تعرضت الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية لمجموعة من الأزمات الطاحنة التي اثرت علي حجم أعمالها وقدرتها التنافسية بالسوقين المحلية والعالمية منها استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر وعلي فترات طويلة أدت الي تحمل شركة الحديد والصلب خسائر إجمالية تقدر بـ 210 ملايين جنيه عن شهر واحد فقط، فيما توقفت شركة السبائك الحديدية عن العمل ما يقرب من 15 يومًا وتراجعت الطاقة الانتاجية لشركة “الدلتا للصلب” خلال شهر واحد فقط 40 ألف طن، ولم يتوقف الأمر علي ذلك بل قدرت “القابضة المعدنية” إجمالي التكاليف الإضافية – التي ستتحملها بعد تطبيق التسعيرة الجديدة لأسعار الطاقة بعد قيام الحكومة برفعها – بما يقرب من 250 مليون جنيه سنويا.
وتكبدت شركة “مصر للألومنيوم” التابعة لـ”القابضة للصناعات المعدنية” خسائر مالية قدرت بحوالي 400 مليون جنيه بعد ان تكررت حالات انقطاع التيار الكهربائي يوميا وسط اتهامات متبادلة بين وزارتي الكهرباء والبترول بالمتسبب في ذلك.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل تعرضت تلك الشركات لتوقف الإنتاج لمدة تصل إلي 20 يومًا، لعدم توافر الشحنات اللازمة لديها لنقل بضائعها بعد استمرار اضراب اصحاب المقطورات، مما أدي إلي تعرض معظم الشركات للتوقف الكامل.
توقف جميع الخطط الاستثمارية الخاصة بعمليات الإحلال والتجديد
واستمرت الأزمات التي تعرضت لها الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية لتوقف جميع خططها الاستثمارية الخاصة بعمليات الإحلال والتجديد نتيجة اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق الخاصة بضخ استثمارات بقيمة 919 مليون جنيه في 5 شركات تابعة لها ممثلة في “الحديد والصلب المصرية” و”مصر للالومنيوم” و”النصر للتعدين” و”الشركة العامة لمنتجات الخزف والصيني”، علي أن يتم توفير 55% من تمويل خططها الاستثمارية ذاتيا عبر الشركة القابضة ومن المستهدف تدبير الباقي عبر مصادر التمويل الخارجية والتي قد ترتفع بنسبة تتراوح بين 5 و10% عند التنفيذ.
كما تعطلت خطة الشركة الخاصة بتنفيذ استثمارات بقيمة 1.1 مليار جنيه خلال العام المالي الحالي 2010-2011 موزعة بواقع 244 مليون جنيه لصالح شركة الحديد والصلب و595 مليون جنيه مصري لصالح شركة مصر للالومنيوم و120 مليون جنيه في مصانع النحاس المصرية، فيما يتوزع باقي الاستثمارات علي شركات “النصر لصناعة المواسير” و”الدلتا للصلب” و”السبائك الحديدية” و”ميتالكو” و”النصر لصناعة الكوك” و”الاسكندرية للحراريات والخزف والصيني” و”النصر للتعدين” و”الترسانة والنصر لصناعة المطروقات”.
ووصل حجم الاستثمارات التي نفذتها الشركة القابضة للصناعات المعدنية خلال السنوات الخمس الماضية في الشركات التابعة لها الي 2.302 مليار جنيه، بينما تستهدف الشركة اجمالي ايرادات النشاط الجاري لـ 13 شركة تابعة لها بقيمة 11.6 مليار جنيه حتي نهاية العام المالي الحالي مقابل 10 مليارات جنيه من اجمالي الايرادات خلال العام المالي المنتهي، كما تستهدف الشركة الوصول بصافي ارباح الشركات التابعة الي 860 مليون جم مقابل 716 مليونًا خلال الفترة نفسها.
وفي هذا السياق، قال عفيفي محمد، عضو مجلس إدارة شركة الدلتا للصلب، إن من أهم المشاكل التي تعرضت لها الشركة خلال الفترة الماضية استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر مما ادي الي انخفاض الطاقة الانتاجية للشركة، فضلاً عن ارتفاع اسعار الطاقة بدءًا من اول يوليو الماضي علي أساس 33 قرشًا لكل كيلو وات، فضلاً عن مضاعفة أسعار الكهرباء مرة ونصف المرة في أوقات الذروة، وهو ما سيؤدي الي تحمل الشركة 40 مليون جنيه.
