أول إصابة بالحمى القلاعية منذ 40 عاما.. صادرات اللحوم والألبان الألمانية تواجه تحديات اقتصادية

تطلب احتواء هذا المرض حملات ذبح واسعة النطاق عبر التاريخ

أول إصابة بالحمى القلاعية منذ 40 عاما.. صادرات اللحوم والألبان الألمانية تواجه تحديات اقتصادية
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

5:16 م, الأثنين, 13 يناير 25

تواجه صادرات اللحوم ومنتجات الألبان الألمانية إلى خارج الاتحاد الأوروبي قيودًا صارمة، إثر تأكيد أول حالة إصابة بمرض الحمى القلاعية في البلاد منذ ما يقرب من 40 عامًا. أعلنت وزارة الزراعة الألمانية أن التفشي وقع في قطيع من جاموس الماء بالقرب من برلين، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء هذا المرض الحيواني المعدي، وفق ما نشرته وكالة رويترز صباح اليوم الاثنين.

الحمى القلاعية، التي تسبب الحمى وتقرحات الفم في الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز، تشكل تهديدًا كبيرًا للثروة الحيوانية، على الرغم من أنها لا تمثل خطرًا على صحة الإنسان. تاريخيًا، تطلب احتواء هذا المرض حملات ذبح واسعة النطاق.

ومع تأكيد الحالة، فقدت ألمانيا وضعها كدولة خالية من الحمى القلاعية، بموجب متطلبات المنظمة العالمية لصحة الحيوان، مما يعني أن العديد من الشهادات البيطرية اللازمة للصادرات إلى خارج الاتحاد الأوروبي أصبحت غير قابلة للإصدار.

وزارة الزراعة الألمانية صرحت بأن صادرات الحليب ومنتجات الألبان واللحوم والمنتجات الجلدية ومنتجات الدم أصبحت “شبه مستحيلة” في الوقت الحالي، مع توقع فرض حظر فوري على هذه السلع من قبل العديد من الدول. وأكد وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير أن الأولوية القصوى الآن هي منع انتشار المرض، حيث بدأت السلطات بتنفيذ إجراءات وقائية صارمة.

على الرغم من ذلك، من المتوقع أن تستمر صادرات اللحوم الألمانية داخل الاتحاد الأوروبي وفقًا للقواعد الحالية، التي تنص على وقف التصدير فقط من المناطق المتضررة مباشرة بالمرض داخل دولة عضو في الاتحاد. ومع ذلك، أعلنت بعض الدول مثل كوريا الجنوبية عن فرض قيود على استيراد اللحوم الألمانية، ما يعكس القلق الدولي من انتشار المرض.

السلطات المحلية في برلين وبراندنبورغ فرضت توقفًا مؤقتًا لمدة ستة أيام على نقل الحيوانات القابلة لنقل المرض أثناء التحقيق في سبب التفشي.

وفي هذا السياق، دعا رئيس اتحاد المزارعين الألمان، يواخيم روكفيد، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومكثفة لمنع انتشار المرض، تفاديًا للخسائر المالية الفادحة التي قد يتكبدها المزارعون الألمان.

جدير بالذكر أن مرض الحمى القلاعية ينتشر بانتظام في مناطق من الشرق الأوسط وإفريقيا وبعض الدول الآسيوية وأمريكا الجنوبية، مما يجعل السيطرة على المرض في ألمانيا أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على سمعة البلاد في الأسواق الدولية واستقرار قطاع الثروة الحيوانية.