تتجه أسعار القمح العالمية لتحقيق زيادة شهرية بنسبة 12% في مايو الجاري، وهي أكبر قفزة من نوعها منذ فبراير 2022 عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية.
يأتي ذلك بينما تؤثر عوامل الطقس غير المواتي على المحاصيل، خاصة في روسيا وأوكرانيا اللتان تستحوذان على ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية.
وقد أدى الصقيع غير الموسمي إلى تدمير أفدنة من محاصيل القمح في روسيا، بينما أثر الجفاف على موسم أوكرانيا.
ومع اقتراب موسم الحصاد الذي لم يتبق عليه سوى أسابيع، تتضاءل فرص حدوث انتعاش كبير، وفقا لوكالة بلومبرج.
وتتوقع أوكرانيا أن يبلغ محصولها 19.1 مليون طن من القمح، وفقًا لجمعية الحبوب في البلاد – وهو أقل محصول منذ أكثر من عقد.
وقد شهد جزء كبير من أوكرانيا وبيلاروسيا وجنوب وسط روسيا أحد أكثر المواسم جفافًا على الإطلاق، وفقًا لدونالد كيني من شركة ماكسار.
وسيستمر الطقس الجاف خلال الأسابيع القليلة المقبلة في شرق أوكرانيا والأجزاء الجنوبية الشرقية من المنطقة الوسطى.
وفي الوقت نفسه، قد تعلن روسيا حالة طوارئ وطنية بعد أن دمر الصقيع في الأسابيع الأولى من شهر مايو مئات الآلاف من الهكتارات من المحاصيل، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
وقد خفض المحللون تقديرات الإنتاج لروسيا (أكبر مصدر في العالم) بأكثر من 10% خلال الشهر.
وتقدر شركة Grainrus الزراعية الروسية أن 40% من مساحة القمح الشتوي في منطقة روستوف قد تضررت بسبب الطقس البارد.
وتتوقع الشركة أن تكون المحاصيل أقل بنسبة 20% عن التقديرات السابقة في تلك الحقول في جنوب روسيا، وفقًا لمحللها ميخائيل بيبين.
كما أدت الأخبار الواردة من المنتجين الرئيسيين الآخرين مثل أستراليا التي تتعامل مع طقس جاف، والهند التي قد تتحول إلى مستورد صافي، إلى تعزيز معدل نموا الأسعار أيضًا.
ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ 9 سنوات في الموسم المقبل، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
ويأتي ذلك رغم أن أسعار القمح انخفضت بشكل كبير عن المستويات القياسية التي شهدتها في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حد كبير إلى المحاصيل الروسية الوفيرة المتتالية والإمدادات المرنة من أوكرانيا.
لكن الطقس المتقلب أعاد التقلبات إلى السوق.