قال إبراهيم غانم، مدير طيران الإمارات فى مصر وليبيا، إن الشركة تُشغّل حالياً نحو 23 رحلة أسبوعياً من وإلى القاهرة، بعضها بطائرات الإيرباص A380 العملاقة.
وأضاف غانم – فى حواره لـ«المال»، أن مصر تُعد من الأسواق المهمة جداً بالنسبة لـ”طيران الإمارات” خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى أن شركته تشهد منها طلباً جيداً ومتنامياً على عمليات نقل الركاب والشحن.
وأكد أن الشركة تستهدف على المدى الطويل تقييم السوق المصرية وتحليل أدائها واحتياجاتها بعناية لضمان مواصلة تلبية الطلب المتنامي، بالإضافة إلى دراسة إمكانية توسيع تواجد الشركة فيها بشكل أكبر فى المستقبل.
وعن خطة “طيران الإمارات” فى السوق المصرية، قال إن الشركة ليس لديها خطط للعمل فى محطات أخرى فى مصر بخلاف القاهرة فى الوقت الراهن، موضحا أنهم سيركزون جهودهم فى المستقبل القريب على استغلال الإمكانات الهائلة التى تمتلكها العاصمة المصرية.
وأشار غانم إلى أن الشراكة بين “طيران الإمارات” و”فلاى دبي” توفر اتصالاً سلساً بمدن مختلفة فى مصر مثل الإسكندرية.
جنوب أفريقيا ومصر ونيجيريا أكبر 3 أسواق لدينا في القارة السمراء
وكشف غانم عن أكبر ثلاث أسواق لدى الشركة فى أفريقيا، وهى جنوب أفريقيا، ومصر، ونيجيريا على الترتيب، لافتا إلى أن دولة كينيا؛ التى تأتى فى المرتبة الرابعة؛ تعد أيضاً سوقاً مهمة للشركة.
وبسؤاله عن مدى تأثير جائحة كورونا على قطاع الطيران، قال إن أعمال “طيران الإمارات” طوال العام الماضى شهدت طفرة كبيرة قبل أن يتسبب المتحور الجديد (أوميكرون) فى إبطاء هذا الزخم إلى حد ما.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك فإن الشركة ما زالت تشهد انتعاشاً فى الطلب بشكل عام، منوها بأن “طيران الإمارات” اضطرت إلى تعليق العمليات مؤقتاً فى بعض الوجهات التى ظهر فيها المتحور الجديد، كما أغلقت بعض الأسواق حدودها أو فرضت قيوداً أكثر صرامة، ومع ذلك فقد قامت الشركة بتعويض هذا النقص فى وجهات أخرى.
وأكد أن الطلب لا يزال قوياً فى الوقت الحالي، وهو ما انعكس بالإيجاب على حجم الحجوزات، منوها بأن الشركة استأنفت مؤخراً العمل فى معظم الدول التى أغلقت حدودها مؤقتاً، وخصوصاً دول جنوب القارة الإفريقية.
تراجع خسائر الناقلة إلى 1.6 مليار دولار في النصف الأول من العام المالي 2021/ 2022
وحول حجم الخسائر التى تكبدتها الشركة جراء أزمة كورونا، قال إنه فى النصف الأول من السنة المالية 2021/2022، تراجعت خسائر “طيران الإمارات” إلى 1.6 مليار دولار، مقارنة بخسائر السنة التى سبقتها، والتى بلغت 3.4 مليار دولار.
وأضاف أن هذه الأرقام تعكس تحسن الأوضاع بشكل كبير مما يوضح التعافى الذى شهدته جميع قطاعات الأعمال، بالإضافة إلى آثار تخفيف قيود السفر فى جميع أنحاء العالم.
ولفت إلى أن إيرادات “طيران الإمارات” بما فى ذلك الإيرادات التشغيلية الأخرى ارتفعت بنسبة 86% لتصل إلى 5.9 مليار دولار مقارنة مع 3.2 مليار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأشار إلى أن الشركة تمكنت من تقليل حجم خسائرها فى جميع قطاعات الأعمال، وذلك عقب تخفيف قيود السفر التى فرضتها الجائحة فى جميع أنحاء العالم.
وفيما يخص توقعاته بشأن موعد عودة شركات الطيران إلى وضعها الطبيعي، يرى غانم أن السفر سوف ينتعش أكثر مع تكثيف برامج نشر اللقاحات فى جميع أنحاء العالم، معربا عن تفاؤله بحدوث صعود قوى فى حركة الركاب عبر جميع قطاعات المستهلكين خلال الـ 12 إلى 18 شهرا المقبلة.
ونوه بأن “طيران الإمارات” تُسير اليوم رحلاتها إلى أكثر من 128 وجهة فى 77 دولة عبر القارات الست، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة ضد فيروس كورونا.
