ارتفعت أسعار الذهب 1% فى الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، بعد تراجع حاد في الجلسة السابقة مع عودة التركيز إلى احتمال اتخاذ المزيد من تدابير التحفيز النقدي لإنعاش الاقتصاد الأمريكى الذى مازال يعاني من تداعيات تفشى فيروس كورونا المستجد، بحسب وكالة رويترز.
وصعدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 1881.39 دولارللأونصة.
وارتفعت أسعار الذهب بالنسبة للعقود الأمريكية الآجلة 1.3% إلى 1878.70 دولار للأونصة.
وهبطت أسعار الذهب 5.2% أمس الاثنين بعدما قالت شركة Pfizer الأمريكية إن لقاحها التجريبي لمرض كوفيد-19 تتجاوز نسبة فعاليته 90% استنادا لنتائج تجارب أولية.
ورغم أن التفاؤل بشأن اللقاح عزز شهية المخاطرة فإن الضبابية لا تزال تخيم على تداعيات زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة وأوروبا.
ارتفعت الفضة 0.2% إلى 24.12 دولار للأونصة
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.2% إلى 24.12 دولار للأونصة، وربح البلاتين 0.2% إلى 868.45 دولار للأونصة، وصعد البلاديوم 0.3% إلى 2484.67 دولار للأونصة.
وارتفعت أسعار الذهب في التداولات الآسيوية اليوم الثلاثاء، بعد سقوطه المدوي بأكثر من 5% في جلسة أمس الاثنين. وتسبب الإعلان عن نتائج تجارب اللقاح بعمليات بيع كثيفة على المعدن الثمين، حيث رمى المستثمرون الأصول الآمنة، وتوجهوا بسرعة نحو الأسهم.
تحركت أغلب الأسواق العالمية بإثارة كبيرة أمس الإثنين
وتحركت أغلب الأسواق العالمية بإثارة كبيرة أمس الإثنين، من الأسهم في مختلف القارات إلى السلع إلى غير ذلك، بعد أن أعطت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر الأمل للعالم بأن لقاحاً فعالاً قد يكون على الطريق. وبسبب طبيعته كملاذ آمن في أوقات الأزمات السياسية والمالية والـ “وبائية”، كان الذهب أحد أبرز الخاسرين من هذه الأخبار.
وكانت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر قد أعلنت أمس الاثنين أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية (بيو إن تيك) قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90% في الوقاية من فيروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.
وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها شركات الأدوية بيانات ناجحة لتجربة إكلينيكية واسعة النطاق للقاح كورونا، وهو ما يعطي الأمل بأنهاء هذا الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن.
وستسعى الشركتان للحصول على موافقة الهيئة التنظيمية المختصة (إدارة الغذاء والدواء FDA في الولايات المتحدة) بحلول نهاية شهر نوفمبر الحالي. كما أعلنت أنها تخطط لتصنيع وتوزيع 1.3 مليار جرعة لقاح بحلول نهاية العام القادم.
هرع المستثمرون إلى الأسهم وتركوا الملاذ الآمن وراءهم
وفي ظل هذه الأخبار المثيرة، هرع المستثمرون إلى الأسهم، وتركوا الملاذ الآمن ورائهم، وهو ما تسبب في هبوط أسعار الذهب بنحو 100 دولار خلال ساعات قليلة. وتسببت الأخبار في ارتفاعات مذهلة في أسعار أسهم بعض القطاعات التي تضررت كثيراً من الوباء، مثل الترفيه والسياحة والسفر.
وتعليقاً على ذلك، قال المحلل إدوارد مويا، كبير محللي السوق في منصة التداول (أواندا)، في حديث له مع رويترز، أن الأخبار “تجاوزت حقاً أفضل السيناريوهات بالنسبة للجميع. كان هنالك توتر متزايد من أننا قد لا نحصل على نتائج قوية للقاح، لذلك أطلق هذا الإعلان العنان لشراء الأصول الخطرة، وتسبب بنزوح جماعي للمستثمرين، بعيداً عن أصول الملاذ الآمن”.
ولكن، عندما افتتحت الأسواق جلسة تداول اليوم في آسيا، دبت الحياة في ثيران الذهب، بعد أن وصلت عمليات البيع الكثيفة إلى القاع، فتعافت أسعار الذهب من بعض خسائرها.
وكان هنالك أيضاً أسئلة حول الاطار الزمني لتأثير اللقاح الجديد، والقدرة على توفيره بكميات كافية في المستقبل القريب، ومدى سلامته، وهي أسئلة لم تتم الإجابة عنها حتى الآن، وهو ما تسبب في إطفاء بعضاً من لمعان الأسهم واصول المخاطر الأخرى.
وبخصوص ذلك، قال مويا: “لا يزال الاقتصاد بحاجة إلى الكثير من الدعم، وسيتم توفير 50 مليون جرعة لقاح فقط في البداية، لذلك نحن لم نتخط موضوع الفايروس بعد، وستتزايد الدعوات للتحفيز”.
وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، روبرت كابلان، قد قال في كلمة ألقاها أمس الاثنين إنه على الرغم من تعافي الاقتصاد الأمريكي من الانكماش التاريخي، فإن عودة ظهور حالات الإصابة يشكل مخاطر سلبية. أما رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، فلقد قالت في كلمة منفصلة، أنه لا يزال هنالك حاجة لبرامج الإقراض الطارئة التي وضعها الاحتياطي الفيدرالي أثناء الوباء.
وتعليقاً على ذلك، قال ستيفن إينيس، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في شركة أكسي للخدمات المالية: “ما زلت أعتقد أن هنالك المزيد من أموال التحفيز على الطريق، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة منخفضة، في حين أن اللقاح سيوفر ذلك الدافع الانكماشي … ولهذا السبب لا تزال الأسواق متمسكة بالذهب”، وهو ما ينعكس على أسعار الذهب عالميا.