تشهد أسعار الدولار أمام الجنيه في التعاملات الصباحية للبنوك المصرية ليوم الخميس 19- 3- 2020، استقرارًا لليوم الخامس على التوالي.
يأتي ذلك بعدما ارتفعت أسعار الدولار أمام الجنيه خلال تعاملات الأحد الماضي بنحو 3 قروش دفعة واحدة مع احتدام أزمة كورونا وتأثيرها على تدفقات العملة الأجنبية.
ويسجل متوسط سعر الدولار 15.69 جنيه للشراء، و15.79 جنيه للبيع، وفقًا لبيانات البنك المركزى.
ورغم الزيادة في سعر الدولار محليًّا فإن الجنيه كان قد حقق مكاسب بنحو 2.5% من قيمتها منذ بداية العام الحالي.
جدول يوضح سعر الدولار
توقعات بهبوط إيرادات السياحة
وتوقّع محللون أن تهبط تدفقات العملة الأجنبية، وعلى رأسها السياحة، في ظل انتشار كورونا العالمي وإغلاق العديد من الدول مجالها الجوي وحدودها لتأمين مواطنيها.
كانت الحكومة المصرية قد أعلنت أغلاق المجال الجوي المصري تمامًا أمام الرحلات الخارجية، تزامنًا مع زيادة عدد المصابين بكورونا في مصر.
والقرار الذي يستمر لمدة أسبوعين قابل للزيادة تحوطًا ضد انتشار كورونا، يعزز من توقعات المحللين التي أشارت إلى أن موسم السياحة سيخسر عام استثنائي بعدما كان متوقعًا وصول إيرادات العام الحالي لنحو 14 مليار دولار تقريبًا، وهو ما سيَحرم ميزان المدفوعات من حصيلة ضخمة.
وقال محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة بنك قناة السويس والخبير المصرفى، إنه لا بد من التعامل مع الأمور بواقعية، وأن نتقبل التأثيرات المحتملة للآثار التى ربما يخلفها فيروس كورونا على مستوى العالم، كما تقبلنا تأثيرات برنامج الإصلاح الاقتصادى فى نوفمبر 2016 من هبوط قيمة الجنيه وارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
وأضاف أن تأثيرات فيروس كورونا على العالم ربما تجعل مؤشرات الاقتصاد المصرى تأتى عكس التوقعات، وتابع أنه خلال الفترة الأخيرة هبط سعر الدولار بشكل مستمر نتيجة زيادة المعروض مقابل انخفاض الطلب، لكن الفترة المقبلة ربما نشهد ارتدادًا لسعره ليرتفع مقابل الجنيه.
خفض أسعار الفائدة
وبعدما قرر البنك المركزي بالأمس خفض أسعار الفائدة في اجتماع استثنائي بنسبة 3% دفعة واحدة لتسجل 9.25% للإيداع و10.25% للإقراض، فإن المحللين عززوا توقعاتهم بزيادة وتيرة خروج الأجانب من أدوات الدين الحكومية، الذين يخرجون بالفعل متأثرين بكورونا، ومن ثم ارتفاع توقعات زيادة سعر الدولار أمام الجنيه.
الدولار عالميًّا
ويلقي فيروس كورونا المستجد الذي يحدث فزعًا في الأسواق العالمية، بظلاله على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، وكان قد عزز مكاسبه أمام العملات الرئيسية مرتفعًا بنسبة 1% خلال تعاملات يوم الجمعة الماضى فقط، بينما بلغت مكاسب العملة الأمريكية نحو 2.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضى.
ثم انخفض الدولار أمام مجموعة واسعة النطاق من العملات، يوم الاثنين، بعد أن خفض البنك المركزى الأمريكى أسعار الفائدة مرة أخرى بشكل مفاجئ، واتخذت بنوك مركزية كبرى خطوات للتخفيف من نقص الدولار وتوفير سيولة إضافية.
وتتنامى الضغوط على البنوك المركزية للتدخل لإعادة الهدوء للأسواق المالية التي اضطربت بفعل أزمة متفاقمة ناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
وتفتتح الأسواق العالمية تعاملاتها اليوم الإثنين فى ظل قرار الفيدرالى الأمريكى بخفض الفائدة للمرة الثانية فى أقل من أسبوعين فى خطوة استثنائية لدعم الاقتصاد ومكافحة أزمة كورونا، وانخفضت الفائدة إلى ما بين صفر و0.25%.
وقال مجلس الاحتياطى فى البيان ”تداعيات فيروس كورونا ستثقل كاهل النشاط الاقتصادى فى المدى القريب وتفرض مخاطر على التوقعات الاقتصادية. في ضوء هذه التطورات قررت اللجنة خفض النطاق المستهدف.