قال مسؤولون في منظمة أوبك إن موجة صعود النفط الحالية قد تستمر في الأشهر القليلة المقبلة بسبب انتعاش الطلب والقدرة المحدودة لمجموعة أوبك الموسعة على زيادة العرض وإن الأسعار ربما تتجاوز 100 دولار للبرميل، بحسب وكالة رويترز.
مزيج برنت الخام يجري تداوله حاليا بسعر 87 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ سبع سنوات
ويجري تداول مزيج برنت الخام حاليا بسعر 87 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى يصل إليه منذ سبع سنوات وذلك بعد صعوده 50 % في 2021 مع تعافي الطلب والحذر الذي تتوخاه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في التكتل المعروف باسم أوبك+ في تخفيف قيود الإنتاج.
وأضافت مشاكل في الإنتاج في ليبيا وغيرها وعدم تأثر الطلب بالمتحور أوميكرون مزيدا من المكاسب في 2022.
وتحدثت رويترز في لقاءات خاصة مع خمسة من مسؤولي أوبك بعضهم يشغل مناصب في لجان أوبك وأوبك الموسعة عن احتمال الوصول إلى سعر 100 دولار للبرميل. ولم يستبعد هذا الاحتمال سوى واحد منهم بينما قال الآخرون إنهم لا يستبعدون ذلك أو أن هذا قد يحدث.
مسؤول: سيزيد الضغط على أسعار النفط في الشهرين المقبلين على الأقل
وقال مصدر في أوبك من إحدى الدول الكبرى المنتجة للنفط “سيزيد الضغط على أسعار النفط في الشهرين المقبلين على الأقل”.
وأضاف “في ظل هذه الظروف ربما يكون السعر قريبا من 100 دولار لكن من المؤكد أنه لن يكون مستقرا”.
كان تكتل أوبك+، الذي تشكل في أواخر 2016 للتخلص من تخمة المعروض النفطي، قد قرر تخفيضات قياسية في الإمدادات في 2020 بلغت عشرة ملايين برميل يوميا تعادل 10% من حجم الطلب العالمي. ويعمل التكتل على إعادة طرح هذه الكميات في الأسواق تدريجيا.
فمع تعافي الطلب ، عمد التكتل إلى استهداف زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل شهريا غير أن الزيادات الشهرية الفعلية في الإنتاج أقل من ذلك لأن كثيرين من المنتجين لا يمكنهم ضخ المزيد من النفط كما أن الدول التي يمكنها زيادة إنتاجها تلتزم بحصصها.
وقال المصدر “أوبك+ تجد صعوبة في الإنتاج بالمستوى المستهدف لأن الاستثمار الضروري في صناعة النفط لم يتحقق في العامين الأخيرين كما أن أثر أوميكرون على الطلب في الأجل القصير كان بسيطا”.
وأضاف أن هذين هما العاملان الرئيسيان اللذان يغذيان الموجة الصعودية.
وفي نوفمبر ، تشير أحدث الأرقام الشهرية المتاحة لدى وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج أوبك+ كان أقل من المستهدف بواقع 650 ألف برميل يوميا.
بوتين يتنبأ بأن سعر النفط قد يبلغ 100 دولار للبرميل
وفي خطوة نادرة من جانب أحد قادة أوبك+ تنبأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر بأن سعر النفط قد يبلغ 100 دولار للبرميل.
وقال بنك جولدمان ساكس الاستثماري أمس الثلاثاء إن مزيج برنت في وضع يؤهله للارتفاع عن 100 دولار في وقت لاحق من العام الجاري.
وتعد القيود التي تكبل القدرة الإنتاجية لدى أوبك+ جزءا من اتجاه أوسع نطاقا تسبب في معاناة صناعة النفط من نقص الاستثمار بفعل تداعيات كوفيد-19. كذلك فإن شركات النفط الأوروبية الكبرى تعمل على خفض استثماراتها في المشروعات النفطية وسط ضغوط من أجل التركيز على أنواع الوقود الأنظف.
عدد قليل من كبار المنتجين من أعضاء أوبك يمتلكون القدرة على زيادة الإنتاج
ونتيجة لذلك أصبح عدد قليل من كبار المنتجين من أعضاء أوبك مثل السعودية والإمارات والعراق يمتلكون القدرة على زيادة الإنتاج بدرجة كبيرة.
وتملك إيران القدرة على ضخ مليون برميل أخرى يوميا لكنها مقيدة في الوقت الحالي على الأقل بالعقوبات الأمريكية.
وقال مصدر آخر في أوبك إن تعطل الإنتاج وكثرة الطلب يدفعان الموجة الصعودية وإن من المرجح أن تتحقق مكاسب إضافية ما لم يتراجع الطلب وإن العودة إلى سعر 100 دولار ليست مستبعدة.
وأضاف “سخونة السوق ترتفع. لا أعرف ولن أتكهن” معلقا على احتمال الوصول إلى سعر 100 دولار.
وتابع “لكن إذا استمرت الأعطال فسترتفع الأسعار ما دام كوفيد-19 لا يؤثر من جديد على الطلب على النفط في الأشهر المقبلة”.