أهل ماسبيرو: الإنتاج الدرامى أولى من التوك شو

أهل ماسبيرو: الإنتاج الدرامى أولى من التوك شو

أهل ماسبيرو: الإنتاج الدرامى أولى من التوك شو
جريدة المال

المال - خاص

9:55 ص, الخميس, 3 ديسمبر 15

سيد فؤاد: تطوير المبنى ووضع منظومة متكاملة تسهم فى نهوضه من عثرته
السبكى: يمكن الاختيار بين مذيعى التليفزيون وعدم التعاقد مع إعلاميين من الخارج

رحاب صبحى

«التوك شو هو الحل».. يبدو أن هذا هو الشعار الذى ترفعه بعض قيادات ماسبيرو مؤخرًا، وذلك من خلال سعيهم لإنتاج برنامج توك شو جديد عن طريق إيهاب طلعت، رئيس شركة برومو ميديا، الذى يبدو أنه سيعود أخيرًا إلى «ماسبيرو»، وعقدت اجتماعات تحضيرية بينه وقيادات «ماسبيرو»، للاتفاق على إطلاق برنامج «توك شو» ضخم، على أن يقدمه عدد من نجوم التوك شو فى الفضائيات الخاصة، وفى هذا الصدد تداولت أسماء مثل لميس الحديدى، وخيرى رمضان، وأسامة كمال، وإسعاد يونس.

فهل بالفعل يمكن أن تكون المراهنة على «التوك شو» هى الحل لأزمات ماسبيرو أم أن هناك مشاريع أخرى كان من الأولى التركيز عليها كإعادة إحياء الإنتاج الدرامى، لتصبح قاطرة الإصلاح فى هذا المبنى العتيد الذى يمتلك كل الإمكانيات المطلوبة للإنتاج الدرامى!؟

قال سيد فؤاد، رئيس قناة نايل سينما، إنه مع احترامه لفكرة برنامج التوك الشو الجديد إلا أن ذلك سيكون مجرد «نقطة فى بحر»، مؤكدا أن على قيادات ماسبيرو، أن رغبت فى التطوير والنهوض بالمبنى، فلا بد من أن يكون ذلك فى إطار منظومة متكاملة العناصر.

ويتساءل فؤاد: هل بالفعل هذا هو المطلوب فى تلك المرحلة أم أن المطلوب هو أن يكون هناك تصور متكامل يناسب تلك المرحلة؟ بحيث يتم توفير الإمكانيات من خلال الميزانية لإنتاج برامج بأشكال متعددة وليس توك شو فقط، مضيفًا أن المهم الآن هو أن نضع رؤية واضحة، نحدد من خلالها ما الذى نحتاج أن نقدمه؟ وما الرسالة الإعلامية التى نريد أن نقدمها فى المنظومة الإعلامية الحالية؟ ثم بعد ذلك نفكر أن ننتج أعمالا دارمية أو برامج.

ويقول خالد السبكى، المدير العام بالقطاع الاقتصادى، إنه كان من الأفضل لماسبيرو بدل المراهنة على إنتاج برنامج «توك شو» كبير، سيصبح مثله مثل عشرات البرامج المكررة، أن يتجه لإعادة إحياء الإنتاج الدارمى، لأن التوك شو ليس له حظوظ فرض التسويق التى يحظى بها الإنتاج الدرامى الذى من الممكن تسويقه لجميع الدول العربية والفضائيات، وبالتالى تحقيق مكاسب كبيرة لماسبيرو، لذلك فيجب أن نركز على الكفة الراجحة، ونعيد قطاع الإنتاج للإنتاج من جديد.

ويتساءل السبكى متعجبًا: وحتى لو أردنا إنتاج توك شو كبير، وجلب إعلانات له، ألم يكن من الأفضل بدلا من محاولة جذب مذيعيين من الخارج مثل لميس الحديدى وخيرى رمضان اللذين فى الأصل صنعهما التليفزيون وجعلهما نجمين، وهما فى النهاية سيقدمان نفس ما يقدمانه حاليًا فى الفضائيات الخاصة وبأجور خيالية، ألم يكن من الأفضل أن نتخير مجموعة من مذيعى ماسبيرو المميزين ثم نقوم بـ»تنجيمهم»!.

وشدد السبكى على أنه يجب أيضًا العمل على تطوير معدات التصوير والإضاءة المستخدمة فى الاستديوهات قبل التفكير فى تقديم توك شو جديد، كما يجب أيضًا العمل على تطوير المادة التحريرية، وهى أساس العمل الإعلامى، والتى تعتبر سيئة للغاية حاليًا مقارنة بما يعرض فى الفضائيات الخاصة، وهذا دور القيادات فى ماسبيرو.

