ارتفعت أسعار الوقود لتصل إلى أعلى مستوياتها في تاريخ الهند، مما حفز سائقي الموتوسيكلات، الذي يشيع استخدامها في الهند لدرجة أنها تشكل ما نسبته 70% من الاستهلاك المحلي للبنزين، للتحول إلى نماذج تعمل بالكهرباء، خصوصا وسط تعهد جديد ببلوغ صفر انبعاثات بحلول عام 2070.
التحول إلى الكهرباء في الهند
وفي ظل أسعار الوقود الحالية، فإن الاسكوترات ذات العجلتين وصاحبة أقصى اقتصاد في استهلاك الوقود تستهلك بنزين بأكثر من 100 روبية لكل 100 كيلو متر، بينما يستهلك الموتوسيكل الكهربائي سدس التكلفة خلال ذات المسافة.
وطرحت شركات مثل هيرو اليكتريك واولا اليكتريك موبيلتي مركبات ذات عجلتين بأسعار تصل إلى ألف دولار
وتشكل المركبات ذات العجلتين ما نسبته 80% من مبيعات المركبات في الهند التي تتسم بشبكة مواصلاتها عامة متهالكة بجانب أن أسعار السيارات الخاصة تتخطى قدرة الكثيرين على شرائها.
واستنادا إلى هذا الوضع، تتوقع وكالة بلومبرج أن تشكل الموتوسيكلات والاسكوترات الكهربائية ما نسبته 74% من جميع تلك المركبات بحلول عام 2040، صعودا من 1% حاليا.
وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة كوب26 المعنية بتغير المناخ أن الهند التي تعد ثالث أكبر مطلق للكربون في العالم ستصل إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2070. ومن المتوقع أن يضخ هذا الإعلان حياة جديدة في جهود التحول إلى الكهرباء.
وبرغم هذا، تعاني البلاد من نقص البنية التحتية لشبكة الشحن على المستوى القومي. وتتضاءل كثيرا المحفزات المقدمة للمستهلكين لحثهم على التحول إلى الكهرباء – نحو 15 الف روبية لكل كيلو متر – مقارنة بالمعايير الدولية. ولا تتوفر بجانب هذا مسارات خاصة بالموتوسيكلات الكهربائية مثل تلك المتوفرة في الصين التي تتيح لسائقي الموتوسيكلات استخدام مسارات الدراجات.
مبيعات مقارنة بتلك الخاصة بالمركبات التي تعمل بالبنزين
ويتطلب تحقيق مستهدف الهند توفير تريليونات الدولارات، بجانب أن حكومة مودي لم توضح كيفية جمع الأموال اللازمة.
وباعت شركة هيرو اليكتريك نحو 54 ألف وحدة العام المنتهي في مارس، محققة زيادة بأكثر من الثلث مقارنة بجميع المركبات ذات العجلتين التي تم شرائها خلال تلك الفترة. وبرغم هذا تشكل هذه المبيعات نسبة ضئيلة من ال15 مليون وحدة من المركبات المباعة التي تعمل بالبنزين.
ويتم تزويد الاسكوتر الذي تبيعه شركة أولا بشاحن لتيسير الشحن من المنزل، بينما يتم تزويد الاسكوتر الذي تبيعه شركة هيرو ببطارية قابلة للنقل.
لكن الهند تفتقد للبنية التحتية اللازمة لشحن المركبات أثناء سيرها على الطرق السريعة مما يجعلها متخلفة عن الصين أو الاقتصاديات الغربية.
وقال وزير البترول الهندي سنغ بوري الأسبوع الجاري إن شركات البترول الهندية ستقيم محطات شحن في المدن الرئيسية وعلى الطرق السريعة.
وبدأت بالفعل معامل التكرير الهندية في التحول بعيدا البنزين والديزل، ومن المتوقع أن تتسارع الجهود صوب هذا الاتجاه بعد التعهد الذي قطعه مودي على نفسه.