أكد امين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي أن “جائحة كورونا والحرب المستمرة في أوكرانيا والمعوقات الهيكلية التي تواجه الأمن الغذائي أثرت بشكل كبير على أنظمة الامداد العالمية، كما نتج عنها تقلبات عالية في أسعار السلع الغذائية الأساسية”، معتبرا أنه “في حال استمرت عمليات الإنتاج على الأنماط التقليدية القديمة، فمن المتوقع أنه بحلول منتصف القرن، ستحتاج المنطقة إلى استيارد حبوب أكثر بنسبة 55 % مما تستورده حاليا، بالتالى سيزيد بشكل كبير من فاتورة وارداتها ويضعها تحت رحمة التقلبات السائدة في الأسواق العالمية”.
جاء خلال افتتاح اعمال منتدى التحول الرقمي وتكنولوجيا الزراعة الذكية- التحديات والفرص”، الذي عقد في مقر اتحاد الغرف العربية في بيروت بتاريخ ٢٢-٢-٢٠٢٣، برعاية وحضور وزير الزراعة في لبنان الدكتور عباس الحاج حسن، رئيس المنظمة العربية للتنمية الزراعية ابراهيم ادم الدخيري، امين عام اتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)- البحرين الدكتور هاشم حسين، ممثل منظّمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ( يونيدو ) في لبنان وسوريا والاردن ايمانويل كالنزي، ممثل منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور محمد الشريف، بالاضافة الى مشاركة شخصيات ووفود من دول عربية واجنبية.
وحذر الدكتور خالد حنفي في كلمته من أنه “على مدى العقد المقبل، من المتوقع أن تصبح الدول العربية مجتمعة أكبر مستورد أصناف للمواد الغذائية على أساس نصيب الفرد، وثاني أكبر نسبة من حيث القيمة المطلقة. وستستمر معدلات الاكتفاء الغذائي الذاتي في انخفاضها الطويل الأجل لتقريبا جميع السلع الغذائية، باستثناء منتجات اللحوم، والزيت النباتي والسكر”.
وشدد حنفى على ضرورة وضع خطة بمحاور مجدية وأخرى مستدامة،عبر استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في الز ارعة الذكية، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص وتشجيعه على التحول الرقمي لتطوير الممارسات الزارعية المستدامة وتحسين برامج التنمية الريفية، واعتماد الحلول المستدامة لمستقبل الزراعة والامن الغذائي في المنطقة العربية، مؤكدا أن تلك الخطة ستسهم على توجيه الاجراءات اللازمة والنظم الزراعية لدعم التنمية بصورة فعالة، وضمان الأمن الغذائي في ظل مناخ متغير”.
واعتبر الدكتور خالد حنفي أن “الزارعة الذكية هي الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي العربي، وتحقيقها يتطلب تعزيز التكامل الاقتصادي الزارعي، والتحسين الوراثي للمحاصيل، وحوكمة إدارة الموارد الطبيعية ومستلزمات الإنتاج، وخلق مناخ جاذب للاستثمار، واستخدام تكنولوجيا ز ارعية متطورة، والاستغلال الأمثل لموارد المياه السطحية
والجوفية”.
ونوه إلى أن “تكنولوجيا الزارعة اختلفت وباتت تعتمد على صناعة الزارعة وليس الزارعة في مفهومها التقليدي فقط، ورسالة اتحاد الغرف العربية، الذي يضم مجتمع الأعمال المسؤول عن معظم الإنتاج والتوظيف العربي ومنها الغذائي، هي أنه لا بد من التركيز على بدائل عصرية مختلفة لمقاربة قضية الأمن الغذائي العربي ارتكازا على التحول الرقمي والزارعة الذكية”.
ولفت إلى أنه لدينا فرص ذهبية الفرص تتيحها الرقمية تعزز التعاون العربي في هذا المجال، ولتذليل الصعوبات التي تواجه المستثمرين المنتجين لا سيما من خلال اطلاق المبادرات الخلاقة والمنصات التي تروج للإنتاج الغذائي العربي وأكد حنفى أن الاتحاد العام للغرف التجارية شركاء حاليا في كل من منصة “طلبات وعروض المنتجات الصناعية العربية” مع المنظمة العربية “Arab Food Hub” للاقتصاد الرقمى