قال عمرو عزت سلامة، أمين اتحاد الجامعات العربية ، ووزير التعليم الأسبق، إن تدويل التعليم وتنقل الطلاب الوافدين حظى باهتمام كبير على مستوى العالم، لما له من تداعيات إيجابية، فى تحسين جودة التعليم والبحث لجميع الطلاب والموظفين وتقديم مساهمة ذات مغزى فى المجتمع، فضلًا عن العوائد الاقتصادية.
ويُعرَف تدويل التعليم العالى بعملية دمج البعد الدولى أو الثقافى أو العالمى فى غرض ووظائف وتقديم التعليم بعد الثانوى، ويمثل التنقل العنصر الرئيسى فى التعليم الدولى، ولا سيما تنقل الطلاب.
وأشار أمين اتحاد الجامعات العربية إلى أن عدد طلاب التعليم العالى على مستوى العالم يبلغ 207 ملايين طالب موزعين على 28.077 ألف جامعة على مستوى العالم.
وتمثل الجامعات العربية %4.2 من إجمالى الجامعات على مستوى العالم، ويمثل الطلاب العرب %9.6 من إجمالى الطلاب على مستوى العالم.
5.5 مليون طالب يدرسون خارج بلدانهم.. منهم 526 ألف عربى
وأكد سلامة أن حركة تنقل الطلاب نمت بصورة كبيرة فى السنوات العشرين الماضية، ليصل إجمالى الذين يدرسون خارج بلدانهم إلى نحو 5.5 مليون طالب، منهم نحو 526 ألفًا من الدول العربية، بما يعادل %9.6 فى الوقت الذى تستضيف فيه الجامعات بالدول العربية أكثر من 306 آلاف وافد.
وطبقًا لدراسةٍ أعدّها اتحاد الجامعات العربية، وحصلت «المال» على نسخة منها، يتوزع الطلاب العرب فى الجامعات الأجنبية بواقع: الجزائر 21.78 ألف طالب، البحرين 5.7 ألف، جيبوتى 2.3 ألف، مصر 31.8 ألف، العراق 31.8 ألف، الأردن 23.9 ألف، الكويت 21.6 ألف.
وبيّنت الدراسة أن عدد الطلاب الذين يدرسون فى الخارج من موريتانيا يبلغ 4.6 ألف، ومن ليبيا 12.1 ألف، لبنان 16.2 ألف، المغرب 48.45 ألف، عمان 15.9 ألف، فلسطين 24.5 ألف، قطر 6.3 ألف، السعودية 139.9 ألف، الصومال 5.5 ألف، السودان 12.9 ألف، سوريا 44.8 ألف، تونس 20.1 ألف، الإمارات 11.5 ألف، اليمن 24 ألف طالب.
السعودية الأولى عربيًّا فى استقطاب الوافدين ومصر بالمركز الثالث
وطبقًا لاتحاد الجامعات العربية تستضيف مصر 73.2 ألف طالب أجنبى، والأردن 40.7 ألف، المغرب 19.9 ألف، عمان 3.6 ألف، قطر 11.9 ألف، السعودية 79.5 ألف، الإمارات 77.6 ألف، تونس 6.4 ألف.
11.5 مليون طالب عربى بمراحل التعليم الجامعى
ولفت أمين اتحاد الجامعات العربية إلى أنه وفقًا لإحصاءات عام 2018، فإن العدد الإجمالى للجامعات والمعاهد فى الدول العربية بلغ حواى 1164، من بينها 264 جامعة حكومية، و286 جامعة خاصة، بالإضافة إلى 616 مؤسسة تعليمية أخرى، فى الوقت الذى بلغ فيه عدد الطلاب الجامعيين، وطلاب الدراسات العليا 11.52 مليون.
وتتوزع الجامعات فى الدول العربية بواقع: 106 جامعات فى الجزائر، و16 بالبحرين، و209 جامعات ومعاهد عليا فى مصر، والعراق 106 جامعات.
