شهدت أسعار الذهب في مصر هبوطا بشكلا حاد خلال تداولات أمس الجمعة بعد الإعلان عن توقيع صفقة استثمار في رأس الحكمة بين مصر والإمارات بإجمالي استثمارات 35 مليار دولار، الأمر الذي دفع سعر صرف الدولار في السوق الموازي إلى التراجع ليزيد من خسائر الذهب.
وافتتحت أسعار الذهب في مصر عيار 21 الأكثر شيوعاً جلسة أمس عند المستوى 3430 جنيها للجرام قبل أن ينخفض بمقدار 220 جنيها تقريبا ليصل إلى المستوى 3210 جنيهات للجرام منخفضاً بنسبة 7.1%، ليغلق عند هذا الحد في جلسات تداول أمس ومستهل تداول اليوم السبت.
تم الإعلان عن تفاصيل صفقة رأس الحكمة والتي تصل إجمالي استثماراتها إلى 35 مليار دولار، ستحصل مصر على 15 مليار خلال فترة أسبوعين مقسمين إلى 10 مليار دولار سيولة نقدية تحول من خارج مصر، و5 مليار دولار تنازل عن جزء من ودائع الإمارات في البنك المركزي المصري.
الجزء الثاني بقيمة 20 مليار دولار ستحصل عليها مصر بعد شهرين، كما تحتفظ مصر بنسبة أرباح من المشروع تصل إلى 35%، حيث من المتوقع أن تصل الاستثمارات الإمارتية خلال فترة المشروع إلى 150 مليار دولار.
وصدر تقرير عن مؤسسة جولدمان ساكس المالية يوضح أن السيولة الدولارية التي سيتم توفيرها من الشراكة بين مصر والإمارات في مشروع رأس الحكمة سيغطي فجوة التمويل الدولارية في مصر على مدى الأربع سنوات القادمة، وذلك وفقاً لتحليل احتياجات التمويل التي يراها البنك.
وأشار تقرير جولدمان ساكس أن التدفقات من العملات الأجنبية ستوفر للبنك المركزي المصري سيولة كافية لتسوية تراكمات العملات الأجنبية المطلوبة، وتوقع البنك أنه خلال الأيام أو الأسابيع القادمة قد يتم تخفيض سعر الصرف الرسمي.
وجدير بالذكر أن تأثير أخبار صفقة دفعت سعر صرف الدولار في السوق الموازي إلى التراجع بمقدار 5 جنيهات تقريباً، وهو ما كان له أثر سلبي كبير على أسعار الذهب التي تراجعت بشكل كبير كون التسعير الأساسي للذهب يكون من خلال سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
الفترة القادمة قد تشهد زيادة في الطلب المحلي بشكل تدريجي خلال النصف الثاني من شهر رمضان بالتزامن مع فترة الأعياد، وقد يعمل هذا على عودة الأسعار إلى الارتفاع من جديد، فتراجع السعر يظل فرصة لدخول السوق من جديد لأن الذهب يعد ادخار لحفظ قيمة الأموال وليس مضاربة.