أسامة ربيع: تثبيت رسوم عبور السفن لقناة السويس على ما كانت عليه 2020

قررت هيئة قناة السويس تثبيت رسوم عبورها لتكون نفس رسوم عام 2020 لجذب المزيد من الخطوط الملاحية العالمية

أسامة ربيع: تثبيت رسوم عبور السفن لقناة السويس على ما كانت عليه 2020
نادية سلام

نادية سلام

3:10 م, الأحد, 3 يناير 21

أصدرت هيئة قناة السويس قرارات جديدة بشأن رسوم عبور السفن للقناة، والسياسات والحوافز التسويقية المرنة الممنوحة للسفن العابرة للقناة خلال عام 2021.

 وأعلن الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، اليوم الأحد، تثبيت رسوم العبور لجميع أنواع السفن العابرة للقناة على ما كانت عليه عام 2020، بالإضافة إلى تجديد كافة المنشورات الملاحية الخاصة بالحوافز والتخفيضات التي تم اعتمادها خلال العام الماضي لبعض فئات السفن، وذلك ضمن الجهود المبذولة للتعامل مع الظروف غير المواتية والتحديات غير المسبوقة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المُستجد “COVID_19”.

وأكد الفريق ربيع حرص الهيئة على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تقتضيها إدارة الأزمة الحالية وما تتطلبه من ضرورة حتمية للتعامل مع المتغيرات العالمية بمرونة تامة وإدراك لعلاقة التأثير والتأثر بين حركة التجارة المارة بالقناة والظروف غير المواتية التي يمر بها الاقتصاد العالمي وصناعة النقل البحري.          

ووجه رئيس الهيئة رسالة طمأنة بشأن مؤشرات أداء قناة السويس خلال عام 2020 ، مؤكداً أن نتائج العام تعد نموذجاً ناجحاً في كيفية إدارة قناة السويس للأزمات حيث نجحت الهيئة في الحفاظ على أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة وفق المعدلات الطبيعية والإبقاء على حصيلة الإيرادات المحققة عند مستوى قريب من العائدات المُحققة خلال عام 2019 الأعلى إيراداً وحمولة على مدار تاريخ القناة.

وأكد أن ذلك يأتي بالرغم من الظروف المضطربة والتحديات غير المسبوقة التي شهدها العام في ظل تراجع مؤشرات حركة التجارة العالمية بنسبة 10%، وانكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 4.4%، علاوة على انخفاض أسعار النفط إثر تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد. 

وأوضح الفريق ربيع أن التقارير الملاحية بالقناة خلال عام 2020 سجلت عبور 18829 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 1.17 مليار طن (مليار و169 مليون طن) ثاني أعلى حمولة سنوية صافية في تاريخ القناة، مقابل عبور 18880 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 1.21 مليار طن (مليار و207 ملايين طن) خلال عام 2019 ، بفارق لايتجاوز 51 سفينة و38.1 مليون طن فقط بين العامين. 

وشدد رئيس الهيئة على أن أداء قناة السويس وسياساتها العامة خلال الفترة الماضية حظت بإشادات دولية واسعة أبرزها المجلس البحري والبلطيقي الدولي، ومنظمة Sea trade  البحرية، لافتاً إلى أن مؤشرات الأداء وحصيلة الإيرادات المحققة خلال عام 2020 والبالغة 5.61 مليار دولار، ثالث أعلى إيراد سنوي على مدار تاريخ القناة.

ولفت إلى أن ذلك يعكس مرونة واحترافية في التعامل لم تشهدها القناة من قبل خلال تعاملها مع أزمات سابقة مثل أزمة انهيار أسعار النفط خلال عام 2016 التي تراجعت فيها عائدات القناة إلى 5 مليارات دولار، وأزمة الديون السيادية العالمية عام 2009 والتي تراجعت فيها عائدات القناة إلى نحو 4.29 مليار دولار. 

وكشف الفريق ربيع عن نجاح السياسات التسويقية ولتسعيرية المرنة التي انتهجتها الهيئة في جذب العديد من الخطوط والشركات الملاحية التي لم تكن تعبر القناة، وزيادة الحصة السوقية لقناة السويس على بعض الطرق التي لاتمثل لها القناة الاختيار الأول، وذلك بجذب 4087 سفينة محققة إيرادات قدرها  930 مليون دولار تمثل حوالي  16.6% من إجمالي حصيلة إيرادات قناة السويس خلال عام 2020. 

كما نجحت السياسات التسويقية التي تم استحداثها خلال عام 2020 في تقليل التأثير السلبي للأزمة الحالية وكسب ثقة العملاء فكان لها بالغ الأثر نحو زيادة معدلات عبور سفن الصب من  4200 سفينة عام 2019 إلى 5113  سفينة عام 2020، وزيادة سفن البضائع العامة من 1499 سفينة عام 2019 إلى  1792 سفينة عام 2020، كما ساهمت في جذب 686 ناقلة غاز طبيعي مسال رغم تراجع حركة تجارة الغاز الفوري لدول آسيا في ظل انخفاض أسعار الغاز الطبيعي لمستويات تاريخية.

واستطاعت الحوافز الممنوحة لسفن الحاويات جذب العديد من الخطوط الملاحية خلال عام 2020 لتصل إجمالي سفن الحاويات التي عبرت القناة 4710 سفينة حاويات رغم انخفاض الطلب على البضائع المحواة عالمياً نتيجة لإجراءات الإغلاق والحظر الذي فرضته معظم دول العالم في مواجهة تداعيات فيروس كورونا، فيما عززت السياسات التسويقية الممنوحة لكل من حاملات السيارات والسفن السياحية من إعادة تنشيط الطلب على هذه الأنواع على الرغم من تراجع التجارة العالمية للسيارات بنسبة تزيد عن 60%، وانخفاض حركة سفن الركاب والسفن السياحية عالمياً بنسبة تزيد عن 80% بسبب تداعيات أزمة كورونا.  

وعلى صعيد ناقلات البترول، ورغم انخفاض الطلب العالمي على المنتجات البترولية، عبرت قناة السويس 5006 ناقلات بترول خلال عام 2020.  

وتعد تلك المؤشرات خير دليل على نجاح استراتيجية العمل التي انتهجتها هيئة قناة السويس رغم الظروف والتوترات التجارية غير المواتية والتحديات التي عانى منها الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية خلال عام 2020  إثر تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد. 

كما نجحت قناة السويس خلال عام 2020  في تسجيل عدد من عمليات العبورغير التقليدية التي تعد الأولى من نوعها التي لم تشهدها القناة من قبل وأبرزها، كانت عملية الإرشاد عن بعد لسفينة الركاب الإيطالية الموبوئة COSTA DIADEMA، وعملية عبور منزلق المواسير مكون من  12 ماسورة عملاقة من طراز “HDPE” ، وكذا عملية عبور سفينة الحاويات العملاقة MILAN MAERSK “بغاطس غير مسبوق 17.40 متر، بالإضافة إلى عملية عبور سفينة الحاويات” CMA CGM JACQUES SAADE”  أكبر سفينة حاويات تعمل بالغاز الطبيعي. 

وأكد ربيع أن قناة السويس تضع نصب أعينها مواصلة الجهود المبذولة للحفاظ على المكانة الرائدة للقناة وأداء دورها العالمي، مثمناً جهود كافة العاملين بالهيئة لدورهم في نجاح إدارة الأزمة، معرباً عن أمله في أن يشهد العام الجاري تحسناً ملموساً في مؤشرات حركة التجارة العالمية.