تُسابق الليرة التركية الزمن في تسجيل اتجاهات قياسية هابطة يوما تلو الآخر، وفيما يبدو أن مستويات غير مسبوقة في الطريق، حسبما ذكر موقع “إنفيستينج دوت كوم”.
فقد واصلت الليرة التركية الهبوط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء وتجاوزت مستويات الـ 12 ليرة/دولار في هذه اللحظات، وتم تداول الليرة التركية الآن عند مستويات الـ 12.0330 ليرة/دولار بقياس زوج الدولار أمريكي ليرة تركية.
وفي الوقت ذاته يرتفع الذهب التركي بقوة على الرغم من هبوط الذهب عالميًا بشكل قوي وهو ما يعكس قوة اندفاع الناس إلى الذهب للتحوط من الانهيار في قيمة العملة.
ويسجل الذهب 698.7 ليرة/جرام في تركيا بزيادة 5.26% في الأوقات الحالية مسجلًا قمة قياسية جديدة له.
وتراجعت الليرة التركية منذ ساعات بأكثر من 3% نزولا إلى أدنى مستويات جديدة على الإطلاق حيث تم مشاهدة الليرة عند مستويات 11.7432 ليرة / دولار.
وهكذا بلغت خسائر الليرة التركية منذ بداية العام ما يقرب من 60% منذ بداية العام لتصبح أسوأ العملات الناشئة أداء مقابل الدولار.
وجنبًا إلى جنب من هبوط الليرة المدوي، استمرت الارتفاعات الجنونية لأسعار الذهب الذي لا يجد الأتراك سواه ملاذا للتحوط من التراجعات الجنونية لعملة بلادهم.
وارتفع جرام الذهب التركي إلى مستويات قياسية جديدة عند 681.788 ليرة / جرام بزيادة 3% أو ما يعادل 19 دولار.
وارتفع الذهب منذ نهاية فبراير 2021 عند مستويات 415.067 ليرة/ جرام بأكثر من 285 ليرة بزيادة 68%
ما السبب؟
باول أولًا..
سجل سعر الدولار مستوى مرتفعا جديدا في 16 شهرا بعد أن أعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن ترشيح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول لفترة ثانية مدتها أربع سنوات.
ويعزز ترشيح باول توقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيمضي قدما في مساره لتشديد السياسة النقدية بتقليص برنامجه لشراء الأصول وزيادة أسعار الفائدة العام القادم.
وهو ما يمنح الدولار مزيد من الارتفاع والقوة خلال الفترة المقبلة وفقا لبنوك الاستثمار الكبرى حيث تعزز توجهات الفيدرالي من فرص استمرار ارتفاع الدولار.
تصريح الرئيس التركي يلقي الزيت على النار
فيما صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لا يوجد طريقة واحدة لمجابهة التضخم. وهو ما نشر الخوف من أن يستمر المركزي التركي والحكومة التركية في مسارها التحفيزي على الرغم من ضعف الليرة التركية.
بيانات تركية:
صدرت بيانات ثقة المستهلكين في تركيا أمس وهوت بنسبة 7.3% لتسجل 71.1 نقطة في شهر نوفمبر الحالي، ويعد ذلك ثاني أدنى مستوى لها منذ صدور هذا المؤشر عام 2004.
وينعكس هذا السقوط في ثقة المستهلكين على عمليات البيع السريع لليرة التركية وبأدنى قيمة لها على الإطلاق.
وهبطت أرقام ثقة المستهلكين في العام الماضي نتيجة لتداعيات فيروس كورونا، إلا أنها اختبرت فترات انتعاش بعد ذلك.
ويعبر مؤشر ثقة المستهلكين في حال جاءت النتيجة أدنى من الـ 100 عن وجود حالة من عدم الثقة في الاقتصاد والعملة، والعكس صحيح.
وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي في أكتوبر تراجع ثقة المستهلكين إلى 76.8 نقطة من 79.7 نقطة في الشهر السابق.
ولم تكن بيانات الثقة هي الوحيدة التي صدرت، حيث صدرت بيانات أخرى تعلن ارتفاع سعر إنتاج السلع والخدمات التركية المباعة في الخارج بنسبة 7.93% في الشهر الماضي. وسجل مؤشر أسعار المنتجين في الخارج 32.96% سنويًا في شهر أكتوبر الماضي.
وصلت الزيادة في أسعار المنتجين للمنتجات المباعة في الخارج إلى مستوى قياسي بلغ 43.72٪ على أساس سنوي في يونيو. وانخفض المؤشر، الذي تراجع في الأشهر التالية، إلى 28.87٪ في سبتمبر، لكن تسارعت الزيادة السعرية في أكتوبر.
خاصة بسبب الزيادة المتسارعة في سعر الصرف وصعوبة الوصول إلى المنتجات المراد إنتاجها.