واتفق معه فى الرأى الناقد والكاتب إبراهيم الحسينى، فهو أيضا يرى أن الأولوية يجب أن تعطى للإنتاج الدارمى فى ماسبيرو، فأصبح قطاع الإنتاج يعانى من حالة موات، لذا فيجب البدء بإحيائه لتقديم منتج درامى جيد للعرض على شاشات ماسبيرو، وكما يمكن تسويقه للفضائيات المصرية والعربية.

وأشار الحسينى إلى أنه بدءًا من الستينيات وحتى عام 2000، كان هناك إنتاج ضخم من الدارما التليفزيونية، خاصة فى عهد ترأس الراحل ممدوح الليثى لقطاع الإنتاج، لكن القطاع الآن ينتج عملا أو عملين بائسين وكل عام، ويعرضهما على القناة الأولى أو الثانية دون أن يعرف عنهما أحد شيئًا، بينما نجد سوريا الآن- رغم ما تعانيه حاليا من حروب وثورات- إلا أنها تنتج 26 مسلسلا داخل سوريا وسط أجواء القصف التى تتعرض له، بالإضافة إلى 5 مسلسلات إنتاج سورى يتم تصويرها فى لبنان، أى أن سوريا تنتج 31 مسلسلا، وذلك رغم المخاطر التى يتعرضون لها، حتى إن الأمور وصلت إلى حد قصف لوكيشن تصوير لإحدى المسلسلات، ما أدى إلى مقتل إحدى الفنانات، لكن طاقم العمل قام باستكمال المسلسل رغم كل شىء.

وأوضح الحسينى أن قطاع الإنتاج يعيش حالة من الركود طوال الخمس سنوات الماضية مقارنة ببدايته على يد رئيسه وقتها ممدوح الليثى حينما كان ينتج 89 عملا فى العام الواحد!! وكانت هذه الأعمال تتنوع ما بين إنتاج عشرات المسلسلات، وما يقرب من 15 فيلما وثائقيا، و37 فيلما تليفزيونيًا.. وكان عدد الأعمال فى تصاعد مستمر، كما كان يتم تسويقها فى أكثر من دولة عربية، واستمر ذلك حتى عام 2000 حينما بدأ المنحنى فى الهبوط، رغم أن مصر هى التى كانت تتميز فى صناعة الدراما فى الوطن العربى، لذا يجب أن نرجع إلى ما كنا عليه، وعندها سنحقق أكثر مما يمكن أن يحققه برنامج توك شو يومى، والذى مهما اجتذب من معلنين فإن الدراما ستحقق عشرة أضعاف ما سيحققه من إعلانات، خاصة أن البرنامج الذى يعرض على القناة الأولى أو الثانية سيعانى من قلة المشاهدة، وذلك بسبب القيود الموجودة فى التليفزيون الحكومى لأنه تابع للدولة، على عكس القنوات الخاصة التى تستطيع أن تنتقد كل شىء وتتحدث بصراحة وبلهجة حادة إن اقتضى الأمر، وبالتالى يلجأ المشاهد إلى القنوات الخاصة، لذلك فلا مجال للمنافسة بين التلفزيون الحكومى والقنوات الخاصة فى مجال برامج التوك شو.

ولفت الحسينى إلى أن السينما المصرية، قبل ثورة يوليو 52، كانت تعتبر المصدر الثانى للدخل القومى بعد القطن، وأن عدد الأفلام المصرية التى كانت تنتج فى العام الواحد خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، وصل إلى ما يقرب من 300 فيلم!! لذلك كانت السينما تعتبر مصدرا مهما للغاية للاقتصاد المصرى بعد السياحة، وكذلك الدراما التليفزيونية تستطيع أن تلعب نفس الدور حاليا، فلا يوجد مسلسل ينتج ويخسر، بل سيربح الملايين، فالقنوات والفضائيات المصرية والعربية التى من الممكن تسويق المسلسلات لها عديدة، ومن الممكن أن تتعاون جميع الشركات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون كصوت القاهرة وقطاع الإنتاج، وكذلك مدينة الإنتاج الإعلامى، لاقامة مشروع قومى للإنتاج الدرامى بالاتفاق مع المؤلفين الذين يمثلون قيمة عالية فى هذا المجال ويقدمون أعمالاً جيدة.

جريدة المال

المال - خاص

9:55 ص, الخميس, 3 ديسمبر 15