محمد عبد السند
تترقب أسواق النفط تصاعد حدة الاضطرابات في مضيق هرمز، مع تبادل إيران والولايات المتحدة الأمريكية التصريحات النارية، في خطوةٍ قد تؤدي إلى نشوب صراع عسكري محتمل بعد ساعات من استيلاء سلاح الحرس الثوري الإيراني على حاوية نفطية واحتجاز طاقمها المكون من 12 فردًا أمس الأول الخميس، أسقطت مدمرة أمريكية طائرة “مسيرة” في مضيق هرمز، بعد شهر تقريبًا من إسقاط طهران طائرة “مسيرة” أمريكية كانت تحلق فوق المضيق الحيوي.
ويبدو أن نشوب صراع مسلح بين واشنطن وطهران بات وشيكًا، لكن أسواق النفط لا تكترث بما يحدث في مضيق هرمز حتى الآن.
وسيعرقل تصاعد التوترات فى مضيق هرمز الملاحة في أهم مجرى مائي لمرور شحنات النفط الخام في العالم.
وارتفعت الأسعار فى أسواق النفط بمقدار 0.60 دولار، لكنها لا تزال غير كافية لحماية الأسعار من الانخفاضات الشهرية.
ارتفاع أسعار البترول بعد تدمير طائرة مسيرة إيرانية
وزادت أسعار البترول في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تدمير طائرة مسيرة إيرانية” في الخليج.
ونشرت مجلة “فوربس” الأمريكية أن تلك الحوادث البحرية تبدو محاولات من طهران لإظهار قدرتها على تعطيل الملاحة بمضيق هرمز.
وتأتى تلك الحوادث في إطار ردود فعلها الانتقامية ضد استراتيجية “الضغوط القصوى” التي تمارسها عليها إدارة ترامب.
وتتضمن تلك الإستراتيجية فرض عقوبات على قطاع الطاقة في البلد الشيعي، ومؤسساته المالية، وكذا الكيانات التي تشتري النفط الإيراني.
وتواصل الصين استيراد حوالي 200 ألف برميل يوميًّا من الخام الإيراني، في تحدٍّ للعقوبات الأمريكية.
ويخاطر النظام الإيراني الذي يهدد مرارًا بغلق مضيق هرمز، ضمن ردود أفعالها الانتقامية للعقوبات بإشعال فتيل حرب مع واشنطن.
وتهدف طهران إلى مواجهة واشنطن؛ بهدف تجاوز معضلتها الاقتصادية، وكسب الدعم الوطني في الشارع الإيراني.
لكن ربما لا يدرك النظام الإيراني، كغيره من الأنظمة الديكتاتورية في الماضي، مثل سلوبودان ميلوسوفيتش، المخاطر المترتبة عن تلك الخطوة.
ولن تترد واشنطن وحلفاؤها عند نشوب صراع مسلح مباشرة مع طهران، في سحق القوات المسلحة الإيرانية التقليدية، وأهدافها الحيوية.
ومن المتوقع أن يكون تدمير القوات المسلحة الإيرانية في غضون أسابيع، إن لم يكن أيام.
ومع ذلك فلن يمنع ذلك من تعريض حلفاء أمريكا ومصالحها بالمنطقة للخطر، ناهيك عن التداعيات الكارثية الأخرى بالاقتصاد العالمي المتباطئ.
وبالطبع يمكن أن تنتشر الأعمال العدائية من مضيق هرمز إلى أماكن أخرى في منطقة الخليج.
كما يمكن أن تندلع الحرب الإقليمية دون غلق إيران المضيق أولًا، وعندئذ فإن إنتاج النفط والغاز والتصدير قد يتعرض لأضرار كبيرة.