سجلت أسعار الذهب اليوم في مصر تراجعا مفاجئا في جلسة اليوم بعد أيام من الارتفاعات فى سعر جرام الذهب والتي بدأت منذ بداية شهر مارس، لتعاود الهبوط على خلفيه انخفاض أسعار الأونصة عالميا بشكل كبير نتيجة قوة الدولار الأمريكي وإعلان البنك الفيدرالي عن مواصلة رفع الفائدة.
وشهد سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر طلبا ومبيعا انخفاضا اليوم بقيمة 30 جنيها ليبلغ 1815 جنيها بينما تراجع سعر الجنيه الذهب إلى مستوى 14560 جنيها، فيما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 1556 جنيها.
وفي السياق ذاته، ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم ليسجل 30.88 جنيه لكل دولار، ليرتفع بمقدار 5 قروش مقارنة مع سعر أمس، ليستمر الارتفاع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ، وهو ما قد يساهم في ارتفاع أسعار الذهب اليوم في مصر.
وكشفت بيانات البنك المركزي المصري عن تراجع في قيمة الذهب المدرج باحتياطي النقد الأجنبي خلال شهر فبراير لأول مرة منذ سبتمبر الماضي، ليسجل احتياطي الذهب 7.372 مليار دولار مقارنة مع 7.773 مليار دولار خلال شهر يناير الماضي، فيما ارتفع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لتصل إلى 34.352 مليار دولار حتى نهاية فبراير الماضي مقارنة مع 34.224 يناير الماضي.
وتتداول أسعار الذهب العالمية عند أدنى مستوياتها في أسبوع خلال جلسة اليوم الأربعاء، وذلك بعد انخفاض حاد في أسعار المعدن النفيس أمس عقب شهادة محافظ البنك الفيدرالي جيروم باول التي دفع الدولار وعوائد السندات الحكومية إلى مستويات قياسية،
وشهد سعر الذهب تحركات ضعيفة ومحدودة اليوم حول المستوى 1814.0 دولار للأونصة وفقا لسعر الذهب الفوري، بعد أن سجل أدنى مستوى في أسبوع عند 1809.31 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أداء سلبي كبير يوم أمس حيث انخفض سعر الأونصة بنسبة 1.8% لتفقد سعر الأونصة 33 دولارا.
يذكر أن الانخفاض الذي سجلته أسعار الذهب العالمية أمس هو أكبر انخفاض يومي منذ شهر تقريبا، ليمحو الذهب المكاسب التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، وتعود الأسعار إلى اختبار مناطق الدعم فوق المستوى 1800 دولار للأونصة.
وفي المقابل حقق الدولار الأمريكي قفزة في تداولاته مقابل سلة من العملات الرئيسية، فقد ارتفع مؤشر الدولار اليوم وسجل أعلى مستوى منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي عند 105.85 وذلك بعد ارتفاع قياسي أمس بنسبة 1.2%.
الانخفاض الحاد في أسعار الذهب وارتفاع مستويات الدولار جاء بعد شهادة محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول النصف سنوية أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، والتي أظهر خلالها استمرار التركيز الكبير من قبل البنك الفيدرالي مع مستويات التضخم التي أظهرت قوتها واستقراراها خلال بيانات شهر يناير الماضي.
وقال جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إن أسعار الفائدة من المرجح أن ترتفع أكثر من توقعات الأسواق وأن البنك قد يلجأ إلى زيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة من جديد خلال اجتماعه المقبل في 21 – 22 مارس الجاري، وأن المستوى النهائي لأسعار الفائدة سيكون أعلى من توقعات البنك السابقة وأعلى من توقعات الأسواق.
من جهة أخرى، كرر محافظ الفيدرالي رفضه لفكرة رفع مستهدف التضخم لدى البنك الفيدرالي ليصبح أعلى من 2%، وأكد أن هذا المستهدف كان في السنوات الماضي عاملا رئيسيا في إبقاء التضخم منخفضا في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الحفاظ على هذا الهدف عند المستوى الحالي من شأنه أن يساعد في جهود صانعي السياسة لخفض ضغوط الأسعار المرتفعة.
وتتسبب أسعار الفائدة المرتفعة في إضعاف جاذبية الذهب لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصل الذي لا يحمل أي فائدة مثل الذهب، وفي المقابل نجد انتعاشا في أسواق السندات الحكومية وبالتبعية ارتفاع كبير في مستويات الدولار مقابل العملات الرئيسية.