شهدت أسعار النفط انتعاشا فى الأسواق العالمية اليوم الإثنين، معوضا بعض خسائر الجلسة السابقة بدعم الآمال في أن تُبقي أوبك+ على قيود الإنتاج الحالية، مما طغى على بواعث القلق من انكماش الطلب على الوقود جراء تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد وزيادة إنتاج النفط في ليبيا، بحسب وكالة رويترز.
مؤشرا سعر النفط يصعدان
وسجل مؤشرا أسعار النفط عالميا الخامان القياسيان ارتفاعا اليوم الإثنين.
سعر خام برنت يرتفع مسجلا 43 دولارا للبرميل
وارتفعت أسعار النفط بالنسبة للعقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير 54 سنتا بما يعادل 1.3 % لتصل إلى 43.32 دولار للبرميل.
سعر الوسيط الأمريكى خام غرب تكساس يلامس 41 دولارا للبرميل
وصعدت أسعار النفط بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتا أو 1.6 % ليسجل 40.76 دولار للبرميل.
ارتفاع سعر النفط بفضل بيانات الاقتصادين الياباني والصيني
وتدعمت أسعار النفط أيضا بفضل أرقام تُظهر انتعاش ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم، الصين واليابان، وبيانات تفيد أن مصافي التكرير الصينية عالجات المزيد من الخام على أساس يومي في أكتوبر.
وقال هوي لي، الاقتصادي في أو.ٍسي.بي.سي، “الأرقام الصينية تعطي مبررا أساسيا لاستمرار أسعار النفط عند هذه المستويات.”
ارتفاع أسعار النفط أكثر من 8% الأسبوع الماضي
وارتفع كلا العقدين أكثر من 8% الأسبوع الماضي وسط آمال حيال لقاح لمرض كوفيد-19 وأن تبقي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا، على الإنتاج منخفضا العام القادم لدعم سعر النفط عالميا.
وافتتح النفط تداولات الأسبوع بالارتفاع، حيث تتأمل الأسواق أن تستمر أوبك في تطبيق تخفيضات الانتاج المعمول بها حالياً لفترة إضافية خلال عام 2021، إلا أن المخاوف من ضعف الطلب في ضل الموجة الثانية من وباء كورونا ما زالت تضغط على سعر النفط فى الأسواق العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لنفط برنت ، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.98% لتتداول عند 43.20 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ، النوع الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، فلقد قفزت بنسبة 1.32%، لتتداول عند 40.66 دولار للبرميل. وبذلك، تتمسك جميع عقود النفط الرئيسية بالتداول فوق مستوى الـ 40 دولار للبرميل.
توقعات باستمرار تطبيق القيود الحالية على المعروض
وبدأ النفط الأسبوع بهذا الشكل الإيجابي، والتقدم الواضح في الجلسة الآسيوية، وذلك بسبب توقعات المستثمرين بأن يتم الاستمرار في تطبيق القيود الحالية على العرض. ومن المقرر أن تجتمع الدول التي تُشكل منظمة البلدان المصدرة للنفط والدول التي تُعتبر أبرز المنتجين من خارج هذه المنظمة، والذين يشكلون معاً ما يسمى بمجموعة أوبك+، بعد أسبوعين من اليوم، في اجتماع يستمر ليومين لمناقشة السياسات المستقبلية للمجموعة.
وأصبح من المتوقع على نطاق واسع أن تحافظ أوبك+ على تخفيضات الإنتاج الحالية التي تبلغ 7.7 مليون برميل يومياً، والتي دخلت حيز التنفيذ في شهر أغسطس الماضي، وكان مقرراً أن تنتهي مع أخر أيام العام الحالي. ومن المتوقع أن يوفر اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لـ أوبك+، الذي سيجري في وقت لاحق اليوم، واجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، المقرر يوم غد الثلاثاء، المزيد من الوضوح حول نوايا المجموعة.
ومن أخبار العرض كذلك، ذكرت وكالة رويترز في وقت متأخر من الأسبوع الماضي أن إنتاج ليبيا، الدولة العضو في منظمة أوبك، قد وصل الآن إلى 1.2 مليون برميل يومياً، ليرتفع بنحو مليون برميل منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سبتمبر. ولا يوجد أي قيود مفروضة حالياً على انتاج ليبيا غير المشمولة باتفاق أوبك+، وبالتالي تمكنت من زيادة الإنتاج دون خوف من ضغوط المنظمة.
أما في أوروبا، فلقد أعلنت شركة فينشي الفرنسية لإدارة الطرق السريعة عن انخفاض حاد في حركة التنقل منذ أن فرضت البلاد إجراءات الإغلاق الأخيرة، والتي من المقرر أن تبقى سارية المفعول حتى 1 ديسمبر على الأقل. وشوهدت مظاهر أخرى تدل على تراجع استخدام السيارات في معظم الدول الأوروبية الكبرى أيضاً، في ظل الإجراءات الجديدة التي تم فرضها مؤخراً.
وفي تقرير لبنك (آيه إن زي) نقلته رويترز، كتب محللو البنك: “تراجعت حركة المرور على الطرق السريعة في أوروبا بنحو 50% في الأسابيع الأخيرة في بعض البلدان، مثل فرنسا، مع زيادة إجراءات الإغلاق”.
وعلى الجانب الإيجابي، ساعدت تطورات لقاح كورونا في رفع الأسعار الأسبوع الماضي، حيث من المتوقع أن يقدم العديد من صانعي اللقاحات الرئيسيين بيانات عن لقاحاتهم المرشحة في المستقبل القريب.