ويصل عدد الجامعات فى الأردن إلى 36 جامعة، والكويت 15، ولبنان 49، وتمتلك ليبيا 98 جامعة، وموريتانيا 8 جامعات، والمغرب 50، وعمان 30، وفى فلسطين 31.
ويبلغ عدد الجامعات فى قطر 16 جامعة، والسعودية 60، والصومال 18، والسودان 107 جامعات، وسوريا 34، وتونس 55، و74 بالإمارات، واليمن 48.
أما فيما يتعلق بالطلاب الجامعيين فتحتلّ مصر المرتبة الأولى بواقع 2.7 مليون طالب، تليها السعودية 2.07 مليون، ثم الجزائر 1.6 مليون، والسودان 943 ألفًا، فالمغرب 887.2 ألف.
ويبلغ عدد الطلاب بمرحلة التعليم الجامعى فى العراق 677.2 ألف، وسوريا 511.8 ألف، وليبيا 347.7 ألف، وتونس 294.5 ألف، والأردن 289 ألفًا، واليمن 282.8 ألف، وفلسطين 192 ألفًا، ولبنان 191.8 ألف طالب.
ويصل عدد الطلاب بالمراحل الجامعية فى الإمارات إلى 144.1 ألف، وعمان 129.9 ألف، والصومال 51.5 ألف، والكويت 45.6 ألف، و42.9 ألف طالب بالبحرين، وموريتانيا 32.2 ألف، وقطر 31.9 ألف.
برنامج “Erasmus” الوسيلة الرئيسية للاتحاد الأوروبى لتعزيز التبادل الطلابي
ولفت سلامة إلى الاهتمام الدولى بتبادل الطلاب فى التعليم العالى، ويأتى على قائمة أبرز النماذج العالمية لتنقل الطلاب برنامج “Erasmus” الذى يعد الوسيلة الرئيسية للاتحاد الأوروبى لتعزيز التبادل الطلابى، ومنح البرنامج أكثر من 1.5 مليون طالب جامعى أوروبى الفرصة للعيش والدراسة فى أرض أجنبية لمدة 3 إلى 12 شهرًا.
14.7 مليار يورو لـ4 ملايين أوروبى للدراسة بالخارج
ونوّه أمين اتحاد الجامعات العربية بأن برنامج الاتحاد الأوروبى لدعم التعليم والتدريب “إيراسموس” خصص ميزانية بنحو 14.7 مليار يورو خلال الفترة 2014/2020، لتوفير فرص لأكثر من 4 ملايين أوروبى للدراسة، والتدريب، واكتساب الخبرة فى الخارج.
ويدعم البرنامج الشراكات العابرة للبلدان بين مؤسسات ومنظمات التعليم والتدريب والشباب لتعزيز التعاون بين عالمَى التعليم والعمل من أجل سد ثغرات المهارات التى تتم مواجهتها فى أوروبا، كما يدعم البرنامج الجهود الوطنية الرامية إلى تحديث نظم التعليم والتدريب والشباب.
دعم نحو 24 ألف مشروع تنقل بالدول العربية من 2015/2018
وأوضح سلامة أن برنامج إيراسموس دعّم نحو 23.7 ألف مشروع تنقل للطلاب فى الدول العربية، فى الفترة من 2015 حتى 2018، بواقع 2052 فى الجزائر، ومصر 3676، والأردن 3166، ولبنان 2515، وليبيا 83، والمغرب 5454، وفلسطين 1993، وسوريا 294، وتونس 4533.
وقال إن تدويل التعليم ودعم تنقل الطلاب يسهم فى رفع الوعى بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، كما يحسّن نتائج تلبية متطلبات السوق العالمية، ويسهم فى تحسين المناهج وتعديلها، وكذلك التوظيف والترقية بجعلها أكثر صرامة وصلاحية وعدالة.
هجرة الأدمغة أبرز سلبيات تدويل التعليم
واستكمل سلامة أن تنقل الطلاب يدعم تحسين المهارات اللغوية للطلاب، وتعزيز الطابع الدولى للبحث، كما يسهم فى اقتصادات التعليم وتحسين الرؤية الثقافية والاقتصادية والسياسية للأمة، وفهم ثقافة الشعوب الأخرى.
