قررت شركة النصر للتصدير والاستيراد تجميد كافة العمليات التجارية التى كانت تقوم بها، باستثناء توريد الجمال الحية للسوق المحلية، والتفرغ بشكل كامل لمبادرة «جسور» التى أطلقتها وزارة قطاع الأعمال العام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء لتنشيط حركة الصادرات المصرية.
النصر للتصدير والاستيراد لم تتفرغ للمهمة الجديدة فحسب بل جعلت المبادرة اسما لها وستضم لهيكل ملكيتها شركتي «مصر للاستيراد» و«مصر للتجارة الخارجية» بموجب موافقة الجمعية العمومية للشركة القابضة للنقل البحرى والبرى.
«المال» حاورت المهندس أشرف سعيد العضو المنتدب لـ«جسور» الذى خطفته وزارة قطاع الأعمال من القطاع الخاص للقيام بالمهمة الجديدة، للحديث عن الفلسفة الرئيسية لهذا التغيير الجذرى والعائد المتوقع منه.
وشركة النصر للتصدير والاستيراد تأسست عام 1958 وانتشرت فى ما يقرب من 25 دولة عربية وأفريقية وأوروبية وكانت تمتلك أسطولا بحريا بحمولة 215 ألف طن بعد 6 سنوات فقط من التدشين، وفى أواخر الستينيات انضمت لقائمة أهم 600 شركة على مستوى العالم حسب تقارير وتصنيفات دولية معروفة.
التحول الجديد لـ«جسور» يقوم على أساس تقديم خدمات لوجستية متكاملة للمصدر بحيث يتم توصيل المنتج من المصنع أو التاجر فى مصر إلى الخارج من خلال تعاقد واحد.
المشروع يشمل إطلاق «منصة إلكترونية» أو كتالوج يتضمن المنتجات المحلية القابلة للتصدير، ويتم تسويقها فى الأسواق الخارجية بمعرفة 14 مكتبا تابعا للنصر ، فى دول أفريقية وعربية وأوروبية، على أن تدار تلك المكاتب بمعرفة مختصين أجانب ينتمون لتلك الأسواق على دارية كاملة بكافة تفاصيلها.
شركة النصر ستوفر تلك الخدمات بسعر التكلفة مع هامش ربح يتراوح مابين 3و%5 كعمولة فى حال إتمام الصفقة، إلى جانب إمكانية توفير الخامات أو مدخلات الإنتاج اللازمة من الأسواق الخارجية مع إمكانية تمويلها بضمان أمر التوريد بمعرفة البنوك.
وقف جميع الصفقات التجارية باستثناء الجمال.. ولنا مستحقات بقيمة 200 مليون غير قادرين على تحصيلها
فى البداية، قال العضو المنتدب الجديد لـ«جسور» إنها تلقت تعليمات واضحة من وزارة قطاع الأعمال العام بالتوقف عن إتمام أى عمليات تجارية كانت تقوم بها الفترة الماضية، والتركيز على النشاط الجديد وهو الوساطة والخدمات اللوجستية باستثناء استيراد الجمال من السودان، لأن الشركة لا تتحمل أى أعباء إضافية وتحصل على عمولة قيمتها 20 جنيها عن كل رأس.
وقال إن شركته فشلت فشلا ذريعا فى نشاطها التقليدى (التصدير والاستيراد) ولها مستحقات غير قادرة على تحصيلها قيمتها 200 مليون جنيه لدى عملاء بعضهم فارق الحياة.
وأكد أنه منذ توليه منصبه ويعانى من تحديات وعقبات كبيرة ناتجة عن هذا الفشل وهو ما دفع الوزارة والشركة للتركيز فقط على النشاط الجديد بل وأن أى تشتيت لجهود الإدارة يعتبر إهدارا للمال العام.
وشرح «سعيد» النشاط الجديد لـ«النصر للتصدير والاستيراد» لافتا إلى أنه يستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة التى تمثل %80 من قوة الاقتصاد المحلى ومساعدتهم على الوصول والتواجد فى الأسواق العالمية.
وأوضح أن نافذة جسور تعتمد على محورين رئيسيين الأول هو تكوين كتالوج إلكتروني متنوع يضم عددا ضخما من السلع القابلة للتصدير والثانى فتح فروع خارجية فى 14 سوقا تم اختيارها بعناية كبيرة بناء على حجم التعاملات التجارية لمصر مع العالم الخارجى.
وأكد أن الخطوة الأولى فى المنظومة تتضمن إدخال بيانات السجل التجارى والبطاقة الضريبة للشركات المحلية على المنصة الإلكترونية للتأكد من أنها تعمل فى الإطار الرئيسى وفقا للتشريعات الحكومية، عقب ذلك يتم إرسال رسالة للعميل بقبوله ويمكنه بعد ذلك رفع صور للمنتجات المتاحة على منصة «جسور».
وأوضح أن شركته ستوفر للعميل خدمات متكاملة تشمل النقل البرى والتجميع والتخليص الجمركى والشحن حتى باب العميل وكل هذه الخدمات بسعر التكلفة، على أن تحصل على عمولة تتراوح مابين 3و%5 فى حال إتمام الصفقة مع إمكانية خفض تلك النسبة إلى %1 فقط فى بعض السلع ذات الهامش الربحى الأقل.
