شهدت الليرة التركية أمس الثلاثاء تراجعًا قياسيًا متأثرة بعدم التيقن بشأن الضغوط لخفض سعر الفائدة بدرجة أكبر وبارتفاع الدولار بشكل عام، لتصل إلى 9.02 ليرات في التعاملات المبكرة قبل أن يسجل 9.01 ليرات بحلول الساعة 06:06 بتوقيت غرينتش.
وواجهت الليرة التركية انخفاضًا يقارب 18% أمام نظيره الأمريكية منذ بداية العام الجاري 2021، مما فاقم ارتفاع التضخم الذي بلغ 20%..
وسجلت العملة الأمريكية 7 ليرات تركية في 2020، مرتفًا الأمريكي ما يقارب 4 ليرات عن 3.01 ليرة في عام 2016.
وذكرت رويترز يوم الجمعة الماضي -نقلا عن مصادر- أن الرئيس رجب طيب أردوغان يفقد ثقته في شهاب قوجي أوغلو محافظ البنك المركزي بعد أقل من 7 أشهر من إقالة سلفه بسبب تأخر سياسة التحفيز.
وتراجعت الليرة التركية سيؤثر بشكل مباشر على الشركات المستوردة من الخارج، لأنها تدفع مبالغ أكبر مقابل استيراد السلع والخدمات، إضافة إلى ارتفاع الأسعار بالداخل ومن ثم زيادة معدلات التضخم.
وبدأت بالتراجع عقب إعفاء حاكم المصرف المركزي السابق ناجي آغبال من منصبه، بعد نحو أربعة أشهر على تعيينه، وتعيين شهاب قافجي أوغلو خلفًا له، في مارس الماضي.
في يوليو الماضي أبقى البنك المركزي التركي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر الرابع خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية ، بعد ارتفاع الأسعار وضعف الليرة نتيجة تعافي الاقتصاد من عمليات الإغلاق الوبائي.
وأضاف البنك في بيان مصاحب لقراره بشأن معدل الفائدة: “من المتوقع أن يسجل الحساب الجاري فائضا في بقية العام بسبب الاتجاه الصعودي القوي في الصادرات والتقدم القوي في برنامج التطعيم الذي يحفز الأنشطة السياحية
وفي 19 من مارس الماضي، رفع المصرف سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع من 17% إلى 19%، في محاولة لضبط تراجع الليرة أمام العملات الأجنبية.
كما تشير التوقعات بانخفاض الليرة التركية مدفوعة بالتقلبات السياسية التي تشهدها البلاد نتيجة دعوة بعض شخصيات المعارضة التركية إلى إجراء انتخابات مبكرة، والمخاوف من ارتفاع التضخم على مستوى العالم.
كما كان لتوقعات التضخم الأمريكية التي رفعت عوائد سندات الخزانة، ورفعت مؤشر الدولار بما يضغط على عملات الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية.
وفي يونيو الماضي تراجعت العملة التركية تراجعا بأكثر من 4%، إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 8.88 ليرة تركية مقابل الدولار، بعد تصريحات لأردوغان، اعتبر فيها أن بلاده بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة، وأنه تحدث إلى محافظ البنك المركزي بشأن هذه القضية، مما أدى إلى انخفاض الليرة لمستويات قياسية جديدة مقابل الدولار، بحسب وكالة رويترز
وبحسب “رويترز”، تسببت دعوات الرئيس التركي في يونيو المتكررة لخفض تكاليف الاقتراض، وإقالته المفاجئة لآخر ثلاثة محافظين للبنك المركزي التركي، تسببت في تراجع مصداقية البنك بشدة، إذ أن أردوغان كان قد أقال المحافظ السابق المتشدد في المسائل النقدية، ناجي إقبال، في مارس الماضي، مما أدى إلى انخفاض الليرة 12% مقابل الدولار في أسبوع.
في سبتمبر الماضي خفّض البنك المركزي التركي سعر الفائدة 100 نقطة أساس من 19 إلى 18 بالمئة كأول خطوة يتخذها المركزي منذ تولي محافظ البنك الجديد، شهاب قافجي أوغلو منصبه، ما انعكس ذلك على سعر صرف الليرة التركية، إذ تراجعت لتلامس حاجز الـ9 ليرات مقابل الدولار الواحد ثم بلغت ما يقرب من 8.80، بحسب البيانات التي يتيحها موقع”Doviz”.
عقب قرار الخفض قال المركزي التركي إنه تم تحليل عوامل الطلب التي يمكن أن تتأثر بالسياسة النقدية وتطورات التضخم الأساسي، وآثار صدمات العرض