شهدت البورصة المصرية، خلال جلسة تداول اليوم، تحولًا ملحوظًا في بوصلة المستثمرين، مع تركيز واضح على أسهم مؤشر “EGX70″، مدفوعة بجاذبية التقييمات وفرص النمو، في مقابل استمرار الضغوط الفنية على مؤشر السوق الرئيسي “EGX30″، وسط أداء عرضي وتراجع نسبي بأحجام التداول.
تشير التحركات الحالية إلى تبدل واضح في ديناميكية السوق، حيث باتت أسهم “EGX70” تتصدر المشهد بدعم من الأفراد وزخم المضاربة، في حين تواجه الأسهم القيادية ضغوطًا فنية تستدعي الحذر، ويظل قرار الفائدة عنصرًا محوريًّا قد يعيد تشكيل الاتجاهات خلال الفترة المقبلة، حال بدأت تداعياته الظهور الفعلي على السيولة والطلب الاستثماري.
أنهت مؤشرات البورصة تعاملات جلسة الثلاثاء على أداء متباين، إذ تراجع “EGX30” بنسبة 0.7% ليغلق عند 30844 نقطة، بينما، ارتفع “EGX70” بنسبة 0.83% ليصل إلى 9112 نقطة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقًا “EGX100” بنسبة 0.46% مسجلًا 12424 نقطة.
اتجهت تعاملات المصريين للشراء بصافي 135.8 مليون جنيه، بينما العرب والأجانب نحو البيع بصافي 4.4 و131.4 مليون جنيه على التوالي.
وتوزعت التداولات على نحو 213 سهمًا، ارتفع منها 108 أسهم، وتراجع 69، بينما حافظ 36 على استقرارها دون تغيير، بقيمة تداول إجمالية بلغت نحو 2.86 مليار جنيه.
توقَّع عدد من محللي سوق المال استمرار الأداء الإيجابي لمؤشر “EGX70” على المدى القصير، مع استهداف مستويات 9600 ثم 9800 نقطة، بدعم من الزخم الشرائي في الأسهم الصغيرة والمتوسطة، والتي لا تزال تحظى باهتمام الأفراد الباحثين عن فرص سريعة للنمو والمضاربة.
وأكدوا أن التأثير الإيجابي المتوقع لقرار خفض الفائدة قد يظهر تدريجيًّا، خلال الأسبوع المقبل، ما قد يعزز فرص الصعود للمؤشر الثلاثيني، حال عودة المؤسسات وازدياد القوة الشرائية.
أوضح محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا للاستثمارات المالية، أن الاتجاه الصاعد لمؤشر “EGX70” يعكس تحولًا واضحًا في اهتمام المستثمرين، ولا سيما الأفراد، الذين استحوذوا على أكثر من 70% من إجمالي التداولات في الجلسات الأخيرة، في ظل غياب نسبي للمؤسسات بسبب كثرة الإجازات.
وأشار إلى أن أسهم السبعيني لا تزال تتمتع بجاذبية قوية من حيث التقييمات السعرية وفرص النمو المستقبلية، ما يجعلها الخيار المفضَّل للمضاربين والمستثمرين الأفراد، خاصة في ظل غياب محفزات كبرى لدى الأسهم القيادية المُدرَجة ضمن مؤشر “EGX30”.
ورغم قرار البنك المركزي خفض أسعار الفائدة مؤخرًا، أكد حسن أن تأثير القرار لم ينعكس بعدُ بشكل مباشر على أداء السوق، مرجحًا أن يبدأ الأثر الفعلي الظهور خلال الأسبوع المقبل، مع تحسن مستويات السيولة وتوسيع القاعدة التمويلية للمستثمرين، وهو ما قد يدعم النمو والربحية على المدى المتوسط.
في المقابل، حذّر باسم أبو غنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة عربية أون لاين، من إشارات فنية مُقلقة على مؤشر EGX30، بعد كسره مستوى الدعم الرئيسي 30800 نقطة، معتبرًا ذلك إشارة سلبية قد تدفع المؤشر لاختبار مستويات دعم تالية عند 30600 ثم 30000 نقطة.
ورغم هذا التراجع، أشار أبو غنيمة إلى أن المؤشر لا يزال يتحرك في نطاق آمن نسبيًّا ما دام قد حافظ على بقائه أعلى مستوى 30 ألف نقطة، مع ترجيحات بظهور قوى شرائية من جديد عند مناطق الدعم قد تعزز فرص الارتداد.
ولفت إلى أن المؤشر السبعيني يختبر حاليًّا مستوى 9000 كنقطة مقاومة ثانوية، بينما تمثل مستويات 8880 – 8900 نقطة دعمًا أوليًّا، تليها منطقة 8000 – 7950 نقطة كدعم ثانٍ.
ونصح أبو غنيمة المستثمرين بتجنب فتح مراكز جديدة في الأسهم القيادية خلال هذه الفترة، مع التركيز على المضاربة السريعة في أسهم “EGX70″، خاصة مع استمرار الزخم الشرائي.
وأوصى بجني جزء من الأرباح عند مستويات 9200 نقطة لمن يحتفظ بمراكز في الأسهم الصغيرة، مع إمكانية الاحتفاظ بجزء آخر في حال استكمال الصعود.