استيقظت الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية صباح الإثنين على خبز حزين برحيل الناقد الرياضى والكاتب الصحفى الكبير إبراهيم حجازى، وذلك عقب تعرضه لوعكة صحية نقل على إثرها للعناية المركزة، ولكن وافته المنية.
تخرج حجازى من المعهد العالى للتربية الرياضية بالهرم عام 1967، و التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، وفي عام 1985 فاز بجائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة المكتوبة..
نجح حجازي فى تأسيس مجلة الأهرام الرياضى فى يناير 1990 ليتولى رئاسة تحريرها لمدة 19 عاما ، كما كان له عدة مقالات صحفية ثابتة أبرزها: “خارج دائرة الضوء” الذي ظل يصدر أهرام الجمعة بالأهرام على مدى 22 سنة.
كما استطاع الاعلامى إبراهيم حجازى أن يقدم خلال مسيرته الإعلامية، شرحا وافيا عن نصر أكتوبر العظيم من واقع مشاركته فى الحرب، كونه أحد أبطال القوات المسلحة، وكان يرى أن حرب أكتوبر عام 1973، هى أعظم شىء فى تاريخ الأمة العربية، وأن الشباب المصرى الذى يرغب فى الهجرة يجب أن يعلم أن مصر صنعت المعجزات.
أما في مجال العمل التلفزيوني فقد قدم حجازى برامج عدة كان أبرزها برنامجه الشهير “فى دائرة الضوء”، وكان اهتمامه الدائم بالرياضة سببا فى تنظيم مؤسسة الأهرام للبطولات الرياضية فى المناطق الأثرية والسياحية
جمال عبد الرحيم : إبراهيم حجازى كان صحفيا وإعلاميا وطنيا حتى النخاع
وعن رأيه في حجازي قال الكاتب الصحفى الكبير جمال عبد الرحيم وكيل أول نقابة الصحفيين السابق ، أن الإعلامى إبراهيم حجازى كان صحفيا وإعلاميا وطنيا حتى النخاع ، فهو قد شارك فى حرب 1973 كضابط احتياط ، وقد كان دائما ما يتفاخر فى كل لقاءاته وجلساته بمشاركته فى هذه الحرب ، يتحدث عنها .
و فيما يتعلق بعمله المهنى ، أوضح عبد الرحيم أن حجازي كان صحفيا وناقدا رياضيا من الطراز الرفيع ، كما أنه كان مؤسس مجلة الأهرام الرياضى ، وهو أول رئيس تحرير لها وظل في منصبه هذا لأكثر من 19 عاما ، كما كان يكتب مقالا يوميا فى الاهرام الرياضى وكان له قراء كثيرون
وأضاف عبد الرحيم أن الإعلامى إبراهيم حجازى كانت له علاقات واسعة بلاعبي وإدارة النادى الأهلى، ومنهم : رئيس النادي محمود الخطيب وصالح سليم حسن حمدى ومحمود طاهر ، وبالرغم من ذلك كان لايميل إلى التعصب ، بل بالعكس كان دائما مضمون مقالاته شعاره لا للتعصب ، وكانت كتاباته لاتقتصر فقط على الرياضة ، بل كان يكتب فى جميع المجالات السياسية والشبابية وفى التعليم وغيرها.
و فيما يتعلق بدور حجازي في العمل النقابى ،أوضح عبد الرحيم أن الراحل كان من النقابين البارزين الذين قدموا الكثير لنقابة الصحفيين المصريين ، وله مواقف مشهود لها مع عدد كبير من الصحفيين المصريين ومواقف إنسانية كثيرة .
وأوضح عبد الرحيم أن إبراهيم حجازى شارك بنفسه فى بناء مبنى نقابة الصحفيين الحالى وقت إنشائه من خلال متابعته لمرحلة البناء ، فهو من أكثر الصحفيين الذين كانوا لهم دافع كبير لبناء هذا المبنى ، و يشاركه في هذا الفضل الكاتب الصحفى ابراهيم نافع الذى حصل فى تصريح من الدولة لبناء هذا المبنى ، لكن إبراهيم حجازى كان له فضل كبير فى التنفيذ وبناء المبنى .
إبراهيم حجازى أول من قام بإطلاق بطولات الاسكواش فى مصر
و عن دور الراحل فى نقابة الصحفيين ، أوضح عبد الرحيم أن آخر دورة للراحل إبراهيم حجازى كعضو فى مجلس نقابة الصحفيين كانت فى عام 2007 ، لكنه ظل يشارك فى الانتخابات ولم ينقطع عن النقابة ودائما ما كان متواجد فى المحافل الخاصة بالنقابة ، كما كان له الفضل أيضا فى إنشاء نادى الصحفيين المتواجد فى البحر الأعظم بالتنسيق مع الراحل الكبير الصحفى الكبير محمود السعدنى ، كما أنه هو الذى قام بإطلاق بطولات الاسكواش فى مصر وظل يشارك بها سنويا فى الهرم والغردقة .
