أرباح «جريت وول موتور» تهوى %184 بسبب «الفيروس»

توقعات باحتدام المنافسة بين أوروبا والصين على الكهربائية

أرباح «جريت وول موتور» تهوى %184 بسبب «الفيروس»
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

6:31 ص, الثلاثاء, 28 أبريل 20

أعلنت شركة جريت وول موتور الصينية لصناعة السيارات ، أنها تكبدت خسارة صافية قدرها 650 مليون يوان (92 مليون دولار) خلال الثلاث شهور الأولى من العام الجارى، بسبب انتشار فيروس كورونا منذ نهاية العام الماضى، والذى بلغ ذروته مع بداية مارس وأدى لإغلاق النشاط الاقتصادى فى جميع أنحاء البلاد.

وذكرت وكالة رويترز أن «جريت وول موتور» التى تتخذ من مدينة باودينج مقرا لها، هوت أرباحها بحوالى %184 لتتكبد خسائر صافية خلال الربع الماضى، بالمقارنة مع أرباح تجاوزت 773 مليون يوان، خلال نفس الربع من 2019.

وانخفض إجمالى مبيعات السيارات فى الصين خلال الربع الماضى بحوالى %42 بسبب تفاقم العدوى من فيروس كورونا الذى أدى لهبوط مبيعات جريت وول موتور من السيارات الرياضية متعددة الأغراض بحوالى %47 خلال نفس الربع، مع بقاء المستهلكين فى بيوتهم وإغلاق معارض البيع للحد من انتشار العدوى.

كانت أرباح «جريت وول موتور» تراجعت %13.6 خلال العام الماضى، مع هبوط إجمالى مبيعات السيارات فى الصين- أكبر سوق للسيارات فى العالم، بسب الحرب التجارية التى استمرت حوالى عامين بين واشنطن وبكين. 

وهبطت أرباح معظم شركات السيارات الصينية خلال العام الماضى، ومنها أرباح شركة جريت وول موتور التى انخفضت إلى حوالى 4.5 مليار يوان العام الماضى، من 5.2 مليار يوان فى عام 2018، بينما انخفضت أرباح منافستها جيلى أوتوموبيلز بأكثر من %35 وشركة BYD بحوالى %42.

وأدى وباء كورونا إلى خفض توقعات جريت وول لمبيعات السيارات الرياضية متعددة الأغراض، التى تجذب المستهلكين لحوالى 1.02 مليون وحدة هذا العام، انخفاضا من 1.06 مليون وحدة العام الماضى.

وعانت صناعة السيارات الصينية من انخفاض واضح خلال الربع الأول من العام الجارى، بسبب تفاقم العدوى من فيروس كورونا، لدرجة أن وكالة PwC لأبحاث الأسواق الاقتصادية، ووحدة استراتيجى أند الاستشارية التابعة لها، أكدت أن أكبر خمس أسواق للسيارات فى أوروبا تفوقت فى مبيعات المركبات الكهربائية خلال الربع الأول من العام الجارى، وذلك لأول مرة على الصين.

وجاء فى دراسة نشرتها وكالة PwC ووحدتها اسراتيجى أند، أن مبيعات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا و إيطاليا وأسبانيا من السيارات الكهربائية بلغت 79.3 ألف وحدة، خلال الثلاث شهور الأولى من العام الحالى، لتتفوق على مثيلتها فى الصين التى توقفت عند 77.3 ألف وحدة.

وذكرت وكالة بلومبرج، أن انتشار فيروس كورونا فى الصين أدى لهبوط مبيعاتها من المركبات الكهربائية بأكثر من %50 خلال الربع الماضى، بالمقارنة بنفس الربع من عام 2019، بينما قفزت المبيعات بأكثر من %100 فى الدول الأوروبية الخمس مجتمعة.  

لكن الدراسة، ترى أن هذا الاتجاه سينعكس خلال الربع الحالى مع تفاقم العدوى فى أوروبا منذ مارس الماضى، لتصل عدد الإصابات إلى حوالى مليون وربع مليون حالة، والوفيات تجاوزت 117 ألف ضحية، ما يعنى استمرار الحظر وبقاء الناس فى بيوتهم ووقف الأنشطة الصناعية.

وبدأت الصين التى ظهر الوباء فيها منذ نهاية العام الماضى فى رفع الحظر تدريجياً، بعد توقف الوفيات عند 4600 ضحية تقريباً، بينما بلغت الإصابات حوالى 84 ألف حالة منذ بداية مارس، ولم ترتفع إلا بأعداد بسيطة حتى الآن حيث تمكنت حكومة بكين من احتواء مرض كوفيد 19، وأعادت تشغيل معظم القطاعات الاقتصادية.

وأكدت الإحصاءات الرسمية لحكومة بكين أن %80 من المصابين بالمرض الذى بلغ ذروته منتصف فبراير الماضى، تركزوا فى إقليم هوبى وعاصمته ووهان موطن الوباء، ولم تظهر حالات جديدة هناك منذ ذلك الحين، لكن الصينيين الذىن دخلوا البلاد بعد فتح الحدود كان بينهم إصابات جديدة، إلا أنها لم تتجاوز مئات قليلة، ما يعنى أن الصين ستستعيد مكانتها فى تصدر سوق مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام.

وبدأت الحكومة الصينية فى منح الدعم والإعفاءات الضريبية لصناعة السيارات الكهربائية، لتصبح مرة أخرى أكبرسوق لها فى العالم خلال العام الجارى، كما أكد فيليكس كونيرت رئيس قطاع السيارات العالمية بوكالة PwC، غير أنه يرى أن المنافسة ستكون حادة خلال السنوات القليلة القادمة بين أوروبا والصين، وسيحدد الفائز منهما بناء على الإرادة السياسية والتحسينات فى مرافق شحن البطاريات، وجودة السيارات الكهربائية وتوفرها فى الأسواق المختلفة.

وتتميز أوروبا حاليا بأن هناك سيارة كهربائية بين كل سبع مركبات جديدة تعمل بالوقود التقليدى، سواء بنزين أو سولار، علاوة على أنه إذا تم إضافة السيارات الهجين التى تعمل بالبطاريات الكهربائية مع البنزين أو السولار، فإن أوروبا ستصبح صاحبة أكبر سوق فى العالم للمركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة.

وتتوقع دراسة وكالة PwC أن ترتفع مبيعات سيارات الركوب الكهربائية إلى 11 مليون وحدة على مستوى العالم مع نهاية العام الجارى، بفضل دعم معظم حكومات أوروبا للسيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة للحد من الانبعاثات الكربونية والحفاظ على نقاء الهواء والبيئة، وانكماش إنتاج السيارات التقليدية بنسبة تتراوح بين 10 و%40 هذا العام، تبعا للمدة التى سيستمر فيها وباء فيروس كورونا الذى انتشر فى أكثر من 200 دولة حول العالم، وتسبب فى قتل حوالى 200 ألف شخص، وأصاب ما يقرب من 3 ملايين حتى الآن.