وأشار إلى أن الشركة نقلت نحو 6.1 مليون راكب فى الفترة ما بين 1 أبريل و30 سبتمبر 2021 (نصف السنة المالية)، بنمو %319 مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأضاف أنه بالنسبة لمصر فإن حركة الركاب على رحلات الشركة كانت جيدةً للغاية، كما سجّل إشغال المقاعد نسبة عالية جداً، وهو ما دفعهم لترقية السعة إلى طائرات A380 وتشغيل مزيد من الرحلات لتلبية الطلب.
أما بالنسبة لحجم البضائع المنقولة على أسطول “طيران الإمارات”، قال غانم إن الإمارات للشحن الجوى ساهمت بنسبة 60% من إجمالى إيرادات النقل فى السنة المالية 2020/ 2021.
وأوضح أن الشركة وسعت عملياتها بسرعة وأعادت بناء شبكة الشحن لتلبية الطلب القوى من الشاحنين الذين واجهوا أزمة فى السعة عندما أجبرت الجائحة الناقلات الجوية على تقليص رحلاتها بشكل كبير، حيث تم تعزيز سعة الشحن المتوفرة بإدخال 19 طائرة شحن صغيرة (طائرات ركاب بوينج 777-300ER جرى تعديلها بإزالة مقاعد الدرجة السياحية لحمل البضائع فى قمرة الركاب).
وأضاف أن قسم الشحن أدخل بروتوكولات جديدة لتحميل البضائع بأمان فى الخزائن العلوية وعلى مقاعد الركاب، بالإضافة إلى دعم سلاسل التوريد العالمية للمواد الغذائية والمستلزمات الطبية وغيرها من البضائع والسلع.
الشحن الجوي حقق نموًّا بنسبة 53% بفضل ارتفاع الطلب
وأكد أنه بفضل الطلب القوى على الشحن الجوى طوال السنة المالية 2020/ 2021، حقق قسم الشحن فى “طيران الإمارات” إيرادات بلغت 4.7 مليارات دولار، بمعدل نمو 53%، مقارنة مع السنة السابقة.
وتابع غانم أن “الإمارات للشحن الجوي” استفادت أيضًا من قدراتها وبنيتها التحتية فى نقل وتوزيع الأدوية ولقاحات “كوفيد- 19” عبر العالم، وكذلك فى نقل مواد الإغاثة الإنسانية.
نقلنا أكثر من 750 مليون جرعة لقاح إلى 80 وجهة عالمية حتى نهاية يناير
ونوه بأن “الإمارات للشحن الجوي” واصلت دعم التوزيع العالمى للقاحات “كوفيد- 19”، إذ نقلت حتى نهاية يناير 2022 أكثر من 750 مليون جرعة لقاح من دول المنشأ إلى أكثر من 80 وجهة عالمية عبر مركزها فى دبي.
وكشف أنه فى النصف الأول من السنة المالية 2021/ 2022، عززت “الإمارات للشحن الجوي” البنية التحتية لسلسلة التبريد الخاصة بها من خلال إضافة 94 موقعًا للمنصات النقالة إلى البنية التحتية فى مطار دبى الدولى المعتمدة من الاتحاد الأوروبي.
نمتلك 193 طائرة عاملة ونخطط لإعادة مزيد من طراز A380 إلى الخدمة فى الأشهر المقبلة
وقال غانم إن أسطول “طيران الإمارات” العامل حاليًّا يضم 133 طائرة من طراز بوينج 777، و60 أخرى من طراز إيرباص A380، مشيرًا إلى أن هناك خطة لإعادة مزيد من طائرات A380 المملوكة للشركة إلى الخدمة فى الأشهر المقبلة.
وعن خطة الشركة لزيادة حجم أسطولها، أكد أن هناك مناقشات مستمرة مع “بوينج” و”إيرباص” حول تفاصيل أسطول الشركة، بما فى ذلك مواعيد التسليم، على أن يتم الإعلان عن التطورات فى الوقت المناسب.
وبسؤاله عن إمكانية فرض أى زيادات على أسعار التذاكر خلال العام الحالي، قال إن “طيران الإمارات” تقدم مثلها فى ذلك مثل جميع شركات الطيران فئات سعرية لتذاكر الطيران تختلف على مدار العام اعتمادًا على قوى السوق، والبيئة التنافسية، وتعافى الطلب على السفر، وأسعار وقود الطائرات والعديد من العوامل الأخرى.
وتابع أنه خلال هذا العام ارتفعت تكاليف الوقود بشكل حاد مقارنة بالعام الماضي، لافتًا إلى أنهم يراقبون التطورات على هذا الصعيد عن كثب حيث يمثل الوقود أكبر عنصر في تكاليف التشغيل، متوقعًا أن يظل كذلك لبعض الوقت.
وأشار إلى أنه جارٍ العمل بجهد لتعويض التكاليف المتصاعدة لوقود الطائرات من خلال إجراءات لاحتواء التكاليف كلما أمكن ذلك.
وأضاف أن أسعار الشركة كانت دائمًا ولا تزال تنافسية رغم تحديات بيئة التشغيل الحالية، بالإضافة إلى تدابير الصحة والسلامة ومرونة الحجز، والتغطية التأمينية على السفر بما يشمل “كوفيد- 19”.
