لا يزال القائمون على
الإنتاج السينمائى يبحثون عن أفكار ترويجية جديدة لأفلامهم لمواجهة
الانخفاض الكبير فى حجم الميزانيات الإعلانية، وأحدث هذه الأساليب اتجاه
القائمين على فيلم «هاتولى راجل» لإجراء استفتاء جماهيرى عبر «فيس بوك»
لاختيار اسم الفيلم، كما استعان البعض مؤخرًا ببعض العبارات السياسية التى
أصبحت تستخدم بشكل تهكمى مثل «القصاص» و«دونت مكس» إلخ.
ورحب
الخبراء بالأفكار الجديدة المستخدمة فى الترويج للأفلام مؤخرًا، واعتبروها
أسلوبًا ترويجيًا مكملاً وليس بديلاً للحملات الإعلانية التقليدية، إذ يمكن
الاستغناء عنها مهما تطورت الأفكار، وقالوا إن مشاركة الجمهور فى اختيار
اسم الفيلم أسلوب تشويقى جيد يساعد على خلق تفاعل جماهيرى يجعل الجمهور
يشعر بأنه يشارك فى الفيلم بشكل يحمسه على مشاهدته وقت عرضه، وعن استخدام
بعض الكلمات المتداولة مؤخرًا يرى الخبراء أن السينما جزء من المجتمع،
ودائمًا ما تبحث عن الجديد الذى يتمشى مع المجتمع لتقدمه بشكل يجذب الجمهور
نحو العمل، وبالتالى فإن استخدام بعض العبارات السياسية أمر وارد فى ظل
انشغال الجميع بالأحداث السياسية.
وقال الدكتور جمال مختار، رئيس
مجلس إدارة وكالة «اسبكت» للدعاية والإعلان: العاملون فى الإنتاج السينمائى
يبحثون عن أفكار جديدة لتعويض قلة الإنتاج، وهذه الأفكار بدأت بالكليبات
ومع انتشارها بدأ البعض يبحث عن الجديد مثل الاعتماد على شبكات التواصل
الاجتماعى للترويج للعمل وللتفاعل مع الجمهور بأفكار جديدة كان آخرها عمل
استفتاء على اسم الفيلم.
ويرى مختار أن هذه الأفكار تساعد على تشويق
الجمهور بشكل يجعلهم يتلهفون على إصدار الفيلم لمشاهدته، كما تتميز
بانخفاض التكلفة وقدرتها الكبيرة على الترويج للعمل بفعالية.
وتوقع
أن يتجه البعض فى ظل البحث عن الجديد للعمل على خلق أسلوب تفاعلى أكبر من
خلال المسابقات بشكل يزيد من قوة الجذب الجماهيرى نحو الفيلم.
وأضاف
أن الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعى فى الترويج للأفلام يساعد على
التعرف على رد فعل الجمهور بشكل سريع من خلال التعليقات وعدد مرات الإعجاب
بالفكرة.
وعن استخدام بعض العبارات المتداولة مؤخرًا بالأفلام، قال
مختار: دائمًا ما يهتم القائمون على الأعمال السينمائية بالبحث عن الجديد
والأكثر جماهيرية وشيوعًا فى المجتمع لاستخدامه بالفيلم فقديمًا تمت
الاستعانة ببعض الشخصيات الإعلانية الناجحة فى الأفلام، وظهر بعد ذلك
استخدام بعض العبارات الكوميدية المناسبة لكل وقت أو تتمشى مع الوضع القائم
بالمجتمع وكلها محاولات لجذب أكبر فئات جماهيرية نحو العمل.
وأشار
مختار إلى أن هذه الأفكار تعتبر وسيلة مكملة تساعد على زيادة جماهيرية
الفيلم، ولكن لا يمكن أن تستخدم بشكل أساسى فى الترويج له، حيث إن الاعتماد
على الوسائل الإعلانية التقليدية سيظل هو الوسيلة الأساسية للترويج
للأفلام.
وأكد وليد حسين، مسئول المبيعات بشركة إيجيبت لينكس
لإعلانات المحمول، أن منتجى الأفلام دائمًا ما يبحثون عن الأفكار التى
تتمشى مع الوضع السائد، وبالتالى فإن الاستعانة ببعض الكلمات المتداولة على
الصعيد السياسى بشكل تهكمى أمر طبيعى، فالسينما جزء من المجتمع تعكس
أحواله وتسعى إلى جذب أكبر كم جماهيرى نحو العمل.
ولفت حسين إلى أن
الاستعانة ببعض الكلمات التى تم تداولها مؤخرًا بشكل ساخر من الوضع السياسى
القائم، ستساعد على لفت أنظار عدد كبير من الجماهير المعارضة للنظام
الحالى، ولكنها ستخلق حالة استياء نحو العمل من قبل مؤيدى النظام فهى سلاح
ذو حدين يحقق تأثيرين متضادين فى وقت واحد.
ويرى أن موقع التواصل
الاجتماعى «فيس بوك» أصبحت له جماهيرية عالية، وبالتالى الاستعانة به
لإجراء استفتاء على اختيار اسم الفيلم، مما يجعل الجمهور يشعر بأنه مشارك
فى الفيلم لأنه اختار اسمه بشكل يجعله جزءًا مشاركًا فى الدعاية للعمل وأنه
يروج للفيلم بنفسه باعتبار أنه أحد المشاركين فى اختيار اسمه فهو بمثابة
دعاية قوية مسبقة للفيلم تشجع الجمهور على انتظار الفيلم.
واتفق
حسين مع الرأى الذى يرى أن هذه الأفكار تعتبر وسائل ترويجية جديدة مكملة
وليست بديلة للوسائل التقليدية التى ستظل أهم وسيلة للإعلان والترويج
للعمل.
وقال رياض الطويل أحد الأعضاء المشاركين بشركة سمارت تاتش
للتسويق الإلكترونى، إن القائمين على الإنتاج السينمائى يوظفون الإنترنت
لصالح العمل بشكل كبير كما أن الإنترنت يساعدهم على التعرف على آراء
الجمهور وأهم احتياجاته، وما يهتم به ويساعد فى التعرف على الرأى العام
الجماهيرى بشكل يمكن توظيفه فى العمل لجذب الجمهور نحوه.
وأضاف
الطويل أن بعض المنتجين يقومون بعمل استفتاء جماهيرى عبر الإنترنت بمختلف
المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعى للتعرف على أفضل الإفيهات السياسية
التى يمكن أن تجذب الجمهور نحو العمل، بل إن البعض أصبح يختار أكثر من كلمة
ويجرى استفتاءً جماهيريًا عليها للتعرف على أفضلهم وأكثرهم جماهيرية، فهى
بمثابة جس نبض للسوق للتعرف على الكلمات التى يمكن الاستعانة بها فى العمل.
وقال الطويل إن المنتجين أصبحوا يعتمدون على توظيف الإنترنت بشكل كبير لصالح العمل فهو وسيلة غير مكلفة وذو جماهيرية عالية.