تعظم أوروبا الاعتماد على إمدادات وقود الديزل من الشرق الأوسط، مقابل تقليص الاعتماد على الطاقة الروسية، وسط تحول القارة بشكل متزايد لموردين منافسين في الشرق الأوسط للحصول على إمدادات وقود الديزل، بحسب وكالة بلومبرج.
من المتوقع أن ترتفع حصة شحنات الديزل والبنزين من الشرق الأوسط إلى 31% من إجمالي الواردات الشهر الجاري، وفقاً لتقديرات “فورتكسا” ، مقارنة بـ 19% في الاثني عشر شهراً السابقة، وستهبط الشحنات روسية المنشأ إلى 39% فقط من متوسط 51%.
تتدافع دول الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادرها من الطاقة قبل سريان الحظر المخطط له لواردات الوقود الروسي المنقول بحراً في فبراير، كجزء من حزمة العقوبات على موسكو لغزوها أوكرانيا، ودفعت أسعار الغاز التي صعدت نتيجة الصراع بعض الشركات إلى اللجوء لمنتجات النفط ما استنزف المزيد من إمدادات الوقود.
قال جوناثان ليتش، محلل نفط في “تيرنر ميسون آند كو” (Turner, Mason & Co)، إن أوروبا بحاجة لـ”التشبث بواردات الشرق الأوسط بينما تستسلم لواقع الانخفاض المقرر أوائل العام الجاري في تدفقات الديزل الروسي” مع دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.
الأعلى منذ 2019
تقدر الشحنات القادمة من الشرق الأوسط إلى القارة في سبتمبر عند نحو 509 آلاف برميل يومياً، وهو الأعلى منذ بداية 2019 على الأقل، وفق بيانات تتبع الناقلات وبيانات “فورتكسا” التي تجمعها “بلومبرغ”.
تساعد الشحنات القوية من الشرق الأوسط أوروبا على مواجهة تأثير تراجع التدفقات الروسية في الوقت الذي تحتاج القارة على نحو عاجل لإعادة ملء المخزونات، ويقول ليتش إن أعمال صيانة المصافي في الخريف تحد بالفعل من إمدادات الديزل في أوروبا، كما قلصت أعمال الصيانة الموسمية في الولايات المتحدة والهند الصادرات إلى القارة ما عزز الطلب أكثر على إمدادات الشرق الأوسط.
في غضون ذلك، تستقر مخزونات الديزل والبنزين في المخازن المستقلة في مركز “أمستردام-روتردام-أنتويرب” الأوروبي عند أدنى مستويات موسمية منذ 2008 على الأقل، وفق بيانات “إنسايتس جلوبال”.
يقول ليتش إن بعض المصافي الأوروبية تواجه حسابات اقتصادية صعبة إذ تكافح لتأمين إمدادات رخيصة لتحل محل واردات خام الأورال الروسي الرائد، وكذلك تعاني من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المستخدم في المعالجة.
وأضاف: “على النقيض من ذلك، تقبع مصافي الشرق الأوسط على مخزون وفير من الخام المحلي ووقود المصافي الرخيص”.