عززت أسعار النفط الخام مكاسبها لأكثر من 2%، في نهاية تعاملات اليوم الخميس، وسط مخاوف من نقص الإمدادات مع قرب دخول العقوبات الغربية على النفط الروسي حيز التنفيذ.
وتأرجحت أسعار الخام بين الارتفاع والهبوط خلال الجلسة، مع مخاوف نقص المعروض من جهة، والقلق بشأن الطلب على الخام، الذي فاقمته زيادة المخزونات الأميركية من ناحية أخرى.
أسعار النفط الخام اليوم
في نهاية الجلسة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم ديسمبر بنسبة 2.3%، إلى 94.57 دولارًا للبرميل، بعدما هبطت إلى 91.08 دولارًا خلال التعاملات.
وزاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي -تسليم نوفمبر- بنسبة 2.1% إلى 89.11 دولارًا للبرميل، بعد أن تراجع إلى 87.27 دولارًا للبرميل، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كانت أسعار النفط الخام قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 12 أكتوبر، على تراجع بنحو 2% مع مخاوف تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط.
الطلب على النفط
خفضت كل من أوبك وإدارة معلومات الأميركية توقعاتهما للطلب، بينما أثارت زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين مخاوف جديدة بشأن استهلاك الوقود في أكبر دولة مستوردة للخام في العالم.
قال إستراتيجي السوق في منصة التداول عبر الإنترنت آي جي، جون رونغ ييب: “لقد وضع هذا الأسبوع مخاطر النمو مرة أخرى في دائرة الضوء بالنسبة لأسعار النفط الخام؛ إذ ثبت أن الحماس الأولي بشأن تخفيضات إنتاج أوبك+ لم يدم طويلًا وأن المكاسب تتلاشى”.
وأضاف ييب: “في حين أن تخفيضات إنتاج أوبك+ قد توفر حدًا أدنى لأسعار النفط إلى حد ما؛ فإن الاتجاه الصعودي قد يبدو محدودًا؛ لأن الظروف الاقتصادية ستواجه مخاطر مزيد من الاعتدال باعتباره مقايضة لتحركات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة لمواجهة التضخم”.
كما خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط بنحو 470 ألف برميل يوميًا، ليكون من المتوقع نمو الاستهلاك 1.70 مليون برميل يوميًا في العام المقبل.
تخفيضات أوبك
في الأسبوع الماضي، دفعت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا أسعار النفط الخام للارتفاع عندما اتفقت على خفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميًا.
وخفضت أوبك، أمس الأربعاء، توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام بما يتراوح بين 460 ألفًا و2.64 مليون برميل يوميًا، مستشهدة بعودة إجراءات احتواء فيروس كورونا في الصين وارتفاع التضخم.
وقال محللو إيه إن زد ريسيرش: “من المرجح أن يؤدي تزايد مخاوف الطلب وتكثيف مشكلات العرض إلى إبقاء أسعار السلع متقلبة”.
وأضاف المحللون: “لم تكن هناك أي راحة من الصين أيضًا؛ إذ تكثف السلطات إجراءات الإغلاق وسط تزايد الحالات في شنغهاي”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لكل من الإنتاج والطلب في الولايات المتحدة والعالم، وسط توقعات بزيادة بنسبة 0.9% فقط في استهلاك الولايات المتحدة في عام 2023، بانخفاض عن التوقعات السابقة بارتفاع بنسبة 1.7%.
وفي جميع أنحاء العالم، ترى إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الاستهلاك قد يرتفع بنسبة 1.5% فقط، بانخفاض عن التوقعات السابقة لنمو بنسبة 2%.
مخزونات النفط الأمريكية
يسهم تباطؤ نمو الطلب على النفط الخام في زيادة المخزون، إذ ارتفعت مخزونات النفط الأمريكية بنحو 9.9 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 7 أكتوبر، كما زاد مخزون البنزين مليوني برميل، بحسب إدارة معلومات الطاقة.
تتعرض سوق الطاقة لضغوط من الدولار، الذي انتعش على نطاق واسع، مقابل العملات ذات العوائد المنخفضة مثل الين.
أدى التزام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة رفع أسعار الفائدة لوقف التضخم المرتفع إلى زيادة العوائد؛ ما جعل العملة الأميركية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.