شهدت أسعار النفط اليوم الأربعاء تحركات متباينة، حيث حاولت تقليص الخسائر التي تكبدتها في الأيام السابقة بدعم من مؤشرات على شح الإمدادات في الأجل القريب، ومع ذلك، ظلّت الأسعار قريبة من أدنى مستوياتها في أسبوعين، وذلك بفعل الضغوط الناجمة عن التوقعات بتراجع الطلب العالمي على النفط، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 0.2% لتصل إلى 72.03 دولار للبرميل، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة مماثلة لتصل إلى 68.25 دولار للبرميل.
يرجع الارتفاع الطفيف في الأسعار إلى تزايد التنافس بين المشترين على الكميات المتاحة من النفط في السوق الفعلي، مما يشير إلى شح في الإمدادات. ومع ذلك، ألقى ضعف الطلب العالمي، ولا سيما في الصين، بظلاله على معنويات السوق. كما أن غياب تحفيز مالي مباشر من الصين أثار مخاوف بشأن تعافي الطلب على النفط في المستقبل.
وفي خطوة تؤكد المخاوف بشأن الطلب، خفضت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025. ويعزى هذا التخفيض بشكل رئيسي إلى ضعف الطلب في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
من المتوقع أن تنشر وكالة الطاقة الدولية تحديثاً لتوقعاتها بشأن سوق النفط يوم الخميس، مما قد يوفر مزيداً من الوضوح حول آفاق الطلب العالمي.
تتأرجح أسعار النفط حالياً بين ضغوط العرض والطلب. فمن ناحية، يشير شح الإمدادات إلى احتمال ارتفاع الأسعار في المستقبل. ولكن من ناحية أخرى، فإن التوقعات بتراجع الطلب، ولا سيما في الصين، تضع ضغوطاً هبوطية على الأسعار. ومن المتوقع أن تستمر التقلبات في سوق النفط في الفترة المقبلة، مع تترسّخ المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيره على استهلاك الطاقة.