كشف تيمور لبيب، الشريك المؤسس فى شركة «أفيرما كابيتال» للاستثمار المباشر، ومسئول الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنها تعتزم الاستثمار فى السوق المصرية وتدرس حاليا 5 صفقات بقطاعات الرعاية الصحية والأدوية والأغذية والاستهلاكى.
وقال – فى حوار مع «المال» – إن الشركة، التى تدير أصولا حاليا بنحو 3.5 مليار دولار، تسعى للانتهاء من تنفيذ صفقة على الأقل فى مصر خلال العام الجارى، موضحا أن قيمة الاستثمار الواحد للشركة تتراوح بين 20 و100 مليون دولار، وأنها تفضل الاستثمار فى الكيانات متوسطة الحجم.
يذكر أن «أفيرما كابيتال» تم تأسيسها عام 2019 بعد الاستحواذ على منصة الاستثمار المباشر التى كانت تتبع بنك «ستاندرد تشارترد» العالمى من جانب الفريق الإدارى الذى يضم 7 شركاء، وذلك بمشاركة مجموعة كابيتال جروب (ICG) ، ويتجاوز عدد استثمارات «أفيرما كابيتال» 50 مشروعاً وهى موزعة فى ست مناطق (الصين والهند وجنوب شرق آسيا وكوريا الجنوبية وأفريقيا والشرق الأوسط) ولديها فريق من 52 متخصصًا فى الاستثمار.
وذكر «لبيب» أن نحو %75 من أصول الشركة المدارة مستثمرة فى آسيا ، ومخطط ضخ استثمارات فى الشرق الأوسط وبصفة خاصة فى مصر والأردن والإمارات والسعودية.
وأوضح أنه يتم حاليا دراسة خطة الاستثمار فى الشرق الأوسط وإمكانية تأسيس صناديق جديدة، كاشفا أن الشركة لديها حاليا نحو 10 صناديق استثمارية، وسيولة 400 مليون دولار، ولديها استثمارين فعليا فى الشرق الأوسط ، وقائمة من المستثمرين الذين يتم العمل معهم بينهم مؤسسات عالمية و مستثمرين عائليين يمكن دعوتهم للمشاركة.
إنشاء جمعية « Mena private market» لتحسين الصورة عقب أزمة «أبراج»
من جانب آخر، كشف «لبيب» أنه يستهدف إنشاء جمعية للاستثمار المباشر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – Mena private market association – على أن يتم إطلاقها خلال شهرين أو ثلاثة.
وقال إن التفكير فى إنشاء الجمعية جاء عقب أزمة انهيار شركة «أبراج الإماراتية» ، عبر تجميع الصناديق المختلفة تحت مظلة واحدة بهدف إعطاء إشارة للمستثمرين بأن العمل يتم بشكل منضبط فى المنطقة.
كارثة العملاق الإماراتى صعبت الأمور والمرحلة الأسوأ انتهت
وأكد أن صناعة الاستثمار المباشر هى مجال واضح جدا ولكن من السهل تحويله إلى عملية معقدة جدا، متابعا :« لا شك أن أزمة أبراج صعبت الأمور علينا وعلى مديرى الاستثمار فى المنطقة ولكنها جعلتهم أيضا أكثر التزاما وصدقا، وأعتقد أن المرحلة الأسوأ انتهت ،وأن المستثمرين أدركوا أن ما حدث مع أبراج من الممكن أن يحدث فى أى مكان فى العالم مثل أمريكا أو أوروبا أو غيرها».
وقال إن الفترة الأخيرة شهدت العديد من التغيرات على مجال الاستثمار المباشر، فبات هناك جيل جديد، وتغييرات فى الخريطة الاستثمارية وطبيعة القطاعات الجاذبة إذ بات الاهتمام يتركز على التكنولوجيا المالية والسلع المعمرة، متابعا أن «أفيرما كابيتال» تدرس العمل على خلق منتجات جديدة منها ما يرتبط بسوق أدوات الدين والذى يلقى رواجا فى الفترة الأخيرة.
تستهدف مضاعفة أصولها البالغة 3.5 مليار دولار خلال 3 إلى 5 سنوات
ولفت إلى أن الشركة تستهدف مضاعفة أصولها خلال 3 إلى 5 سنوات، لتصل إلى نحو 7 مليارات دولار، ولكن من الصعب التنبؤ بالأوضاع خلال العام الجارى فى ظل كورونا.
وأشار إلى أن السوق المصرية باتت جذابة جدا للاستثمار عقب تعويم الجنيه، مؤكدا أن شركته متفائلة وإيجابية جدا تجاهها، متابعا أن تعامل السوق المصرية مع أزمة كورونا كان جيدا جدا.
وقال إن مصر تتصدر قائمة الدول المتوقع أن تشهد عاما إيجابيا جدا فى 2021 من بين باقى أسواق المنطقة، وذلك بدعم معدلات الاستهلاك والكثافة السكانية وأيضا مستويات دخول الأفراد، تليها الإمارات بشرط تعافى السياحة، كما أن التحفيز الحكومى لدول الخليج سيترتب عليه تعزيز أوضاعها الاقتصادية.
وحول آثار أزمة كورونا على الجاذبية الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط ككل أشار «لبيب» إلى أن المستثمرين ينظرون لكل بلد على حدة وفقا لمدى توافر الفرص، ولا يمكن تجاهل مقومات جاذبية الشرق الأوسط فى ظل الكثافة السكانية وارتفاع أعداد الشباب ومعدلات النمو والإنفاق والاستهلاك.
وأوضح أن الدول التى نجحت فى خلق بدائل تكنولوجية لمواجهة كورونا ستكون أكثر جاذبية لرءوس الأموال فى المرحلة المقبلة.