فيما يرى أمين عام اتحاد الجامعات العربية أن أبرز سلبيات تدويل التعليم تتمثل فى هجرة الأدمغة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالبلدان النامية مما يضعف المشاركة الوطنية والإقليمية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى نخبوية الخريجين من الدول المتقدمة، وفقدان الثقافة والقيم المحلية.
ضمان الجودة والتحديات المالية أهم العقبات
وذكر سلامة أن أبرز التحديات التى تواجه التعليم العالى فى العالم العربى يتمثل فى ضمان الجودة، وهجرة الأدمغة، والبحث العلمى، والتحديات المالية، والنتائج التعليمية والتنمية، والعولمة، والتنافسية.
وقال إن متطلبات تدويل التعليم العالى تستوجب على مستوى الدولة تحديث المناهج والبرامج الأكاديمية، واعتماد استراتيجيات وسياسات جديدة، وأنشطة بحثية، والتكيف مع عملية التعليم والتعلم الجديدة، وأنشطة الخدمات والمناهج الدراسية.
وتتطلب عملية تدويل التعليم على المستوى الدولى تسهيل تنقل الطلاب والموظفين، ودعم البحث العلمى المشترك، والبرامج الأكاديمية المشتركة، وبرامج التوأمة، والمشروعات الدولية.
دور «AARU» فى دعم تبادل الخبرات
ونوه سلامة بدور اتحاد الجامعات العربية فى تدويل التعليم العالى، الذى يركز على تيسير عقد المؤتمرات الدولية المشتركة، وتنظم مؤتمرات دورية مشتركة لضمان استدامة التعاون وفتح الأبواب أمام الأعضاء للتواصل.
ومن بين المؤتمرات التى ينظمها الاتحاد، المؤتمر العربى التركى حول التعليم العالى، والمؤتمر العربى الأوروبى حول التعليم العالى، ومؤتمر الصين العربى حول التعليم العالى، ومنتدى اتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، والمؤتمر العربى الألمانى للجامعات الفنية.
كما يسهّل اتحاد الجامعات العربية توقيع مذكرات التفاهم بين الجامعات العربية ونظيراتها الدولية الأخرى، لما يتمتع به من علاقات وثيقة مع المنظمات الدولية والمؤسسات والجمعيات وتسمح لأعضائها بالاستفادة من هذا التعاون.
اتحاد الجامعات العربية فى سطور
جدير بالذكر أن اتحاد الجامعات العربية «AARU» منظمة غير حكومية ذات طابع قانونى مستقل، تضم فى عضويتها 360 جامعة عربية، كما يضم المجلس العربى لتدريب طلاب الجامعات العربية، والمجلس العربى للدراسات العليا والبحث العلمى، والمجلس العربى للأنشطة الطلابية، ومجلس ضمان الجودة والاعتماد، ومركز إيداع الرسائل الجامعية، ومركز الدوريات العربية، وصندوق دعم الجامعات الفلسطينية، وصندوق البحث العلمى العربى، بالإضافة إلى 23 جمعية لكليات نظيرة تستضيفها جامعات عربية مختلفة.
يهدف «AARU» إلى «مساعدة وتنسيق جهود الجامعات العربية لإعداد الخريجين الأكفاء الذين يمكنهم خدمة مجتمعاتهم العربية والحفاظ على ثقافتها وحضارتها الموحدة، وكذلك المساعدة فى تنمية مواردها الطبيعية».
كما يهدف اتحاد الجامعات العربية إلى تعزيز التعاون بين الجامعات ومعاهد التعليم العالى والبحث العلمى العربية، والتعاون مع الجمعيات والمؤسسات النظيرة لتبادل المعرفة، وكذلك الحفاظ على علاقات وثيقة مع العديد من المؤسسات والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية لتبادل الأفكار والخبرات فى مجالات التعليم العالى والبحث، بالإضافة إلى دعم وتشجيع الحراك المتبادل للطلاب والموظفين فى الجامعات العربية، والتعاون لتعزيز ضمان الجودة والاعتماد فى الجامعات العربية