أعلنت الولايات المتحدة رسميا الأربعاء التوصل إلى اتفاق مع ألمانيا حول خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل، ينص على فرض عقوبات على روسيا ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.
اتفاق بخصوص خط أنابيب نورد ستريم 2
ولاقى المشروع الذي يمر عبر بحر البلطيق معارضة شديدة من أوكرانيا التي تحارب الانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014، وتعتبر نقل الغاز الروسي عبر أراضيها “وسيلة ضغط حيوية”.
وندد الجمهوريون، خصوم الرئيس جو بايدن، بالاتفاق ووصفوه بأنه “هدية” للرئيس فلاديمير بوتين، لكن الإدارة الأمريكية ردت بأنها تحاول ضمان نتيجة إيجابية من خط الأنابيب الذي أصبح شبه مكتمل.
وقال الكرملين الأربعاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعربا عن رضاهما عن قرب اكتمال المشروع خلال مكالمة هاتفية. مضيفا في بيان بعد انتهاء المحادثة “الزعيمان راضيان عن اقتراب مشروع نورد ستريم 2 من الاكتمال”.
وقالت المكلفة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند لدى كشفها تفاصيل الاتفاق خلال جلسة لمجلس الشيوخ، “إنه وضع سيئ وخط أنابيب سيئ، لكننا نحتاج إلى المساعدة في حماية أوكرانيا وأشعر بأننا اتخذنا بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه”.
وألغى بايدن الذي استقبل المستشارة أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي، معظم العقوبات المرتبطة بخط أنابيب “نورد ستريم 2” والتي طالب بها الكونجرس، بذريعة أن الوقت قد فات لوقفه وأنه من الأفضل التعاون مع ألمانيا.
استخدام الطاقة كسلاح
كما قالت نولاند خلال جلسة برلمانية “إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح أو لارتكاب أعمال عدوانية أخرى ضد أوكرانيا، فإن ألمانيا تلتزم، في هذا الاتفاق معنا، اتخاذ تدابير على المستوى الوطني والضغط من أجل اتخاذ تدابير فعالة على المستوى الأوروبي، بما في ذلك عقوبات، لحصر قدرات التصدير الروسية نحو أوروبا في قطاع الطاقة”.
وأشارت المتحدثة الأمريكية إلى أن “الجانب الآخر من هذا الاتفاق هو دعم تمديد اتفاق عبور الغاز بين روسيا وأوكرانيا والذي ينتهي في العام 2024.(…) لمدة عشر سنوات إضافية”.
وفي إشارة لدعم حازم لكييف، أعلنت الإدارة الأمريكية الأربعاء أن بايدن سيستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 30 أغسطس.
كما توجه مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية، هو ديريك شوليت، هذا الأسبوع إلى كل من أوكرانيا وبولندا من أجل مناقشة الاتفاق بشأن خط الأنابيب. وفي هذا الشأن، نوهت نولاند بأن الاتفاق سيشمل أرقاما مالية “واقعية” لمساعدة أوكرانيا على تنويع إمدادات الطاقة.
من جهتها، أشادت ألمانيا التي كانت تواجه خلافات محتدمة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بنهج بايدن واعتبرته إعادة إحياء للتحالف.
انتقادات من الجمهوريين
وسرعان ما انتقد الجمهوريون الاتفاق قائلين إنه بمثابة خيانة لأوكرانيا وتشجيع لبوتين. وفي السياق، قال السناتور الجمهوري تيد كروز مشيرا إلى مخاوف بشأن نورد ستريم 2 “كنا نعلم دائما أن بايدن وبوتين لطالما كانا متفقين، والآن باتا متقاربين أكثر”.
كما واجه بايدن أيضا انتقادات من ديمقراطيين على خلفية مشروع نورد ستريم 2، لكن المدافعين عنه وصفوا هجمات الجمهوريين بأنها مثيرة للسخرية، حيث إن ترامب أشاد من دون خجل ببوتين وأبدى نفورا تجاه أوكرانيا من خلال مكالمة هاتفية حاول فيها لوي ذراع زيلينسكي ما أدى إلى أول محاكمة له.
وفي هذا الإطار، ردت نولاند، بصراحة على كروز بأن إدارة ترامب التي تولت السلطة عام 2017، تتحمل مسؤولية. واشتهرت نولاند بدعم المتظاهرين المؤيدين للغرب في أوكرانيا عام 2013،
وأضافت: “أعتقد أننا كنا عام 2016 في طريقنا إلى وقف مشروع خط الأنابيب. عندما تولت إدارة بايدن السلطة بعد أربع سنوات، كان خط الأنابيب هذا قد أصبح مكتملا بنسبة 90 بالمئة”.