و كشف عبد الرحيم أن الإعلامى إبراهيم حجازى كان قد أصيب بفيرس سى فى الكبد فى منتصف الثمانيات ، وسافر إلى الصين للعلاج ، وكان يستورد من الصين علاج الفيرس لعلاج الصحفيين مجانا .
أيمن عدلى : كان إنسانا متواضعا وموسوعة ومثقف ويحب البسطاء ومساعدة جميع زملائه
أما أيمن عدلى رئيس لجنة التدريب فى نقابة الإعلاميين فأعرب عن حزنه لرحيل حجازي ، قائلا: “فقدنا إعلاميا من أهم الرموز الوطنية الثقافية صاحب البطلات فى حرب أكتوبر ، فهو ليس صحفيا بسيطا ، بل كان صحفى تحقيقات فى مواجهة قضايا الفساد ، كما أنه هو من أسس الأهرام الرياضى التى شهدت تألق وأظهار نجوم رياضيين ، ليس فى كرة القدم فقط ، بل فى جميع الألعاب الرياضية”.
وأوضح أن إبراهيم حجازى كان صاحب مقال أسبوعي كل جمعة فى الأهرام ظل ينشر لمدة 22 عاما بعنوان ” خارج دائرة الضوء ” ، وعندما قدم برنامج كان عنوانه فى “دائرة الضوء” كان يناقش أهم القضايا فى الدولة ، بالإضافة إلى عمله النقابى من خلال مساعدته للصحفيين وكان يعمل فيه بإخلاص ، وكان دائما ما يهتم بالرياضة والاعمال الخيرية ودوره فى حرب أكتوبر ، كما كان حريصا على بناء ثقافة الشباب .
وأكد أنه كان إنسانا متواضعا ، ويحب الآخرين ، وموسوعة ومثقف ويحب البسطاء ومساعدة جميع زملائه وماتبقى من سيرته وطنيته ومساعدته للجميع .
عبده زينة: رحل جسد إبراهيم حجازي، ولكن بقيت روحه الطيبة
بدوره، قال الكاتب الصحفي عبده زينة، مدير التحرير العام لمؤسسة أونا للصحافة والإعلام ، أن الكاتب الصحفى الراحل إبراهيم حجازى عندما تجده أمامك ترى شخصا عنيفا وعصبيا دائماً، حاد الطباع، كشير الوجه أغلب الوقت، صاحب صوت عال، نظراته الحادة تخترقك وتصيبك بالتوتر حينما ينظر إليك بحدة من فوق لتحت، قد تفاديه وعدم الإقتراب منه، خشية أن يطالك لسانه اللاذع، ثم تقترب من هذا الرجل تدريجياً قدر المسافة التي يسمح لك بها، لتكون أمام مفاجأة حياتك بعد كل هذه الانطباعات عن الرجل، فتجده عكس كل ما رأيت .
ووصف زينة حجازى بأنه شخص ساخر إلى أقصي درجات السخرية، ابتسامته تصل بين أُذنيه، ضحكته عالية ترج الأجواء من حولك، بسيط لدرجة لا تصدقها، يفترش الأرض وهو في قمة أناقته، تشعر بدفء شديد عند الإقتراب منه، تبادره بطلب فيُباغتك بإستجابة، تقصده في خدمة فيطاردك لتحقيقها، طيبة قلبه وحلاوة روحه تأسرك.
وتابع قائلا إن الإعلامي إبراهيم حجازي “يشعر كل من حوله بطمأنينة لم يشعروا بها من قبل، لا توجد مشكلة لا يستطيع حلها، تواضعه لا يُصدق، كان يعزمنا علي كشري، وبعد نصف ساعة تجده جالس مع وزير الداخلية الأسبق زكي بدر علي فندق الياسمين بجوار مقر عملنا السابق في جريدة الشرق الأوسط في شارع جزيرة العرب، وبعدها بقليل تعرف أنه كان يلعب إسكواش مع الرئيس مبارك”.
وأوضح أن “إبراهيم حجازي كان سبباً لحل مشاكل آلاف الأشخاص وكنت واحداً منهم، يفعل الخير دون أن يعلم من صاحبه أو إلي من سيذهب”.
وختم حديثه قائلا: “إبراهيم حجازي لم يكن صحفياً أو كاتباً أو نقابياً أو شخصية عامة، إبراهيم حجازي كان حياة لكل من عرفه علي حقيقته، وعاش بقربه، رحل جسد إبراهيم حجازي، ولكن بقيت روحه الطيبة، وأعماله الصالحة، وسيرته العطرة”.