شهدت أسعار النفط مزيدا من التراجع اليوم الإثنين، مع فشل خفض طارئ من مجلس الاحتياطي الفيدرالى الأمريكى لأسعار الفائدة، فى تهدئة أسواق المال العالمية المصابة بالهلع ، جراء تسارع انتشار وباء كورونا القاتل ، بينما تُضاف حرب الأسعار بين كبار المنتجين إلى وفرة الإمدادات.
وذكرت وكالة رويترز أن خام برنت تراجع 2.07 دولار ليسجل 31.78 دولار للبرميل.
حيث يواصل تراجعا بنسبة 25 % سجله الأسبوع الماضي في أكبر هبوط أسبوعي منذ عام 2008.
وتراجع الخام الأمريكي 1.38 دولار إلى 30.35 دولار للبرميل بعد أن هبط لما دون الثلاثين دولارا للبرميل في وقت سابق من الجلسة.
على الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجى “عن آخره” فى أكبر مستهلك للخام فى العالم .
وقال أحد المحللين “بينما يساعد ذلك بشكل هامشى ، فإن السياسة المتعلقة (بالاحتياطي البترولي الاستراتيجى ) تتضاءل”.
وذلك” مقارنة مع سوق مبتلى بفيروس كورونا وهو أثر يقاس بالشهور ومقارنة بحرب أسعار من المتوقع أن تستمر لعدة فصول أو أكثر”.
وأوضح أن مخزونات الاحتياطي البترولى الاستراتيجى تبلغ 634 مليون برميل، وهو ما يقل بنحو 80 مليون برميل فقط عن الطاقة الاستيعابية.
حيث تبلغ 714 مليون برميل ، وعمليات الشراء من الحكومة لن تسحب سوى فائض عالمي لمدة نحو 20 يوما وهو ما تقدره آر.بي.سي بأنه يبلغ أربعة ملايين برميل يوميا .
الاحتياطى الفيدرالى يعتزم رفع ميزانيته بمقدار 700 مليار دولار
وخفض المركزي الأمريكى النطاق المستهدف لأسعار الفائدة إلى قرب الصفر يوم الأحد في ثاني عملية خفض طارئة هذا الشهر.
وأضاف أنه سيرفع ميزانيته بمقدار 700 مليار دولار على الأقل في الأسابيع المقبلة فى محاولة لتهدئة التوتر فى الأسواق المالية.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط هائلة على جانب الطلب والعرض ، إذ أثرت مخاوف انتشار وباء كورونا سلبا على الطلب.
كما تفاقمت مخاوف زيادة الإمدادات بعد أن رفعت السعودية إنتاجها وخفضت الأسعار لزيادة المبيعات لآسيا وأوروبا.
جاء ذلك بعد أن أخفقت أوبك وروسيا هذا الشهر في تمديد اتفاق لخفض الإنتاج كان يدعم الأسعار منذ 2016.
يذكر أنه رغم انتقاداته المتكررة لـ “نظام الاحتياطي الفيدرالي” قال ترامب:” الاقتصاد سينتعش بشكل “هائل” فور انتهاء الوباء.
ويعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعا ماليا، الأربعاء، في محاولة لإقناع الأسواق والشركات والمستهلكين باستعداده لفعل كل شيء.
وذلك للحد من تأثير وباء كورونا المستجد، رغم أن أدواته ليست مهيأة كما يجب لمواجهة هذا التهديد غير المسبوق.
ومن المنتظر أن يستخدم “الاحتياطي” سلاحه التقليدي لمواجهة الأزمة، والمتمثل في خفض نسب الفائدة كما يتوقع أغلب المحللين.
ويمكن لرئيسه جيروم باول أن يمضي حتى خفض النسبة إلى صفر على غرار عدة بنوك مركزية.
واتخذ الاحتياطي الفيدرالي”، قراره دون انتظار الاجتماع الاعتيادي للجنة المالية، التي عادة ما تتم الثلاثاء أو الأربعاء، خارجا بذلك عن تقليد اعتمده منذ أزمة عام 2008 الاقتصادية.