صعدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وسط تركيز المتداولين على توقعات زيادة حرارة الطقس خلال الشهر المقبل، والتي من المرجح أن تحفز الطلب رغم استمرار مخاطر العرض.
وارتفعت العقود المستقبلية المعيارية بنحو 4.9%. ومن المتوقع زيادة درجات الحرارة في منطقة شمال غرب أوروبا -التي يوجد بها أكبر مستهلكي الغاز- عن المعدل الطبيعي بحلول منتصف يوليو.
كما يُتوقع بلوغ درجة الحرارة في مدريد 36 درجة مئوية (96.8 فهرنهايت) اليوم وغداً، وفقاً لشركة “ماكسار تكنولوجيز”.
وكتبت شركة “إنرجي دنمارك” في مذكرة: “يبدو أن التركيز يتحول بقوة نحو توقعات الطقس لشهر يوليو، حيث يمكن أن تزيد درجات الحرارة خلاله فوق المعدل الطبيعي في جميع أنحاء أوروبا، ما يزيد من الطلب على الطاقة لأغراض التبريد”.
توقعات زيادة حرارة الطقس
وهناك مخاوف أكبر أيضاً من انقطاع الإمدادات في النرويج، وهي واحدة من أكبر موردي الغاز، حيث تخضع منشآتها لصيانة مطولة.
كما أن أوروبا معرضة للاضطرابات في منشآت الغاز الطبيعي المسال العالمية خلال الصيف، حيث يعتمد العملاء بشكل كبير على الوقود فائق البرودة بعد تضاؤل شحنات الغاز الوافدة عبر خطوط الأنابيب الروسية.
وانخفضت التدفقات إلى مصنع “كوربوس كريستي” للغاز الطبيعي المسال، التابع لشركة “تشينير إنرجي” ، في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، ما يشير إلى وجود مشكلة في المصنع. ولعب الموردون الأميركيون دوراً حاسماً في سد أي ثغرات بالسوق الأوروبية منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
ووصل إجمالي الغاز الطبيعي المسال الوافد للقارة إلى مستويات أعلى بكثير من المعايير الموسمية، رغم تراجع التدفقات في يونيو. كما أن المخزونات أكبر بكثير من المتوسط، ما يوفر حصانة للقارة ضد أي انقطاع في الإمدادات.
وارتفعت عقود الغاز للشهر الأقرب في هولندا، وهي المعيار الأوروبي، بنسبة 1.5% إلى 32.45 يورو للميغاواط/الساعة عند 10:43 صباحاً في أمستردام. فيما ارتفع العقد المعياري المكافئ في المملكة المتحدة بنسبة 1.7%.
تحفيز الطلب
وتركز السوق على ما إذا كان الصيف سيكون حاراً بما يكفي لتحفيز الطلب على الغاز الذي ظل بطيئاً حتى الآن. قالت مؤسسة “بلومبرغ إن إي إف” في مذكرة يوم الإثنين: “ستزيد موجة الحرارة من استهلاك الكهرباء هذا الأسبوع، لكن الطلب الأوروبي على الطاقة لا يزال ضعيفاً في 2023 رغم انخفاض الأسعار”.
وخلال النصف الأول من هذا العام انخفض الطلب على الكهرباء بنسبة 7% مقارنة بتوقعات “بلومبرغ إن إي أف” المعدلة موسمياً، والتي توقعت الاستهلاك بناءً على مستويات درجة الحرارة الفعلية حسب توضيح المؤسسة.
واختتم المحللون أن توليد الطاقة النظيفة يشهد صعوداً متواصلاً، حيث تجاوز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة نظيره من الوقود الأحفوري الشهر الماضي بعد التوسع السريع في سعة الإنتاج.