سجلت أسعار البترول هبوطا للجلسة الثالة على التوالي في أسواق النفط العالمية اليوم الثلاثاء، مدفوعة بعودة المخاوف من عمليات إغلاق جديدة لدى عديد الاقتصادات حول العالم، بسبب تسارع تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وفقا لما أوردته وكالة “رويترز”.
قيود جديدة
ونفذت بلدان في أوروبا والولايات المتحدة وأخرى آسيوية، إجراءات مشددة مرتبطة بالسفر والعبور عبر الحدود، في محاولة لمنع وصول السلالات المتحورة من فيروس كورونا إليها.
كما تأثرت أسعار النفط سلبا، بصعود مؤشر الدولار في السوق العالمية ما يعني ارتفاع تكلفة شراء الخام لدى الأسواق المستهلكة لمصدر الطاقة الأبرز.
وبحلول الساعة 08:10 بتوقيت جرينيتش، تراجعت أسعار البترول بالنسبة للعقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أبريل بنسبة 0.48% أو ما يعادل 27 سنتا إلى 55.45 دولارا للبرميل.
كما تراجعت أسعار البترول بالنسبة للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مارس بنسبة 0.34%، أو بواقع 19 سنتا إلى 52.58 دولارا للبرميل الواحد.
ولم تظهر حتى اليوم أية نتائج دولية بشأن أثر اللقاحات على تراجع نسبة الإصابات، خاصة مع ظهور سلالات أسرع عدوى من السلالة الرئيسية، خاصة تلك المكتشفة في بريطانيا.
قفزة في إصابات كورونا بالصين
وأعلنت الصين عن قفزة في الإصابات الجديدة بكوفيد-19 اليوم الثلاثاء، مما يلقي بظلاله على آفاق الطلب في أكبر مستهلك في العالم للطاقة، والركيزة الأساسية لقوة استهلاك النفط العالمي.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية أمس الإثنين، تسجيل 124 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وقالت اللجنة إنه تم رصد 117 إصابة جديدة بالفيروس محلية، و7 حالات قادمة من الخارج.
وتواجه الصين، التي احتفلت في نهاية هذا الأسبوع الذكرى السنوية لأول إغلاق عالمي لفيروس كورونا في مدينة ووهان بوسط البلاد، أسوأ موجة من الحالات المحلية منذ مارس من العام الماضي.
ضغوط على الأسعار
ويوم الجمعة الماضي، تعرضت الأسعار لمزيد من الضغوط بعد بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت على نحو مفاجئ 4.4 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في الـ 15 يناير الجاري مقابل توقعات بانخفاض 1.2 مليون برميل.
وكشفت بيانات من “بيكر هيوز” أن شركات الطاقة الأمريكية أضافت منصات حفر للتنقيب عن النفط والغاز في الأسبوع المنتهي في الـ 22 يناير وذلك للأسبوع التاسع على التوالي، لكن عددها ما ظل منخفضا 52% مقارنة مع هذا الوقت من العام الماضي، بحسب ما نقلته “رويترز”.
خفض الإنتاج السعودي
وتلقت الأسعار بعض الدعم في الأسابيع الأخيرة من تخفيضات إنتاج إضافية تنفذها السعودية أكبر مُصدر في العالم. لكن المستثمرين يترقبون استئناف محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، ما قد يؤدي لرفع واشنطن عقوبات عن صادرات إيران النفطية، ويعزز الإمدادات.
وقال وزير النفط الإيراني يوم الجمعة الماضي إن صادرات بلاده من الخام زادت في الأشهر القليلة الماضية وإن مبيعاتها من المنتجات البترولية للمشترين الأجانب بلغت مستوى قياسيا مرتفعا على الرغم من العقوبات الأمريكية.