كأس العالم في قطر 2022 هو حدث فريد لكل عربي، أمر لم يتكرر من قبل وقد لا يحدث حتى نهاية الكون، أن نخوض مواجهات عالمية على أراضٍ عربية بطابع وثقافة العرب هو أمر فريد على الجميع دعمه والافتخار به، فما سنشاهده في الدوحة خلال الأيام القليلة القادمة سيكون بمثابة إعلان قدرات العرب على تنظيم أكبر وأعرق البطولات العالمية في كرة القدم. وإثبات جدارة مستحق للجميع.
ولكن قبل انطلاق كأس العالم، لنأخذك في جولة سريعة عن بعض القصص والكواليس الخاصة التي تسببت بشكل مباشر في حرمان مصر من أن تكون صاحبة الريادة والتواجد التاريخي في المونديال من بين المنتخبات العربية.
منتخب مصر.. أول منتخب عربي يشارك في كأس العالم
يُعد منتخب مصر هم أول منتخب عربي على الإطلاق يشارك في كأس العالم، وذلك خلال النسخة الثانية له مباشرة عام 1934، وهو كذلك حامل أكبر عدد من بطولات كأس أمم إفريقيا وهو أكثر المنتخبات تتويجًا بأضخم بطولة تقام تحت راية الاتحاد الإفريقي بشكل عام، بواقع 7 ألقاب، فكيف لا يشارك في كأس العالم سوى في 3 مناسبات فقط من أصل 21.
منتخب مصر وسلسلة من الأسباب الغريبة للابتعاد عن كأس العالم
منتخب مصر لم يتم استبعاده من عدد كبير من نسخ كأس العالم بسبب إخفاقه في التأهل بشكل مباشر في المباريات، ولكنها كانت لأسباب أخرى بعيدة تمامًا عن كرة القدم.
البداية كانت مع النسخة الأولى من كأس العالم عام 1930، التي أقيمت آنذاك في أوروجواي، حيث قرر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جول ريميه وقتها نقل المنتخبات المشاركة في هذه النسخة من خلال دعوات أرسلت – من ضمنها مصر – على متن باخرة؛ لضمان وصول كل البعثات إلى أوروجواي في نفس التوقيت.
ولكن هذه الفكرة لم تنل استحسان المسئولين على الرياضة المصرية في هذا التوقيت، بسبب صعوبة التنقل من مصر إلى أوروجواي بالباخرة، الأمر الذي سيستغرق حينها 20 يومًا من أجل الوصول، وهو ما اعتبرته مصر أمرًا مستحيلًا على جميع اللاعبين، فقررت الانسحاب وعدم المشاركة في أول نسخة من كأس العالم.
منتخب مصر يغيب عن ثالث نسخة من كأس العالم بسبب الصيام
بعد النجاح في المشاركة بالنسخة الثانية من بطولة كأس العالم، عام 1934، والخروج سريعًا على يد المجر في المباراة الشهيرة التي انتهت 4-2، عادت مصر لترفض من جديد المشاركة في نسخة 1936 والسبب هو الصيام.
حيث حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم موعدًا للمباراة في نهار شهر رمضان، لذا رفض الاتحاد المصري حينها دخول تلك المباراة وطالب من “فيفا” ضرورة تأجيل موعدها لموعد آخر يتناسب مع لاعبيه، بل وقرر من تلقاء نفسه دون انتظار رد الأخير، خوض مواجهة ودية مع فرست فيينا في هذا التوقيت، ليقرر الاتحاد الدولي بعدها اعتبار مصر منسحبة وتأهل رومانيا على حسابها إلى كأس العالم.
منتخب مصر وتأثير الحرب العالمية على الغياب المونديالي الثالث
بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية تم إلغاء نسختي كأس العالم 1942 و1946، ولكن سرعان ما عادت عام 1950، ولكن هذه المرة في البرازيل، حيث أمريكا اللاتينية، وذلك بعد قرار فيفا بنقلها بعيدًا عن البلاد التي تأثرت بالضرورة بسبب الحرب العالمية الثانية.
هذا الأمر لم ينل استحسانا من جانب المصريين، بسبب بُعد المسافة وصعوبة التنقل إضافة إلى التكاليف الباهظة التي كان سيتحملها الاتحاد المصري، وبالتالي الانسحاب للمرة الثالثة كان الحل.
منتخب مصر.. انسحاب بطعم الانتصار لأن الوطن أغلى من الرياضة
بعد الخسارة من إيطاليا في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم عام 1954، عاد منتخب مصر من جديد ليحاول التأهل إلى نسخة 1958، ولكن الصدمة جاءت بعد أن علم الفراعنة أنهم على موعد مع مواجهة السودان، على أن يلتقي الفائز منهما مع الكيان الصهيوني.
وبطبيعة الأمر، رفض كل من مصر والسودان خوض هذه المباراة، واعتبر الاتحاد الدولي كلا المنتخبين منسحبين، وتأهل الفريق الآخر إلى المونديال.
غياب عن المشاركة بسبب الحرب بين مصر وإسرائيل
في تلك الفترة وحتى عام 1973، توقف كل شيء في مصر بسبب الحرب الدائرة بين مصر وإسرائيل في ذلك التوقيت، قبل أن تدب الحياة في كل شيء مرة أخرى عقب انتصار أكتوبر 73 واسترداد مصر أرضها من الكيان الصهيوني.
“طوبة” تمنح زيمبابوي التأهل على حساب مصر في كأس العالم
بعد الغياب لفترات طويلة كرويًا، عاد منتخب مصر من جديد للمنافسة على التأهل إلى المونديال، وقتها واجهت زيمبابوي وانتصرنا عليها، وخلال استعدادات الفراعنة لمواجهة الكاميرون في المباراة النهائية قرر فيفا إلغاء نتيجة مباراة مصر وزيمبابوي.
السبب جاء بعد أن ألقى أحد المشجعين “طوبة” من المدرجات آنذاك ارتطمت في رأس المدير الفني لمنتخب زيمبابوي، الذي تقدم وقتها بشكوى مما تم إلغاء نتيجة المباراة وخوض أخرى على أرض محايدة انتصر فيها الفريق الزيمبابوي على الفراعنة.