قال وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز إن بلاده ستحتفظ بمكاسب أسعار السلع الأساسية غير المتوقعة بدلاً من المخاطرة بإنفاقها وزيادة التضخم، مع تزايد المخاوف في كانبيرا بشأن اقتصاد الصين، التي تعد أكبر شريك تجاري لها.
سيكشف “تشالمرز” عن ميزانيته الأولى ليلة الثلاثاء، حيث سيوازن بين الوفاء بوعود الإنفاق التي أبداها حزب العمال إثر فوزه في انتخابات مايو، بينما يكشف عن توقعات اقتصادية متدهورة، بما فيها معدلات التضخم الأعلى لفترة أطول من المتوقع.
الاحتفاظ بمكاسب السلع الأساسية
قال “تشالمرز” في مقابلة أجراها مع “بلومبرج” يوم الأحد، إنه سيعتمد في جزء كبير من زيادة الإيرادات عبر ارتفاع أسعار السلع الأساسية بدلاً من إنفاقها، مضيفاً أنه يريد تجنب تفاقم الضغوط التضخمية. ستراجع وزارة الخزانة إيرادات ضريبية بأكثر من 100 مليار دولار أسترالي (64 مليار دولار أميركي)، مقارنة بالتقديرات المستقبلية.
قال “تشالمرز” في مبنى البرلمان: “لا يمكننا افتراض أن هذه الإيرادات ستظل موجودة إلى الأبد، فهي لا تستطيع تعويض بعض ضغوط الإنفاق الهيكلية الكبيرة المستمرة على الميزانية بالشكل الكافي”.
ستظهر الميزانية أن التضخم بلغ ذروته في الربع الرابع لعام 2022 عند 7.75% كما هو متوقع، لكنه من المرجح أن يظل أعلى في الأعوام المقبلة مما كان متوقعاً سابقاً. في الوقت نفسه، يُتوقع نمو البطالة بوتيرة أسرع في العام المالي 2023-24، لترتفع بذلك إلى 4.5% في المتوسط بسبب تباطؤ النمو العالمي وارتفاع أسعار الفائدة.
تباطؤ كوفيد في الصين
صرّح “تشالمرز” بأنه يشعر “بالقلق” بشأن التباطؤ المتفاقم في الصين، مضيفاً أن نهج “صفر كوفيد” الصارم كانت له عواقب على أستراليا.
ورداً على سؤال مثار بشأن تأثير الصين الهائل على الاقتصاد الأسترالي، ذكر “تشالمرز” إنه منذ أن تولى زمام الأمور الاقتصادية في مايو، كان يناقش مع قادة الأعمال “إعادة التفكير بشأن التأكد من أن أسواقنا متنوعة”.
أضاف: “لذلك أعمل عن كثب مع أرباب العمل الكبار وكبار المصدرين لدينا للتأكد من أنهم حققوا التنوع الصحيح، علماً بأن الصين شريك اقتصادي مهم، ولا فائدة من التظاهر بأمر خلاف ذلك”. وتابع: “الأرقام واضحة جداً” بأن الصين ستكون أكبر شريك تجاري لأستراليا لبعض الوقت.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لأستراليا، قال “تشالمرز” إنه “وقت حاسم” بالنسبة للاستثمار في دول المحيط الهادئ، مضيفاً أن “هناك كثيراً من العمل يتعين إتمامه في المحيط الهادئ”. لم يذكر وزير الخزانة بالضبط المبلغ الذي سيكون في ميزانية منطقة المحيط الهادئ، لكنه أقر بأنه سيقدر بنحو مليار دولار أسترالي.
قال: “لدينا كل هذا من عدم اليقين الجيوسياسي.. إنهم شركاء مهمون ونريد أن تكون أستراليا شريكهم المفضل، وقد قلنا ذلك بصراحة تامة”.
إصلاحات كبيرة
أعرب الوزير عن رغبته في تقديم إصلاحات كبيرة للاقتصاد في فترة ولايته الأولى، سواء فيما يتعلق بالإيرادات والنفقات، لكنه قال إن هذه الميزانية “ستضع جذور” لتحولات سياسية لاحقة.
من المقرر أن تهدف الخطة المالية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التهرب الضريبي للشركات متعددة الجنسيات لتعزيز إيرادات الحكومة، لكن “تشالمرز” أكد لقادة الأعمال الدوليين أن أستراليا لا تزال مكاناً آمناً للاستثمار. وقال “لدينا الكثير في أستراليا”.
بعد سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة في عام 2022 التي أدت إلى انخفاضات سريعة في أسعار المنازل، انتقد القادة الاقتصاديون بنك الاحتياطي الأسترالي لاستخفافه بالتحديات المالية التي تواجه البلاد. كُلف “تشالمرز” بإجراء مراجعة للبنك المركزي، لكنه لم يعلق إذا كان سيعيد تعيين المحافظ فيليب لوي عند انتهاء فترة ولايته الحالية في عام 2023.
فيما يتعلق بذلك، قال “تشالمرز”: “أكن كثيراً من الاحترام له، فقد كان عليه العمل مع مجلس إدارته لاتخاذ بعض القرارات الصعبة للغاية، لذلك أنا لا انتقده أو أشكك في إجراءاته، ولا أستبق قرار إعادة تعيينه”.