ولفت إلى أن «جسور» ستوفر لعملائها خدمة توفير المواد الخام بأسعار تنافسية من الأسواق الخارجية بل وإتاحة الفرصة للحصول على تمويل من بعض البنوك لشراء تلك المستلزمات.
وكشف عن الاتفاق مع بنوك الأهلى المصرى والتجارى الدولى والقاهرة لتمويل التجار لتوفير مستلزمات الإنتاج لتوفير السلع اللازمة لإتمام الصفقات التصديرية على أن يتم التمويل بضمان أوامر التوريد.
وتستهدف “ جسور “ جذب مابين 3000 و5000 عميل لمنصتها بحلول سبتمبر المقبل وجار عقد ورش عمل مكثفة مع كل من اتحاد الصناعات المصرية والغرف التجارية والهيئة العربية للتصنيع وكذلك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية حول كيفية التسجيل واستخدام المنصة الجديدة، وفقا لما كشفه العضو المنتدب للشركة.
وأكد “سعيد” أن شركته لا يهمها الربحية المباشرة من المشروع بقدر تحقيق الهدف الأكبر وهو زيادة الصادرات المصرية وتحقيق مستهدفات الدولة بالوصول إلى 100 مليار دولار صادرات.
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد أيضا زيادة حملات التوعية بالمبادرة للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال دعاية ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعى والإذاعة.
التعاقد على مقر فى «الصين».. واستخدام مكاتب «دبى» و«فرنسا» و«السودان»
وأكد أن الشركة من المقرر أن تبدأ بـ 6 أفرع فى سبتمبر المقبل تضم الصين وفرنسا والسودان والكاميرون وغانا ودبى، مشيرا إلى أنه تم التعاقد على أول مكتب فى بكين وجار إنهاء كافة الإجراءات الخاصة به.
وتابع إن شركته ستعتمد على مبنى مملوك لإحدى الشركتين اللتين سيتم دمجهما فى النصر لاستغلاله كفرع فى دبى، مشيرا إلى أنه جار تجهيز وفرش مكتب تابعة فى فرنسا لتحويله إلى فرع هناك ونفس الأمر بالنسبة للسودان والكاميرون وغانا وجميعهم فى أماكن مميزة فعلى سبيل المثال فرع غانا سيكون فى نفس الفيلا المتواجد بها مقر شركة مصر للطيران وبالتالى سيكون فرعا مميزا.
وأضاف أن المرحلة الثانية ستشمل فتح 8 فروع فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وماليزيا وألمانيا وروسيا والهند والمغرب وجنوب أفريقيا مع التأكيد أن كل فرع سيخدم أكثر من دولة.
وقال «سعيد» إن شركته ستعتمد على مدراء أجانب لإدارة الـفروع الجديد وسيتم اختيارهم بمعرفة لجنة وفقا لمعايير صارمة لن يتم التهاون فيها بأى شكل باعتبارهم «الحصان الأسود» الذى سيتم الاعتماد عليه للترويج للمنتجات المصرية.
وأكد أن «جسور» ستوظف المدراء بمرتبات جيدة مربوطة بمستهدفات عالية، بحيث يتم تحقيق أكبر عائد ممكن منهم.
دراسة عن العوائد المتوقعة للمشروع خلال 5 سنوات.. وهدفنا الرئيسى تنشيط المبيعات
وكشف «سعيد» عن تلقى تكليف من وزير قطاع الأعمال العام، بوضع خطة بمستهدفات المشروع لمدة 5 سنوات، على أن يتم الانتهاء منه وعرضه خلال الأيام القليلة المقبلة.
فى السياق ذاته، قال «سعيد» إن شركته ستساهم بنسبة %20 فى هيكل ملكية شركة «إيفرجيت» برأسمال 10 ملايين دولار، بمشاركة بنوك محلية بحصة مماثلة للنصر و%40 لشركة أوراسكوم و%10 لمستثمر محلى وجار البحث عن شريك للمساهمة بالنسبة المتبقية والبالغة %10.
وأضاف أن «إيفرجيت» ستقوم بدور الوساطة والخدمات اللوجستية فى منطقة غرب أفريقيا باعتبارها من المناطق الواعدة، وستستفيد من الخدمات التى ستقدمها منصة «جسور» كباقى العملاء ومن الممكن أن تعتمد على فروع شركة النصر فى منطقة غرب أفريقيا، على أن يتم وضع خطة عملها بمجرد تعيين مجلس إدارة ورئيس تنفيذى.
ووقعت «النصر للتصدير» عقدا مع شركة «أجيليتى مصر» للملاحة والشحن، لإدارة وتشغيل سلسلة الخدمات التى يقدمها مشروع جسور من تجميع وتخليص جمركى ومخازن.
وأوضح «سعيد» أن العقد يمتد لمدة ثلاث سنوات ويشمل تدريب الكوادر الإدارية فى جسور ونقل خبرة «أجيليتى» ومعرفتهم لهم.
لأول مرة نضع موازنة لجميع الفروع..وأظهرت خسائر بقيمة 72 مليون جنيه
فى سياق متصل، كشف عن الانتهاء من وضع ميزانية للشركة لأول مرة تشمل المركز الرئيسى والفرع التابع وأظهرت تحقيق خسارة بقيمة 72 مليون جنيه خلال الفترة من 2011 حتى 2020.