شهدت أسعار البترول فى أسواق النفط العالمية تراجعا اليوم الإثنين بدرجة أكبر عن أعلى مستوى في 11 شهرا الذي لامسته الأسبوع الماضي، منهية موجة صعود بدأت في نهاية أكتوبر بفعل تخفيضات الإنتاج والطلب الصيني المرتفع، في ظل تساؤلات بخصوص اتجاه السوق وسط تنامي الإصابات بفيروس كورونا فى أنحاء العالم، بحسب وكالة رويترز.
تراجع مؤشرا أسعار البترول العالميان
وسجل مؤشرا أسعار البترول عالميا الخامان القياسيان برنت والوسيط الأمريكى تراجعا، حيث انخفضت أسعار البترول بالنسبة لخام برنت 30 سنتا بما يعادل 0.5 % إلى 54.79 دولار للبرميل، بعد هبوطه 2.3 % يوم الجمعة.
أسعار البترول هبطت بالنسبة للخام الأمريكي 21 سنتا أو 0.4 % ليسجل 52.15 دولار
وهبطت أسعار البترول بالنسبة للخام الأمريكي 21 سنتا أو 0.4 % ليسجل 52.15 دولار، بعد أن انخفض 2.3 % في الجلسة السابقة.
وارتفع خاما القياس في الأسابيع الأخيرة، مدعومين بالشروع في التطعيم ضد كوفيد-19 وخفض مفاجئ في إنتاج الخام من السعودية، أكبر مصدر له في العالم، لكن تنامي الإصابات الجديدة في أنحاء العالم يثير شكوكا حيال مدى تماسك الطلب، وهو ما انعمس على أسعار البترول.
وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في أواندا: “مؤشرات القوة النسبية لكلا العقدين بلغت نطاق المغالاة في الشراء، مما ينبئ بتصحيح في الطريق”.
سوريا تعتزم شراء المزيد من النفط الخام
على صعيد آخر، أعلنت سوريا أمس الأحد أنها ستستورد المزيد من النفط الخام لتغطية نقص الوقود الذي تلقي باللائمة فيه على العقوبات الغربية التي عطلت شحنات النفط الإيراني.
وعوض النفط الإيراني سوريا لسنوات عن خسارة إنتاج النفط المحلي الناجمة عن الصراع.
وواجه البلد الخاضع لعقوبات نقصا في الوقود لعدة أشهر العام الماضي مما دفعه إلى توزيعه بنظام الحصص في المناطق الخاضعة للحكومة وإلى رفع الأسعار عدة مرات.
ولم يوضح رئيس الوزراء حسين عرنوس كيف ستوفر بلاده الإمدادات الإضافية لكنه قال إنها استوردت بالفعل 1.2 مليون طن من النفط الخام الإيراني وإن الشحنات كلفتها، بجانب منتجات بترولية أخرى، نحو 820 مليون دولار في الأشهر الستة الأخيرة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس الوزراء قوله إن الوضع زاد سوءا بعد اعتراض سبع ناقلات نفط “بهجمات إرهابية” في عرض البحر وهي في طريقها إلى سوريا، وتأخير اثنتين منها أكثر من شهر في البحر الأحمر.
نقص الوقود فى سوريا يأتي في وقت تعاني فيه من أزمة اقتصادية وسط انهيار العملة
ويأتي نقص الوقود في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية وسط انهيار العملة وتضخم هائل ومصاعب متفاقمة على السوريين المتضررين من سنوات الحرب.
وقال عرنوس إن بلاده تنتج الآن 20 ألف برميل يوميا فقط مع خسارة نحو 400 ألف برميل يوميا من حقول النفط في شمال شرق سوريا الخاضع حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وقال رئيس الوزراء لنواب البرلمان إن سوريا أصبحت تعتمد على واردات النفط وإنها استخدمت قدرا كبيرا من العملة الصعبة لشراء المنتجات البترولية.
وتلقي دمشق باللوم على واشنطن في اعتمادها على الواردات.
خبراء القطاع يقولون إن سوريا باتت أكثر اعتمادا على شحنات النفط الإيراني
ويقول خبراء القطاع إن سوريا باتت أكثر اعتمادا على شحنات النفط الإيراني في السنوات الأخيرة لكن تشديد العقوبات على إيران وسوريا وحلفائهما فضلا عن أزمة في وفرة العملة الأجنبية زادت من صعوبة الحصول على إمدادات كافية خلال العام الماضي.
ويقول رجال أعمال ومصرفيون إن قدرة سوريا على تمويل الواردات تضررة أيضا من الأزمة المالية في لبنان المجاور حيث جمدت البنوك اللبنانية المتضررة مليارات من الدولارات مملوكة لرجال أعمال سوريين.