الدلتا للصلب لديها خطة تستهدف رفع الطاقة الانتاجية لكنها معطلة نتيجة عدم وجود الموارد المالية
وأشار إلي أن الشركة لديها خطة تستهدف رفع الطاقة الانتاجية لتصل الي نصف مليون طن سنويا باستثمارات إجمالية تقترب من 2 مليار جنيه إلا انها معطلة نتيجة عدم وجود الموارد المالية اللازمة لتنفيذها.
ومن جانبه قال محمود الفقي، المدير التصديري لشركة الدلتا للصلب، إن الشركة تواجه صعوبات في الحصول علي تعاقدات تصديرية نتيجة الاحداث التي تمر بها الدول العربية من احتجاجات شعبية تطالب برحيل نظمها السياسية مثل ليبيا وسوريا فضلاً عن التوترات السياسية في لبنان والسودان، مشيرًا الي أن الشركة لم تتمكن من الحصول علي اي تعاقدات تصديرية خلال الشهور الثلاثة الماضية، إلا تعاقد واحد مع لبنان خاص بتصدير 2000 طن من الحديد وهو يعد حجم عمل متدنيا جدًا للشركة.
وأضاف أن من أكبر التحديات التي تواجهها الشركة ايضا ارتفاع حدة المنافسة التي تواجهها الشركة من قبل من الشركات العالمية، مشيرًا الي ان الاسعار العالمية تنخفض عن اسعار الشركة بحوالي 40 دولارًا مما يعطي ميزه تنافسية كبري للشركات الأخرى.
وكشفت بيانات الشركة القابضة للصناعات المعدنية عن استهداف مصانع الدلتا للصلب تحقيق صادرات بقيمة مليون جنيه، خلال العام المالي الماضي فيما تستهدف الشركة الوصول بحجم صادراتها الي 2.3 مليون جنيه خلال العام المالي الحالي 2010-2011.
من جانبه قال د.عمر عبد الهادي، رئيس مجلس إدارة شركة الحديد والصلب المصرية التابعة للشركة “القابضة للصناعات المعدنية”، إن أزمة استمرار انقطاع التيار الكهربائي التي تعرضت لها الشركة، مازالت مستمرة وهو ما يؤثر بشكل سلبي علي نتائج اعمال الشركة، مشيرًا إلي ان انتاج الشركة تراجع في شهر واحد فقط الي ما يقرب من 40 ألف طن.
وأوضح أن الأمر لم يقتصر علي ذلك بل عانت الشركة من مجموعة من التحديات بعد أحداث ثورة 25 يناير تمثلت في تراجع الطاقة الانتاجية للشركة، فضلاً عن استمرار الاعتصامات الفئوية المطالبة بزيادة الأجور والرواتب حيث ارتفعت أجور العمال بواقع 29 مليون جنيه فيما تعمل الشركة فقط بــ50% من طاقتها الانتاجية.
الحديد والصلب: المشاكل التي واجهت الشركة خلال الفترة الماضية استمرار انقطاع التيار الكهربائي
وفي هذا السياق قال إن من المشاكل التي واجهت الشركة خلال الفترة الماضية استمرار انقطاع التيار الكهربائي مما دفع بالشركة الي تقليل طاقتها الانتاجية لتخفيف الأحمال لتقل الطاقة الانتاجية في بعض الأحيان الي 40 ألف طن خلال شهر واحد فقط موزعة بواقع 20 ألف طن من الحديد و20 ألف طن أخري من انتاج الدرفلة.
ويصل حجم الإنتاج الشهري لـ “الحديد والصلب المصرية” إلي 100 ألف طن شهريا، وتبيع الشركة طن الحديد بنحو 3500 جنيه في المتوسط، بما يعني أن إجمالي خسائر الشركة جراء تراجع الإنتاج بواقع 60 ألف طن خلال أغسطس الماضي بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي يصل إلي 210 ملايين جنيه.
وأكد أن الشركة تعاني من تعرضها للتعديات من الأهالي علي أراضي الشركة في حلوان، مشيرًا الي ان تلك التعديات أصبحت بشكل واضح خاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير وما ترتب عليها من حالة الانفلات الأمني مما يعد اهدارًا للمال العام، وأن الخطة الاستثمارية للشركة الخاصة بعمليات الاحلال والتجديد مهددة بالفشل نظرًا لعدم استقرار الأوضاع.