وحول الوجهات الجديدة التى تخطط الشركة للوصول إليها خلال الفترة المقبلة، أكد أنه خلال شهر يوليو الماضى تم إطلاق رحلات جديدة من وإلى ميامى بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تم تعزيز السعة على مختلف الوجهات، بالإضافة إلى توسعة قائمة الوجهات التى تخدمها طائرات الإيرباص A380 إلى 27 مدينة.
وفيما يتعلق بدور الناقلة فى معرض إكسبو 2020 والمقرر إنتهاؤه فى مارس الحالي، قال إن طيران الإمارات لعبت دوراً مهماً فى دعم المعرض بصفتها شريكاً رئيسياً وشريك طيران رسمياً، ليس فقط لجذب الزوار إلى الحدث، ولكن أيضاً لاستكشاف دبى كوجهة للسياحة والتجارة والابتكار.
وتابع أن عددا كبيرا من زوار إكسبو 2020 استخدم وسائل النقل الجوي، لا سيما فى مناطق الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجى وأفريقيا وجنوب وغرب آسيا، التى تغطيها شبكة طيران الإمارات.
وأضاف أن الشركة تساهم بجناح يقدم للزوار لمحة عن مستقبل الطيران ويعرض مستقبل هذه الصناعة وتقنيات الطيران الحديثة، بالإضافة إلى تجارب تعليمية مبتكرة،
مشيرا إلى أن المعرض فرصة غير مسبوقة للتواصل بين الثقافات المختلفة وتقديم تجربة فريدة من نوعها للزوار، حيث تجاوزت أعداد الزيارات حتى مطلع فبراير المنقضى 12 مليون زيارة، واستخدمت نسبة كبيرة من الزوار الدوليين النقل الجوى إلى دبى عبر رحلات طيران الإمارات.
وأوضح أنه تم تصميم جناح طيران الإمارات فى معرض إكسبو من الخارج ليعكس الخطوط الديناميكية لأجنحة الطائرات الجاهزة للإقلاع، وتحتوى الزعانف المعمارية المائلة البالغ عددها 26 التى تغطى الجناح بأكمله على أكثر من 800 متر من مصابيح LED لخلق تأثيرات حسية متعددة وحركة عبر الهيكل، يتم استعراضها خلال عروض الأضواء التى تقام فى كل ليلة من ليالى المعرض.
ولفت إلى أن الهيكل متعدد الوظائف لجناح طيران الإمارات والمكون من ثلاثة طوابق بمساحة 3300 متر مربع يمتاز بقدرته على استقبال أكثر من 56 ألف زائر شهرياً خلال معرض إكسبو 2020 دبي، كما يوفر جناح الناقلة لمحة عن علوم الطيران والتعرف على المبادئ الأساسية للديناميكا الهوائية والقوى الأربع للطيران (الرفع، السحب، الوزن، الدفع).
وأوضح أن مختبر المستقبل الموجود بالجناح يعرض المواد المعدنية والمركّبة المبتكرة التى يتم تطويرها واعتمادها لتحسين أداء الطائرات وعملية الطيران بشكل عام، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الوقود، لحماية البيئة وتحسين الاقتصاد، كما يمكن أن تصبح هذه المواد اللبنات الأساسية لصناعة الطائرات فى المستقبل.
وعن المرتبة التى تحتلها الناقلة ضمن شركات الطيران فى المنطقة والعالم، قال إن الشركة تصنف باستمرار كواحدة من أفضل شركات الطيران وفقاً لتصنيف SkyTrax، كما جاءت طيران الإمارات ضمن أفضل 5 شركات طيران فى العالم خلال عام 2021.
وأشار إلى أن عدد العاملين فى “طيران الإمارات” حتى نهاية سبتمبر الماضى وصل إلى 40 ألف موظف، مضيفا أن حجم حجوزات الشركة عبر الإنترنت ارتفعت خلال الفترة الماضية وهناك خطة للاستمرار فى تنمية قدرات الناقلة عبر الإنترنت.
غياب السياسات الموحدة وتغير متطلبات دخول المسافرين دون سابق إنذار أبرز الصعوبات التي تواجه الصناعة
وحول أبرز التحديات التى تواجه صناعة الطيران فى الفترة الراهنة، قال غانم إن التحدى الأكبر الذى تواجهه شركات الطيران وصناعة الطيران بشكل عام هو غياب السياسات الموحدة فيما يخص القطاع ما بين الدول المختلفة بالإضافة إلى متطلبات دخول المسافرين التى غالباً ما تتغير من دون سابق إنذار ما يخلق حالة من عدم الاستقرار ويعيق زيادة الطلب على رحلات الطيران.
ولفت إلى أن هذا سيحتاج إلى تسوية واتفاقات بين مختلف البلدان والمطارات، لضمان استمرارية السفر الدولى والمساهمة فى تقديم تجربة تنقل سلسة وخالية من الإجهاد للمسافرين.