واصل اليوم السبت عمال الإنقاذ في مناطق بغرب ألمانيا اجتاحها الفيضان البحث عن ناجين ولا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين وفقا لتقديرات الشرطة اليوم التى تؤكد أن ما لا يقل عن 133 شخصا لاقوا حتفهم في فيضان أمس الجمعة من بينهم 90 في منطقة أرفيلر جنوبي كولونيا، بينما ظلت مستويات المياه مرتفعة في العديد من المناطق واستمر انهيار المنازل في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها المدن والقرى الألمانية منذ أكثر من 50 عاما.
وأدى فى ألمانيا لنقل 700 من السكان فى ساعة متأخرة أمس الجمعة بعد انهيار سد ببلدة فاسنبرج بالقرب من كولونيا.
وأدت الفيضانات، التي اجتاحت ولايتي راينلاند بالاتينات ونورد راين فستفاليا الأيام القليلة الماضية، لقطع الكهرباء والاتصالات عن مناطق سكنية بأكملها.
وذكرت وكالة يورونيوز أن الفيضانات اجتاحت مناطق في بلجيكا وهولندا ومازال مئات المفقودين جار البحث عنهم في دول بأوروبا الغربية.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي، ألكساندر دي كرو أن العشرين من يوليو سيكون يوم حداد وطني على ضحايا الفيضان.
وقال دي كرو، إن عدد القتلى تجاوز 20 ضحية وأن هناك عشرات المفقودين بسبب الفيضانات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد.
وتتوقع السلطات الحصيلة النهائية ارتفاعها بسبب الفيضان الضخم الذي يضرب شرق وجنوب البلاد والذى يعد أسوأ ماعرفته بلجيكا إطلاقاً.
وتجاوز عدد قتلى الفيضان المدمر بأوروبا 118 شخصا أمس معظمهم بغرب ألمانيا وما زالت فرق الطوارئ تبحث عن المفقودين.
الفيضان فى ألمانيا أدى لانزلاق كبير فى التربة
ولقي عدة أشخاص حتفهم بألمانيا لانزلاق كبير للتربة بسبب الأحوال الجوية السيئة وجرف منازل بمنطقة غير بعيدة عن مدينة كولونيا.
وما زال مئات الأشخاص مفقودين وارتفع عدد القتلى ببلجيكا وبقاء أكثر من 21 ألف شخص بدون كهرباء في منطقة واحدة.
وهطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا تسببت فى سيول شديدة بالعديد من المناطق وإجلاء الآلاف في مدينة ماستريخت الهولندية.
وبدأ الوضع يعود لطبيعته شرق فرنسا بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة، خصوصا بالألزاس ومن المرتقب تحسن الوضع قريبا.
وتسببت الأمطار الغزيرة والفيضان في حدوث اضطرابات في النقل النهري والسكك الحديد في شرق فرنسا في الأيام الأخيرة الماضية.
لكن حصيلة القتلى في ألمانيا ما زالت الأعلى بسبب ما وصفت بفيضانات الموت بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة.
وسبب الفيضان فى ألمانيا أضرارا مادية وزرع رعبا بين السكان الذين فوجئوا بالفيضان الضخم الذى أغرق العديد من المدن والمناطق.
ودعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى معركة “أكثر حزما” ضد ظاهرة تغير المناخ في ضوء الفيضانات المدمرة غرب البلاد.
وقال شتاينماير ببرلين : “لن نتمكن من الحد من الظواهر المناخية القصوى إلا إذا شاركنا في معركة حاسمة ضد تغير المناخ”.
وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بواشنطن مع الرئيس جو بايدن عن خشيتها “من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة”.
ويمكن مشاهدة شوارع ومنازل غارقة تحت المياه وسيارات منقلبة وأشجار مقتلعة بالأماكن التي أغرقها الفيضان وعزل مناطق عن العالم الخارجي.
وانهارت العديد من المنازل بشكل كامل بسبب موجة تسونامي ضربت مدينة آرفايلروتأكد مقتل 24 شخصا على الأقل في أسكيرشن بالشمال.
وقالت ميركل للصحافيين في واشنطن “قلبي مع كل الأشخاص الذين فقدوا أحباء لهم بهذه الكارثة والقلقين على مصير الأشخاص المفقودين”.
ومن المتوقع استمرار هطول الأمطار في أجزاء من غرب البلاد حيث يرتفع منسوب المياه في نهر الراين وروافده بشكل خطير.
ونُشر حوالى ألف جندي للمساعدة بعمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض بالمناطق المتضررة، أما وسط المدينة النظيف والأنيق عادة فتحول لساحة خراب.