لحق تدمير متزامن بنظام خطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا تحت بحر البلطيق، وقالت أوكرانيا أن موسكو ضالعة في التفجيرات لوقف إمدادات الغاز لأوروبا.
قالت شركة “نورد ستريم إيه جي”، مشغل خط أنابيب نورد ستريم 1 من روسيا إلى ألمانيا، إن نظام خطوط الأنابيب تحت بحر البلطيق تعرض لأضرار “غير مسبوقة” في يوم واحد، وفقًا لرويترز.
ونقلت رويترز عن الشركة أن “التدمير الذي حدث في نفس اليوم بشكل متزامن على ثلاث سلاسل من خطوط أنابيب الغاز البحرية لنظام نورد ستريم غير مسبوق. ليس من الممكن حتى الآن تقدير توقيت استعادة البنية التحتية لنقل الغاز”.
في سبتمبر ، أوقفت روسيا شحنات الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 إلى أجل غير مسمى، بسبب تسرب الغاز في إحدى محطات الضواغط.
تدمير خطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
وقالت الهيئة البحرية السويدية لشبكة CNN، إنه تم تحديد ثلاثة تسريبات في خطوط أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، بابورنهولم الدنماركية.
وحذرت الهيئة السفن بأن تبقى على مسافة 5 أميال من التسريبات وأصدرت تحذيرًا للطائرات بأن تظل على ارتفاع 1000 متر على الأقل.
وقال متحدث باسم الهيئة إن أول تقرير عن تسرب تم تقديمه بعد ظهر يوم الاثنين مع تحديد تسريبين آخرين في المساء.
وأضاف أن مسؤوليتهم كانت تحذير السفن من التسرب، ولم يحققوا في سبب التسريبات وليس لديهم معلومات عن أي اتصال بين نوردستريم والسلطة البحرية.
وقالت شركة “نورد ستريم إيه جي”، الاثنين، إنها تحقق في أسباب انخفاض الضغط في خط الأنابيب. أبلغت السلطات الألمانية أيضًا عن انخفاض الضغط في خط الأنابيب نورد ستريم 2، وهو خط الأنابيب بين روسيا وألمانيا الذي ظل خامدًا بعد أن منعت الحكومة الألمانية افتتاحه في أعقاب حرب أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إنهم “قلقون للغاية” بشأن الأخبار. عندما سُئل عما إذا كان من الممكن أن يكون عملاً تخريبيًا، قال بيسكوف “في الوقت الحالي، لا يمكن استبعاد أي احتمال. هناك بعض التدمير للأنبوب، وما سبب ذلك – لا يمكننا استبعاد أي احتمالات قبل ظهور نتائج البحث”.
واتهمت أوكرانيا يوم الثلاثاء، روسيا، بتنفيذها لعملية تخريب لوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا. واعتبرت كييف تسرب الغاز من نورد ستريم 1 و2 “هجومًا إرهابيًا مخططًا له” من موسكو.
تسجيل انفجارات قوية قبل تسرب الغاز
سجل علماء زلازل في الدنمرك والسويد، الاثنين، انفجارات قوية قبيل تسرب الغاز في خط أنابيب نورد ستريم، فيما اتهمت كييف موسكو بأنها تقف وراء الحادث.
وبحسب المركز الوطني السويدي لعلوم الزلازل التابع لجامعة أوبسالا، قال عالم الزلازل يورن لوند “ما من شك في أنها كانت انفجارات”، مشيرا إلى أنه سجل انفجارين تحت البحر “قبل تسرب الغاز”.
وأعلن الجيش الدنماركي استنادا إلى صور بحوزته أن التسريبات الثلاثة الكبيرة من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و 2 في بحر البلطيق ظهرت على السطح الثلاثاء مشكلة دوائر يتراوح قطرها ما بين 200 وألف متر.
تشكيل دوائر على السطح
وقال الجيش الدنماركي في بيان بشأن هذه التسريبات الواقعة قبالة سواحل جزيرة بورنهولم الدنماركية: إن “التسريب الذي يشكل الفقاعة الأكبر يؤدي إلى تشكيل دوائر على السطح “يصل قطرها إلى كيلومتر واحد، أما الأصغر فيشكل دائرة يبلغ قطرها حوالي 200 متر”.
ولم يعرف بعد سبب تسرّب للغاز الذي رُصد في موقعيْن من خط أنابيب “نورد ستريم 1” ناأن الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، غداة الإعلان عن تسرّب غاز في “نورد ستريم 2″، على ما أعلنت الثلاثاء السلطات الدنماركية والسويدية، ما أثار شكوكا حول أعمال تخريبية في الخطّين غير المشغلين بسبب تداعيات حرب أوكرانيا.
وبادرت دول أوروبية إلى خفض وارداتها من الغاز الروسي، إثر إطلاق موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا المجاورة في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وردت روسيا على قرار الأوروبيين، بالحديث عن عقبات فنية تحول دون تأمين الإمدادات المتفق عليها مع الأوروبيين، فيما يتهم الغربيون موسكو باتخاذ الغاز بمثابة “أداة للابتزاز”.
وأدت التجاذبات بين موسكو والغرب، إلى ارتفاع كبير في أسعار المحروقات، بينما يخشى الأوربيون مكابدة شتاء بارد، بسبب نقص إمدادات الغاز، فيما فرضت بعض الدول إجراءات فعلية من أجل خفض الاستهلاك.