية وهذا كله سيخلق تأثيرات ايجابية خلال الفترة المقبلة».
وتابع أبو راوى: نحن كبنك استثمار رأينا فى الفترة الاخيرة لاعبين جدد مهتمين بالاستثمار فى السوق المحلية والذين لم يكونوا ضمن قائمة المستثمرين فى مصر سابقا اذا كان اهتمامهم منصب اكثر بالاستثمار فى دول افريقيا على سبيل المثال.
وقال إنه خلال فترات التحديات أو الضبابية فإن أغلب الاستثمارات يتم توجيهها إلى القطاعات الاستهلاكية، والتي عملت بشكل جيد فعليا فى ظل الظروف الصعبة الماضية، مثل القطاع الصحى والادوية والاغذية والمشروبات، وأيضا مجالات إنتاج المطهرات وأية منتجات تتعلق بفيروس كورونا.
وأضاف أن مواد البناء من القطاعات الواعدة أيضا إذ انه ينمو نتيجة للاستثمار فى البنية التحتية ، علاوة على مجال الطاقة المتجددة والتى يوجد اهتمام فعلى بالإستثمار فيها، فى ظل ارتفاع فرص نمو المجال خاصة أن نسبة الطاقة المولدة من المصادر المتجددة فى مصر لا تزال محدودة.
قدرة البورصة على إستيعاب طروحات كبيرة محدودة نسبيا
وقال إن البورصة المصرية بدأت تشهد احجام تداول جيدة، كما أن تقييمات العديد من الأسهم أقل من القيم الحقيقية، الأمر الذى يخلق فرصاً استثمارية جيدة، يمكن اقتناصها مع ظهور تطور أكبر فى أداء السوق.
ورأى أبو راوى أن إمكانية إستيعاب السوق طروحات كبيرة أو عديدة محدودة نسبيا فى المرحلة الراهنة.
وأوضح أن قرار الطرح يتأثر بعاملين، الأول هو أداء الشركة والثانى هو سوقى يتعلق بالتقييم الجيد للاسهم الذى يمكن الشركة من تحقيق حصيلة جيدة والشهية الاستثمارية، متابعا أن أغلب الشركات تأثرت بازمة الفيروس، ومن ثم من المتوقع أن تنتظر فترة قد تكون فى حدود 6 اشهر مثلا لكى يمكن الحكم على خروج الشركات من المرحلة الصعبة وعلى أدائها المالى، ما من شأنه أن ينعكس على تقييمها وعلى النظرة المستقبلية لها.
وقال أن تحسن قيم التداول فى البورصة مؤشر ايجابى كما أن انخفاض سعر الفائدة شجع على ضخ استثمارات فى البورصة، لكن قرار الطرح يجب أن يراعى العناصر الداخلية والخارجية،، متابعا أنه يتوقع إمكانية طرح شركات خلال النصف الثانى من العام الجارى ولكن فى حدود ضيقة نسبيا.
وقال إن إتش سى تعمل على حزمة صفقات بقيمة تتجاوز 4 مليارات جنيه، وكلها فى مجالات الاستهلاكى والأدوية والصحة والاغذية والمشروبات والتعبئة، ويوجد بعضها داخل مصر وأخرى فى الخارج، كما أنها تتضمن دخول مستثمرين اجانب للاستحواذ على كيانات بالسوق المصرية، فضلا عن عمليات زيادات رؤوس أموال، وهناك احتمال لتنفيذ اكثر من عملية خلال العام الجارى.