اعتاد المشاهدون على أن المسلسلات الخليجية تكون متحفظة كثيرًا في الموضوعات التي تقدمها على الشاشات منذ سنوات، وهناك تابوهات معينة لا يمكن كسرها بالنسبة لصناع الدراما والفن الخليجي.
لكن فوجئ الجمهور في شهر رمضان الحالي بتقديم مسلسلات خليجية تناقش موضوعات لأول مرة بعيدا عن أي تحفظ، مثل ظاهرة التطبيع.
وأبرز هذه المسلسلات التي كسرت حواجز التابوهات والتحفظات لأول مرة في السباق الرمضاني 2020، مسلسل أم هارون بطولة الفنانة الكويتية حياة الفهد، ويكتبه الأخوان البحرينيان محمد وعلي عبدالحليم شمس، ويتناول التحديات التي واجهتها قبيلة (داية) يهودية في بلد عربي، ومسلسل “مخرج 7” أيضا للكاتب خلف الحربي بطولة ناصر القصبي.
وجاءت ردود الفعل لمسلسل أم هارون على نطاق عالمي، لاسيما حينما انتقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “ردود الفعل الكارهة لليهود” في المسلسل.
محمد قناوي: مناقشة الدراما الخليجية لقضية التطبيع جيد
يرى الناقد الفني محمد قناوي أن هناك متغيرات كثيرة في الخريطة السياسية في السنتين الأخيرتين، وهناك أمور كبيرة لم يتم تناولها سابقا في الدراما الخليجية وبدأ التطرق لها حاليا.
وأكد أن فكرة تناول الدراما الخليجية لهذا النوع من الموضوعات الجريئة لأول مرة يعبر عن نوع من الانفتاح بالنسبة لهم، ومحاولة الخروج عن النمط التقليدي في الموضوعات.
ولفت إلى أن العملين لو ناقشا قضية التطبيع مع اليهود كفكرة أنه لا يمكن أن يحدث ذلك مع أي عدو محتل للأرض الفلسطينية فذلك جيدا، لكن لو ناقشاها بشكل أن التطبيع ليس فيه سوء، فذلك منتهى الخطورة، كما اتهم البعض هذه المسلسلات.
وأوضح قناوي أيضا أن الدراما المصرية حينما ناقشت هذه القضايا الجريئة، بأننا كشعب نرفض هذه الظاهرة مثل فيلم “السفارة في العمارة” حينما ناقش هذه الفكرة في مشهد بين الفنان الراحل عزت أبو عوف والفنان عادل إمام ومعهما على مأدبة غداء السفير الإسرائيلي الذي جسده الفنان لطفي لبيب، ورفض إمام مشاركة السفير في شراكات تجارية وغادر المكان كمواطن مصري عادي.
وقال أيضا إن مناقشة الدراما الخليجية لهذه القضايا الحساسة بأن التطبيع ظاهرة سيئة شيئا جيدا.
سمير الجمل: الدراما الخليجية تطورت في الموضوعات والأماكن
أكد السيناريست سمير الجمل أن الدراما الخليجية تطورت خلال السنوات الأخيرة بصورة غير طبيعية، حيث خرجت من الأماكن التقليدية لمواقع التصوير، وسافروا للهند ودول أخرى لتكون المشاهد مختلفة للعين.
وأضاف أنه نادى كثيرا بأنه يجب أن تتطور الدراما من خلال الخروج من الإطار التقليدي لمواقع التصوير، وبالتالي ستتطور الموضوعات فيما بعد كخطوة ثانية.
ولفت إلى أن الدراما الخليجية أصبحت تتطرق حاليا لموضوعات فيها جرأة شديدة، وليس القصص الاجتماعية البسيطة التي قدموها كثيرا في مسلسلاتهم، مضيفا أن الدراما الخليجية أصبحت الأفضل في المنطقة العربية، مؤكدا أن مناقشة هذه المسلسلات لظاهرة التطبيع يعتبر أمرا إيجابيا بدلا من مناقشتهم لقضايا الطلاق والزواج طيلة الوقت.
فايزة هنداوي: وجود هذه المسلسلات الجريئة يؤكد أن الرقابة لديهم ليست قامعة
وقالت الناقدة فايزة هنداوي إنه منذ فترة معينة منطقة الخليج العربي تقوم بكسر تابوهات كثيرة في الحياة والفن، حيث رأينا سواقة السيدات والملابس المختلفة والأغنيات لدرجة أن هناك فرقا غنائية كان يستحيل دخولها الخليج، وبالفعل تواجدت، وتواجد النجوم العالميين في الخليج أيضا مؤخرا.
وتابعت أن الشكل القديم للفن والثقافة الخليجية تتغير منذ فترة، مشيرة إلى أن ظاهرة التطبيع مع إسرائيل حينما يتم مناقشتها في مسلسلات خليجية في شهر رمضان مثل مسلسل أم هارون ومخرج 7 ، يؤكد ذلك أن لديهم حرية لمبدعيهم في تناول الموضوعات التي تطرح في الدراما.
وأشارت أيضا إلى أن الرقابة لديهم ليست قامعة لمبدعيهم، ونتجية ذلك وجود هذه المسلسلات المنفتحة في شهر رمضان.