تمنت مومياء مصرية الحياة بعد الموت وسماع صوتها في الحياة الآخرة، وتكفل علماء بريطانيون بمهمة تحويل هذه الأمنية إلى واقع، لكنهم لم يفلحوا إلا في إحياء حرف واحد كان آخر ما تفوه به الكاهن الذي عاش قبل ثلاثة آلاف عام في طيبة بمصر، باستخدام نسخة ثلاثية الأبعاد من “مجرى الصوت”.
وحسب موقع البي.بي.سي، يرى العلماء أن الكاهن نيسامون كان يتمنى سماع صوته في الحياة الآخرة لكنهم لم يستعيدوا سوى حرف واحد من الصوت الأخير للكاهن وهو يتوجع من ألم الاختناق بسبب لسعة حشرة.
ويلبي استعادة صوت الكاهن أمنية وجدها العلماء منقوشة على التابوت.
وقال البروفسور جون شوفيلد من جامعة يورك إن أمنية نيسامون الصريحة كانت سماع صوته في الحياة الآخرة. وكانت هذه الأمنية ضمن المعتقدات التي يحثه عليها دينه.
وأضاف:” كانت هذه الأمنية مكتوبة فعليا على تابوته- كانت أمنيته التي أراد تحقيقها. استطعنا لحد كبير تحويل هذه الأمنية إلى واقع”.
استعادة كلمات وأحرف أخرى
وقد عاش الكاهن المصري نيسامون في عهد الفرعون رمسيس الـ11، وتمت استعادة آخر حرف نطق به تم على يد فريق علمي بريطاني بمشاركة البروفيسور ديفيد هوارد.
ويفتح هذا المجال لإعادة إنتاج جمل وكلمات أخرى للمومياوات و الأموات عموما، لكن نجاح عملية استعادة هذه الأصوات مرهون باكتمال الحنجرة والقناة الصوتية.
وتحقق هذا لحد بعيد مع مومياء نيسامون الذي يرقد حاليًا في متحف مدينة ليدز الإنجليزية.
ووجد العلماء أن مومياء الكاهن تشتمل على الأنسجة الرخوة وفي حالة جيدة عمومًا، وتنبني فكرة إحياء أصوات الموتى والمومياوات على إنشاء نسخة طبق الأصل من الحنجرة والقناة الصوتية لهم.
وفي عام 2016، قام الباحثون بالتوصل إلى القياسات الدقيقة للقناة الصوتية للكاهن نيسامون بداية من الحنجرة حتى الشفاه.
ويعني هذا أن صوت الكاهن الذي نجح العلماء في استعادته يشتمل على الحرف الأخير الذي نطق به بجانب المواصفات الأساسية العامة لصوته.
نسخة طبق الأصل
قام العلماء بإنشاء نسخة طبق الأصل لحنجرة نيسامون وقناته الصوتية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد ثم ربطها بحنجرة اصطناعية، ويكتسب الصوت مواصفاته المميزة بعد تحريك الأحبال الصوتية في الحنجرة ثم المرور في القناة الصوتية.
اهتمام خاص
وحظيت مومياء نيسامون باهتمام خاص منذ الكشف عنها عام 1824، حسب صحيفة الجاردين. ويظهر اللسان بارزا خارج فمه دون وجود ضرر في العظام في منطقة الفم والعنق، ويرجح هذا موته مختنقا بسبب لسعة حشرة في لسانه.
وتم نقلقبل فترة قصيرة من غارة جوية ألمانية على مدينة ليدز عام 1931. وأدت الغارة إلى تدمير المتحف وما به من آثار.
وقال العلماء إن حنجرة نيسامون وقناته الصوتية تشير إلى أن طبقة صوته أكثر قوة مقارنة بطبقة صوت الرجل العادي حاليا، ويرجع السبب إلى عمله كاهنا في معبد الكرنك في طيبة. واحتاج نيسامون لذلك إلى التحدث والغناء كثيرا.
وبلغ نيسامون مرتبة رفيعة ودرجة تطهر عالية داخل معبد الكرنك بطيبة أهلته للدخول إلى حرم تمثال آمون داخل المعبد.
وتشير الدراسات إلى أن نيسامون عاني من التهاب في اللثة ومن تدهور حاد في أسنانه.
وحقق العلماء فهم أفضل للحضارة الفرعونية بفضل دراساتهم المكثفة على المومياء.
وفيما يلي تسجيل لآخر حرف نطق به الكاهن قبل موته: