أوروبا تضغط على إسرائيل رغم دعم واشنطن.. ماذا يعني إرسال غواصة صاروخية أمريكية إلى الشرق الأوسط؟

هجمات محتملة من قبل إيران وحلفائها ضد إسرائيل بعد مقتل أعضاء بارزين في حماس وحزب الله.

أوروبا تضغط على إسرائيل رغم دعم واشنطن.. ماذا يعني إرسال غواصة صاروخية أمريكية إلى الشرق الأوسط؟
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

12:55 م, الأثنين, 12 أغسطس 24

أعلن البنتاجون، أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمر بإرسال غواصة صاروخية موجهة في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة لهجمات محتملة من قبل إيران وحلفائها ضد إسرائيل بعد مقتل أعضاء بارزين في حماس وحزب الله.

وبينما كانت الغواصة “يو إس إس جورجيا”، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية، موجودة بالفعل في البحر الأبيض المتوسط في يوليو الماضي، وفقًا لمنشور عسكري أمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت خطوة نادرة للإعلان علنًا عن نشر غواصة امريكية في الشرق الأوسط حيث ليس من الطبيعي للإدارة الأمريكية الإعلان بشكل رسمي على مثل تلك التحركات، وذلك بحسب تقرير أوردته وكالة “رويترز”.

وفي بيان بعد أن تحدث أوستن مع نظيره الإسرائيلي، قال البنتاجون إن أوستن أمر مجموعة أبراهام لنكولن الضاربة بتسريع انتشارها في المنطقة.

وأضاف البيان: «الوزير أوستن كرر التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل وأشار إلى تعزيز وضع القوة العسكرية الأمريكية وقدراتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط في ضوء تصاعد التوترات الإقليمية».

وكان الجيش الأمريكي قد قال بالفعل إنه سينشر طائرات مقاتلة وسفن حربية تابعة للبحرية في الشرق الأوسط بينما تسعى واشنطن لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية.

اغتيل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس الفلسطينية، في العاصمة الإيرانية طهران في 31 يوليو، وهو هجوم أثار تهديدات من إيران بالانتقام من إسرائيل التي تقاتل قوات المقاومة الفلسطينية في غزة، وألقت إيران باللوم على إسرائيل في القتل.

وأثار اغتيال وقتل القائد العسكري البارز لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، فؤاد شكر، من قبل إسرائيل في ضربة على بيروت، القلق من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.

وقالت إيران إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية في اغتيال هنية بسبب دعمها لإسرائيل.
أفادت رويترز أن العديد من أفراد الولايات المتحدة والتحالف أصيبوا في هجوم بطائرة مسيرة يوم الجمعة في سوريا، في ثاني هجوم كبير في الأيام الأخيرة ضد القوات الأمريكية وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن ” 30 صاروخا عبرت الليلة الماضية من لبنان كجزء من إطلاق النار باتجاه نهاريا والبلدات المحيطة بها، وانفجر بعضها في مناطق مفتوحة ولم تقع إصابات، وقام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة مصادر الإطلاق” .

قال حزب الله اللبناني، إنه قصف القاعدة العسكرية في جعتون بصواريخ الكاتيوشا، صباح اليوم الاثنين، وذلك ردا على هجوم اسرائيلي بالأمس على بلدة معروب في الجنوب اللبناني.

اوروبا تضغط على إسرائيل

دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إلى “فرض عقوبات على وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش” .

واضاف وفقا لوسائل اعلام عبرية “بينما يضغط العالم من أجل وقف إطلاق النار في غزة، يدعو بن غفير إلى خفض نقل الوقود والمساعدات للمدنيين. مثل تصريحات سموتريش الشريرة، يعد هذا تحريضًا على جرائم الحرب” .

وتابع قائلا ” أنا أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى نبذها بشكل لا لبس فيه هذه التحريضات على ارتكاب جرائم حرب، والانخراط بحسن نية في المفاوضات من أجل وقف فوري لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر”.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن المستشار الألماني أولاف شولتس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية بأنه يتعين عليه إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ووفقا لبيان صادر عن الحكومة الألمانية، قال شولتس لنتنياهو إن العديد من الأهداف العسكرية في القتال ضد حماس تم تحقيقها بينما الخسائر المدنية والمعاناة الإنسانية في غزة هائلة.
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية “إنهاء الحرب في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد بالمنطقة”.

دعم أمريكي لتل أبيب


وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت قرابة 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

ومن المقرر أن تزود الولايات المتحدة إسرائيل بمبلغ 3.5 مليار دولار لإنفاقها على الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، والإفراج عن الأموال بعد أشهر من اعتمادها من قبل الكونجرس مع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، حسبما قال العديد من المسؤولين لوكالة CNN.

وهناك ترقّب واسع لجولة مفاوضات ستُعقد الخميس المقبل، دعا إليها قادة دول الوساطة، مصر وأميركا وقطر، لبحث التوصل لوقف إطلاق نار بقطاع غزة، وسط تحذير رئاسي مصري من خطورة الدخول في «دائرة مفرغة» من التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، في وقت تتزايد فيه جهود أميركية لدعم عقد صفقة هدنة في أقرب وقت.

ودعا بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، لاستئناف المفاوضات بالدوحة أو القاهرة دون أي تأخير، وسط ضغوط دولية لمنع أو تخفيف رد إيران و«حزب الله» على إسرائيل، عقب اتهامات لها باغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، والقائد بـ«حزب الله» فؤاد شكر، ببيروت، نهاية يوليو الماضي.

مجزرة جديدة ضد المدنيين في غزة

وفي نفس التوقيت الذي أعلنت فيه امريكا الإفراج عن المليارات لدعم إسرائيل، قالت حكومة غزة التي تديرها حماس السبت إن غارة جوية إسرائيلية على مجمع مدرسة في غزة يأوي عائلات نازحة قتلت نحو 100 شخص.

وأظهر مقطع فيديو من الموقع أشلاء متناثرة على الأرض والمزيد من الجثث تُنقل بعيدًا وتغطى بالبطانيات على الأرض.

وقال المكتب الإعلامي الذي تديره حماس في بيان إن الضربات جائت عندما كان الناس يحتمون بالمدرسة يؤدون صلاة الفجر، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.

واضاف “حتى الان هناك اكثر من 93 شهيدا بينهم 11 طفلا وست نساء. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بسال في مؤتمر صحفي متلفز «هناك رفات مجهولة الهوية».

وقال إن حوالي 6000 شخص كانوا يحتمون بالمجمع، ولم تقدم وزارة الصحة في غزة حتى الآن تفاصيل عن الضحايا.

وحث المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيه أبو ردينة، واشنطن على وضع حد «للدعم الأعمى الذي يؤدي إلى مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن».

كما أدانت وزارة الخارجية المصرية الضربة التي جاءت في الوقت الذي يضغط فيه الوسطاء لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، وقالت إن مقتل المدنيين في غزة أظهر أن إسرائيل ليس لديها نية لإنهاء الحرب.