قرر تحالف “أوبك+” زيادة إنتاج النفط مع تحسن آفاق أسواق النفط العالمية، وسط توقعات بقدرة الطلب على تحمل تداعيات متغير فيروس كورونا الجديد.
وقال التحالف، الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، في نهاية اجتماعه إنه تمت الموافقة على زيادة 400 ألف برميل يومياً، اعتباراً من فبراير، ضمن التزام التحالف بخطته لاستعادة ضخ الإنتاج الذي توقف خلال الوباء تدريجياً، بعد أن توقع المحللون فائضاً أقل في الربع الأول مما كان متوقعاً في السابق.
زيادة إنتاج النفط
ويستمر استهلاك الوقود العالمي في التعافي من انهيار عام 2020. حيث توجد زيادة في حركة المرور ونشاط المصانع بمختلف الدول الآسيوية المستهلكة للنفط، وكذلك تناقص مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما يقرب من 8 دولارات للبرميل.
استأنف “أوبك +” بالفعل حوالي ثلثي الإنتاج الذي أوقفه في المراحل الأولى من الوباء، فيما لا تزال منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركاؤها يتوقعون ظهور فائض في المعروض ولكنه يبدو أقل مما كان يعتقد في السابق.
وتشير زيادة فجوة العلاوة السعرية للعقود الآجلة لخام برنت على المدى القريب على العقود الآجلة الأبعد إلى أن السوق لا تزال تميل لصالح الطلب.
وخلصت اللجنة الفنية المشتركة للمجموعة يوم الاثنين إلى أن الإنتاج سيتجاوز الطلب العالمي بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ1.9 مليون برميل في تقييمها السابق.
ولا يشعر التحالف بالقلق بشأن ضخ براميل النفط في وقت الفائض، لأن مخزونات الوقود حالياً عند مستويات منخفضة، ويتم تجديدها عادةً خلال فترة هدوء الطلب الموسمي، وفقاً لأحد المندوبين.
أمين جديد لأوبك
في اجتماع منفصل ومختصر للغاية عبر الإنترنت يوم الاثنين، عين وزراء أوبك الكويتي هيثم الغيص، لتولي منصب أمين عام المنظمة في أغسطس بعد انتهاء ولاية أمينها العام الحالي محمد باركيندو.
اضطراب السفر الجوي
وشهد السفر الجوي اضطراباً كبيراً في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مع إلغاء أكثر من 1300 رحلة يوم الجمعة وإلغاء 1000 رحلة يوم السبت، حيث عانت شركات الطيران من نقص في الموظفين بسبب عدوى فيروس كورونا.
وأظهرت الصين، أكبر مستخدم للنفط في آسيا، علامات تدل على ضعف الطلب على الوقود بسبب نهجها الصارم في عدم انتشار فيروس كورونا والاتجاه الصارم بشأن التلوث، وفقاً لبيانات ازدحام الطرق من مزودين محليين مثل “بايدو”.
وتتوقع مجموعة جولدمان ساكس الإبقاء على القيود الحدودية لبقية هذا العام، حيث تستعد لاستضافة أولمبياد بكين الشتوية وسلسلة من الأحداث السياسية.
وبينما يرى محللو أوبك أن الربع الأول أكثر إحكاماً ، فإن جزءاً من الفائض الذي توقعوه سابقاً تم تأجيله إلى وقت لاحق من العام. وقالت المجموعة عدة مرات إن لديها خيار التوقف المؤقت أو حتى عكس الزيادات المجدولة في العرض إذا لزم الأمر.
ومع ذلك، هناك أيضاً تساؤلات حول ما إذا كان “أوبك +” سيتمكن بالفعل من تقديم زيادات شهرية كاملة تبلغ 400 ألف برميل يومياً، بالنظر إلى المعاناة التي يشهدها بعض الأعضاء مثل أنجولا ونيجيريا لتحقيق أهداف الإنتاج الخاصة بهم.
ومن المرجح أن يصل إلى السوق فقط نحو 130 ألف برميل يومياً من إنتاج “أوبك+” الإضافي إلى السوق في يناير، يليه 250 ألف برميل يومياً في فبراير، وفقاً لأمريتا سين، كبيرة محللي النفط والمؤسسة المشاركة في إنرجي أسبكتس ليمتد.
وقالت سين في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج قبل اجتماع “أوبك+”: “حتى لو تم إقرار زيادة بنحو 400 ألف برميل، فإن ما يأتي إلى السوق هو نصف ذلك، وربما أقل”.