«ألتيميت فارما» تقتحم مجال تصنيع المحاليل الوريدية لسد إحتياج السوق المحلية

بتكلفة إنشائية بلغت 350 مليون جنيه ورأس مال 240 مليونا

«ألتيميت فارما» تقتحم مجال تصنيع المحاليل الوريدية لسد إحتياج السوق المحلية
مها يونس

مها يونس

12:01 م, الخميس, 3 سبتمبر 20

شهدت مصر فى الأعوام القليلة الماضية عدة أزمات مُتتالية بشأن نقص إنتاج المحاليل الوريدية، كان أبرزها أزمة مرضى الغسيل الكلوى والتى أدت إلى فرض تقليل جلسات الغسيل من ناحية ووضع حياة المرضى فى قبضة السوق السوداء للمحاليل من ناحية أخرى، فكانت كمية المعروض من الشركة المُصنعة للمحاليل آنذاك لا تكفى %50 من إحتياجات السوق فى ظل توقف بعض الشركات عن الإنتاج، فتمثلت الأزمة الحقيقة فى أن حجم الإنتاج بالمصانع كان أقل بكثير عن الإحتياج الفعلى لها، ولجأت مصر للإستيراد لسد حاجتها من المحاليل الوريدية.

ومن هذا المُنطلق قرر عدد من الصيادلة تأسيس مصنع لإنتاج المحاليل الوريدية بمحافظة الإسكندرية فى المنطقة الصناعية بمدينة برج العرب، بتكلفة إنشائية قُدرت بنحو 350 مليون جنيه، وكان لـ «المال» حواراً مع الدكتور رضا مصطفى رئيس مجلس إدارة شركة «ألتيميت فارما» التى إقتحمت مجال المحاليل الوريدية منذ أشهر قليلة بالمصنع المُشار إليه، بالتزامن مع زيارة لجنة التراخيص من وزارة الصحة لمصنع الشركة ببرج العرب، والتى أقرت بالإجماع منح الترخيص لخطوط الإنتاج.

ويستهدف الدكتور رضا مصطفي، تعويض السوق المحلية من نقص المنتج والاحتياج الشديد له، فضلاً عن الإتجاه للسوق المحيطة والتصدير للخارج، مُستغلاً الموقع الجغرافى لمصر بين دول الجوار لضمان توزيع المنتج وسد إحتياجات السوق العربية والإفريقية من المحاليل الوردية، وذلك وفقاً لخطة الشركة.

إنشاء 4 خطوط إنتاج على مساحة 5 ألاف متر بغرض تحقيق مبيعات 350 مليون جنيه خلال عام 2021

وقال «مصطفى» إنه أسس المصنع بمعاونة مجموعة من الصيادلة على مساحة خمسة ألاف متر مربع، لإنشاء 4 خطوط إنتاج، مستهدفاً وصول المصنع لـ 6 خطوط إنتاج، فى حين أن تلك الخطوط تحتاج إلى 20 ألف متر، ولكنه استطاع أن يستغل كل جزء فى الأرض والمصنع، وكذلك إستغلال أقصى ارتفاع وهو 15 متراً، لحين تنفيذ خطة التوسع.

وأضاف خلال حواره لـ «المال» أن تكلفة إنشاء المصنع بلغت نحو 350 مليون جنيه، برأس ماله قدره 240 مليون جنيه، فى حين أن المُستهدف تحقيق مبيعات سنوية بدءاً من عام 2021 بنحو 350 مليون جنيه، مؤكداً أنه لم يُقيد فى البورصة حتى الآن، ولكن يضع ذلك ضمن أولوياته بالمرحلة المُقبلة.

وأوضح رئيس مجلس الإدارة أن المصنع يعمل حاليا بطاقة 4 خطوط إنتاج، تتمثل فى إنتاج 7 أشكال من الصوديوم كلورايد، 7 أشكال من الجلوكوز بكافة التركيزات والمقاسات، 4 أشكال من المانيتول، 6 أشكال من الرينجر وأنواعه و6 أشكال من الخليط، مؤكداً أن الخطة المستقبلية تستهدف إنشاء خطين آخرين لإنتاج قطرات العين والحقن.

