تعرف إعادة التأمين على أنه هو التأمين الذي تشتريه شركة التأمين من شركة تأمين أخرى لتفصل نفسها (جزئياً على الأقل) عن خطر المطالبات الكبيرة، من خلال أن تدفع شركة التأمين جزءاً من أقساط التأمين التي تحصل عليها من المؤمن عليهم (العملاء) لشركة إعادة تأمين تضمن لها في مقابل ذلك جزءاً من الخسائر، فإذا وقع الخطر المؤمن ضده لجأ المؤمن عليه (العميل) إلى شركة التأمين التي تدفع له تعويضا علي الخسارة ، ثم شركة التأمين بدورها تطالب شركة إعادة التأمين بدفع جزء من التعويض حسب الاتفاق المبرم بينهم، وحصة كل طرف فى اتفاقية إعادة التأمين بما يعنى توزيع المخاطر وتفتيتيها وحماية المراكز المالية لشركات التأمين.
أنواع اتفاقيات إعادة التأمين
وتعرف الشركة التي تشتري وثيقة إعادة التأمين بـ «الشركة المتنازلة» في أغلب الاتفاقيات، بينما تعرف الشركة التي تصدر بوليصة إعادة التأمين بـ «شركة إعادة التأمين»، وتساهم إعادة التأمين في الحفاظ على الملاءة المالية لشركات التأمين، خاصة عند دفع التعويضات الضخمة، مثل حالات الكوارث الطبيعية الكبرى مثل الأعاصير والحرائق البرية، وتلعب إعادة التأمين دوراً أساسياً في إدارة المخاطر، وتُستخدم أيضاً لتخفيض المتطلبات الرأسمالية للشركة المتنازلة، أو تخفيف الضرائب أو غيرها من الأهداف.
وهناك نوعان أساسيان فى اتفاقيات إعادة التأمين، أولهما : إعادة التأمين الاختياري ويُناقش بشكل منفصل لكلّ بوليصة تأمين يُعاد تأمينها، وتُشترى إعادة التأمين الاختياري من طرف شركات التأمين المباشر عندما تكون المخاطر الفردية غير مغطاة – أو غير مغطاة بشكل كافٍ – في معاهدات إعادة التأمين، أى يفوق مبلغ التأمين بالعملية الطاقة الاستيعابية لاتفاقية إعادة التأمين، وفى هذه الحالة قد تواجه شركة التأمين تشدد من شركة إعادة التأمين فى شروط التغطية والأسعار بعكس اتفاقيات إعادة التأمين النسبية السنوية.
وثانيهما : إعادة تأمين المعاهدة، وتعني أن شركة التأمين المباشر وشركة إعادة التأمين تتفاوضان معا وتتفقان على عقد إعادة التأمين، وبناءً عليه تغطي شركة إعادة التأمين الحصص المخصصة لجميع وثائق التأمين التأمين التي أصدرتها الشركة المتنازلة، والتي تندرج في إطار العقد والاتفاقية، وقد يجبر العقد شركة إعادة التأمين على قبول إعادة التأمين لجميع العقود ضمن الإطار وهو ما يُعرف بإعادة التأمين المُلزِم، أو قد يتيح العقد لشركة التأمين اختيار المخاطر التي تريد التنازل عنها، وهكذا على شركة إعادة التأمين قبول تلك المخاطر.
أهداف اتفاقيات إعادة التأمين لشركات التأمين المصرية
وتساهم اتفاقيات وعقود إعادة التأمين فى زيادة القدرة الاكتتابية لشركة التأمين، لذا تتمكن شركة التأمين من إعادة التأمين لجزء أو كل الأعمال التأمينية بما يساعدها فى قبول عمليات تأمين بمبالغ تزيد عن حدود احتفاظها وقدرتها ثم إعادة الجزء المتبقى لدى شركات إعادة التأمين.
وتقلل اتفاقيات إعادة التأمين من آثار التقلبات الكبيرة فى المراكز المالية لشركات التأمين بسبب التغيرات فى الظروف الاقتصادية والاجتماعية والكوارث الطبيعية التى تتعرض لها البلد المؤمن به لدى شركة التأمين، بما يحافظ على معدل ربحية شركات التأمين، وتساعد فى تقليل مخصص الأقساط غير المكتسبة حيث تقلل عملية إعادة التأمين من حجم مخصص الأقساط المكتسبة المطلوب بموجب القانون.
وتقدم اتفاقيات إعادة التأمين الحماية ضد الخسائر حيث تقدم عملية إعادة التأمين حماية وتقليل لخسائرها حين تعرضها لذلك، ويدفع معيد التأمين جزءا أو كل الخسائر التى تتعدى حد احتفاظ الشركة، ويسمح لشركات التأمين فى نقل مخاطر أنواع التأمين ذات مبالغ التأمين والتعويض الضخمة، حيث تتيح إعادة التأمين نقل التزامات شركة التأمين عن التأمين السارى إلى معيد تأمين آخر ، خاصة الأخطار الكبرى ذات مبالغ التأمين الضخمة مثل تأمينات الطيران وغيرها.
شركات إعادة التأمين تساعد فى التسعير والاكتتاب
ومن خلال اتفاقيات إعادة التأمين تحصل شركات التأمين على استشارات شركات إعادة التأمين فى الاكتتاب والتسعير وتحديد حدود الاحتفاظ، وتساعد إعادة التأمين فى حماية شركات التأمين من الإفلاس، لأن الشركة إذا قامت بالتأمين على خطر كبير فإنها ربما تتعرض للإفلاس عند وقوع الخطر، ولكن عندما تقوم بإعادة التأمين على ذلك الخطر لدى واحدة أو أكثر من شركات إعادة التأمين، فإن شركات إعادة التأمين ستقوم كل منها بتسديد نسبه معينة من الخسارة تعادل النسبة التى قبلت إعادة تأمينها، ومن خلال هذه العملية ستكون شركة التأمين فى وضع آمن.
ونظرا لانقسام اتفاقيات إعادة التأمين إلى اتفاقيات تأمين نسبية، واتفاقيات تأمين غير نسبية الأولى : تعمل على تحديد الحصة التى تريد أن تتحملها الشركة من حجم التأمين، وتسند الرصيد المتبقى إلى معيد التأمين، وهنا يتم الاعتماد على أكثر من معيد تأمين، ويتم توزيع أقساط التأمين والخسائر المترتبة بالتناسب بين شركة التأمين أو شركات إعادة التأمين، والثانية : الاتفاقيات غير النسبية فترتكز على الحصة التى تريد شركة التأمين أن تتحملها من الخسائر.