أعلن المكتب الأمريكى لإحصاء العمل USBLS أن أسعار فى الولايات المتحدة قفزت بما يزيد عن %23 خلال أبريل الماضى بالمقارنة بشهر مارس من هذا العام ليصل سعر الدستة أكثر من 2.5 دولار بسبب انتشار فيروس إنفلونزا الطيور الذى فتك بحوالى %10 من الدجاج البياض أو ما يعادل 29 مليون دجاجة بياضة من إجمالى أكثر من 300 مليون دجاجة عادية ورومية فى أسوأ وباء من نوعه فى تاريخ الطيور الأمريكية.
وصعدت أسعار البيض فى الولايات المتحدة من حوالى 1.5 دولار للدستة فى بداية عام 2020 عندما زهر وباء فيروس كورونا إلى أكثر من 2.5 دولار للدستة بارتفاع يتجاوز %66 مع نهاية الشهر الماضى بسبب ظهور فيروس إلإنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية اللازمة للطيور بسبب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا وهما من أكثر دول العالم تصديرا للمحاصيل الغذائية والأسمدة الزراعية.
وذكرت وكالة بلومبرج أن وباء إنفاونزا الطيور الذى انتشر هذا العام فى المزارع الأمريكية تسبب فى مقتل أكثر من 37 مليون دجاجة سواء تضع بيضا أو لا، نتيجة العدوى الشديدة التى تنقلها فيروسات الطيور مما سيؤدى إلى ارتفاع تكاليف لحوم وبيض الدجاج على المستهلكين فى الولايات المتحدة.
وارتفع معدل التضخم الأمريكى فى شهر أبريل إلى أكثر من 8% ليسجل أعلى مستوى منذ ما يزيد عن 40 عاما فى الولايات المتحدة وزاد مؤشر أسعار المستهلك بالمقارنة بها فى أبريل من العام الماضى وسجلت أسعار لحوم وبيض الدجاج أعلى مستوى من بقية المواد الغذاية.
تفع مؤشر الفاو لأسعار اللحوم بنسبة %2.2 عن الشهر السابق، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً، حيث ارتفعت أسعار لحوم الدواجن واللحوم الكبيرة والأبقار. تأثرت أسعار لحوم الدواجن بسبب تعطل الصادرات من أوكرانيا وزيادة تفشى إنفلونزا الطيور فى نصف الكرة الشمالي. على النقيض من ذلك، انخفض متوسط أسعار لحوم الأغنام بشكل هامشي.
وعلى المستوى العالمى ارتفع مؤشر منظمة الأفذية والزراعة -الفاو FAO – التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ، لأسعار منتجات الألبان بنسبة 0.9٪ على خلفية شح العرض العالمى المستمر حيث استمر إنتاج الحليب فى أوروبا الغربية وأوقيانوسيا فى المسار دون مستوياته الموسمية. ارتفعت أسعار الزبدة العالمية أكثر من غيرها، متأثرة بارتفاع الطلب المرتبط بالنقص الحالى فى زيت عباد الشمس والمارجرين.
وأكدت نيفين دورت رئيسة شركة رول إنشورانس للتأمين على مزارع الدجاج أن جميع شركات التأمين على الحيوانات جمدت حاليا أنشطة بوالص التأمين على مزارع الطيور بسبب الفيروسات الحالية التى نشرت وباء لا يتبع أى نمط من أنماط الأوبئة السابقة فى تاريخ الطيور الأمريكية.
أعلن مجلس الاحتيطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكي) بداية الشهر الجارى عن رفع أسعار الفائدة بحوالى %0.5 فى أكبر زيادة فى أسعار الفائدة منذ أكثر من 22 عاما، بعد زيادتها بنسبة أقل فى مارس الماضى ضمن جهوده المبذولة وسط معركته الحالية لكبح جماح التضخم وارتفاع الأسعار السريع فى المواد الغذائية وخصوصا البيض والدجاج لتمثل زيادة الفائدة أحدث الجهود الأمريكية لاحتواء ارتفاع تكاليف المعيشة التى باتت تؤرق العائلات فى جميع أنحاء العالم.
وتحاول الحكومة الأمريكية تلقيح الدجاج لمكافحة إنفلونزا الطيور القاتلة التى أدت إلى إعدام 22 مليون دجاجة وديك رومى خلال هذا العام للمحافظة على مكانة أمريكا التى تعد ثانى أكبر مصدر للحوم الدواجن فى العالم بإجمالى إير ادات بلغت أكثر من 4.2 مليار دولار العام الماضى.
وتواجه الحكومة الأمريكية هذا العام أسوأ انتشار لوباء فيروس إنفلونزا الطيور المميت والذى أدى إلى تفاقم تضخم تكاليف السلع اليومية التى يواجهها المستهلكون ولاسيما مع ارتفاع التضحم فى أسعار المواد الخام مثل البترول والقمح والذرة والشعير بسبب الحرب الروسية فى أوكرانيا.
ويرى مؤيدو اللقاحات إنها يمكن أن تساعد فى إبقاء الدواجن على قيد الحياة، ومنع الخسائر المالية والسيطرة على تكاليف الغذاء حيث لا يشكل تفشى وباء إنفلونزا الطيور خطراً كبيراً على البشر الذين لا يتعاملون بانتظام مع الدواجن، ولكن له تأثيراً ملحوظاً على الإمدادات الغذائية.
وبدأ انتشار وباء إنفلونزا الطيور على طول الساحل الشرقى الأمريكى ثم انفجر فى جميع أنحاء البلاد لدرجة أن رئيسة قسم الطب البيطرى روزمارى سيفورد أعلنت أن وزارة الزراعة الأمريكية تدرس إمكانية وجود لقاح يمنع انتشار الفيروس بين الدواجن ولكن الباحثين يقدرون أن الأمر يستغرق 9 أشهر على الأقل لتطوير اللقاح.
وكانت وزارة الزراعة الأميركية اكتشفت منذ فبراير الماضى حالات إصابة جديدة بإنفلونزا الطيور فى سرب دجاج تجارى فى ولاية بنسلفانيا وسرب منزلى فى ولاية يوتا لينتشر المرض بعد ذلك فى أكثر من 30 ولاية فى البلاد وأن حالات إنفلونزا الطيور شديدة العدوى ولا امثل مخاوف للصحة العامة.