ولفت الدكتور رضا مصطفى إلى أن الشركة بدأت فعليا التصدير للخارج، وإستهلت ذلك بتسليم شحنة لدولة اليمن، بينما تلقت طلبيات لتصدير إلى كل من العراق، كينيا، غينيا، كردستان، لبيا والسودان، مُستهدفة أيضاً التوسع فى التصدير لدول آسيا وإفريقيا ودول الشمال والجنوب الأفريقي.

التعاقد مع أكبر 5 موزعين معتمدين لتوزيع المنتجات

أما على صعيد خطة توزيع «ألتيميت فارما»، أكد رئيس مجلس الإدارة أنه يتم التوزيع من خلال أكبر 5 موزعين مُعتمدين، أبرزهم الشركة المصرية لتجارة الأدوية، والشركة المُتحدة للصيادلة، بالإضافة إلى الإعتماد على التوزيع المباشر من الشركة، مؤكداً أن منتج الشركة متوفر حالياً بكافة الصيدليات على صعيد الجمهورية، مشيراً إلى أنه تم تسجيل «ألتميت فارما» مؤخراً بمناقصات وزارة الصحة بشأن هيئة الشراء الموحد.

وقال «مصطفى» أن «ألتيميت فارما» أطلقت محاليل وريدية عالية الجودة، بماكينات ألمانية ومعدات إيطالية تعمل فى مصنع يتبع معايير جودة التصنيع العالمية فى نظام معقم ومغلق بالكامل، قائلاً «فعلى الرغم من ذلك فإننا نجرى إختبار pyrogen free لكل تشغيلة من تشغيلات الإنتاج، بالاضافة إلى ذلك فإننا لا نكتفى فقط بالتعامل مع موردين معتمدين وذوى سمعة عالية للحصول على المواد الكيميائية ذات المواصفات الصيدلانية، ولكننا نستخدم أيضا أرقى حبيبات البولى إيثيلين، والأغطية الأوربية المعتمدة لتصنيع عبواتنا».

زجاجات ألتيميت فارما تحتوى على مساحة 150 مل لتر فارغة يمكن إستغلالها لخلط الأدوية الأخرى

وتابع: «فإن زجاجات التيميت فارما القابلة للطى الكامل تسمح بإستهلاك كافة محتوى السائل بداخلها، كما أنها تحتوى على مساحة 150 مل لتر فارغة، يمكن إستغلالها لخلط الأدوية الأخرى إذا دعت الحاجة لذلك، فضلا عن ذلك فإن ملصق العبوة ومقياس الحجم الموجودان على الجانبين، متوفران من أجل المستخدم ليتمكن من التعرف على محتوى وحجم السائل داخل الزجاجة».

يُشار إلى أنه تم شراء أرض المصنع عام 2012 والحصول على التراخيص اللازمة، وتم البدء فى التأسيس للمصنع بنفس العام، وتم عمل الرسومات الهندسية وتنفيذ الأساسات الخرسانية وإحلال التربة خلال عامى 2014 و2015، حتى تم الإنتهاء من تشطيبات المصنع بالكامل وبدء الأعمال الميكانيكية والكهربائية عام 2016، فى حين أنه تم التعاقد على الماكينات والمعدات بذات العام، بتكنولوجيا أوروبية من ألمانيا وإيطاليا.

فيما وافقت على تسجيل المحاليل الوريدية عام 2017، ومن ثم تم التركيب والترخيص والتشغيل للمعدات، وإستيراد أجهزة المعامل من كبرى الشركات، وفى مارس الماضى أصبح المصنع جاهزًا للإنتاج، وفى مايو الماضى وافقت لجنة التراخيص بوزارة الصحة على منح الترخيص لكلا الخطين التالث لتصنيع المحاليل الوريدية والرابع لتصنيع الحقن، بعدما أشادت بالمستوى الفائق من الجودة.