أعلنت شركة ألتراتك للأسمنت، أكبر منتج للأسمنت في الهند من حيث القدرة الإنتاجية، عن خططها لضخ استثمارات بقيمة 18 مليار روبية ما يعادل 206 ملايين دولار للدخول في مجال تصنيع الكابلات والأسلاك، وذلك في إطار تعزيز وجودها في قطاع مواد البناء.
وأوضحت الشركة، التابعة لمجموعة أديتيا بيرلا، اليوم الثلاثاء أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تنويع منتجاتها في سوق البناء والتشييد المتنامي، وفقا لوكالة رويترز.
قطاع مواد البناء
سيدمج نشاط الكابلات والأسلاك ضمن وحدة منتجات البناء التابعة لـ”ألتراتك”، والتي تشمل بالفعل مجموعة واسعة من المنتجات مثل منتجات العزل المائي، وحديد التسليح (TMT)، والأخشاب، والأدوات الصحية، والأدوات اليدوية، والمكونات الكهربائية مثل لوحات المفاتيح الكهربائية. ووفقًا للخطة الاستثمارية، سيتم تنفيذ المشروع على مدار عامين، مع بناء مصنع جديد متوقع تشغيله بحلول ديسمبر 2026.
وأشارت الشركة إلى أن قطاع الكابلات والأسلاك شهد نموًا سنويًا مركبًا بنحو 13% خلال الفترة من 2019 إلى 2024، ما يجعله سوقًا واعدًا يوفر فرصًا كبيرة للتوسع. ومع ذلك، فإن هذا القطاع يخضع لمنافسة قوية من قبل شركات كبرى مثل “بوليكاب” و”هافيلز”، إلى جانب تحديات تقلب أسعار النحاس، وهو أحد المواد الخام الأساسية في التصنيع، بالإضافة إلى منافسة الشركات المحلية الصغيرة التي تقدم منتجات أرخص.
وعلى الرغم من الفرص الكبيرة التي يوفرها قطاع الكابلات والأسلاك، فإن تباطؤ الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والتشييد قد يؤثر على الطلب المستقبلي. فوفقًا للموازنة السنوية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، من المتوقع أن يشهد القطاع إنفاقًا رأسماليًا “متواضعًا” في عام 2025، مما قد يؤثر على الشركات العاملة في صناعة الكابلات والأسلاك، حيث تعد قطاعات البنية التحتية والتشييد من أكبر عملائها.
استحواذات نشطة
يأتي توسع “ألتراتك” في مجال الكابلات والأسلاك في وقت يشهد فيه قطاع الأسمنت الهندي موجة من صفقات الاستحواذ، حيث تسعى الشركات الكبرى، مثل ألتراتك ومجموعة أداني، إلى تعزيز تواجدها في السوق من خلال الاستحواذ على شركات أصغر. ويعكس هذا التوجه استراتيجيات النمو المستمرة التي تعتمدها الشركات الكبرى لترسيخ مكانتها في مختلف القطاعات ذات الصلة بالبناء والتشييد.
مع استمرار التوسع في الاستثمارات والتنافس القوي في السوق، يبقى السؤال حول قدرة “ألتراتك” على اقتحام مجال الكابلات والأسلاك بنجاح، وسط التحديات التي تواجه الصناعة، من تقلب الأسعار إلى المنافسة الشرسة.